عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

حكاية القباب الجنائزية لملوك غانة القدامى

د. إسماعيل حامد
د. إسماعيل حامد

تتميز العمارة الإفريقية القديمة بالعديد من الخصائص والسمات التقليدية التي تميزها عن غيرها من أنماط طرز العمارة في بلدان العالم الأخرى، وذلك نظرًا لخصوصية القارة الإفريقية، وخصوصية البيئة التي عاش فيها السكان الأفارقة منذ القدم وحتى يومنا هذا.



 

وفي هذا الشأن، ولعله مما يلفت النظر، أن بعض المصادر العربية القديمة كانت قد أشارت لأمر غريب في لدى بعض الشعوب الإفريقية القديمة، وهو الأمر الخاص بدفن الخدم مع الملوك في مقابر ملوك دولة غانة القديمة.

 

ولقد أفاض المؤرخ أبو عبيد البكري (المتوفى في سنة 487ه) في وصف تلك العادات الوثنية القديمة: "إذا مات ملكهم عقدوا له قبة عظيمة من خشب الساج". ثم وضعوها في موضع قبره، ثم أتوا به على سرير قليل الفرش، فأدخلوه في تلك القبة، ووضعوا معه حليه، وسلاحه، وآنيته، التي كان يأكل فيها ويشرب، فأدخلوا فيها الأطعمة والأشربة. 

 

ثم تذكر المصادر أن الناس كانوا يقومون بدفن الرجال الذين كانوا يخدمون ملوك غانة في ذات القبة التي كان قد دفن فيها الملوك من قبل، ثم كانوا يغلقون باب هذه القبة الجنائزية. 

 

ثم كانوا يجعلون فوق تلك القبة الأمتعة والحصير، ثم يجتمع الناس بهدف ردم المدخل الخاص بهذه القبة بالتراب حتى تصبح وكأنها الجبل من شدة ارتفاعها، ثم كانوا يخندقون حولها حتى لا يتم الوصول إلى هذه الأكوام التي حول القبة المدفون فيها الملوك إلا من موضع واحد فقط، ثم كانوا يقدمون القرابين والخمور كقرابين لموتاهم من الملوك. 

 

ولا شك أن الكثير من تلك العادات والتقاليد- ما عدا دفن الخدم في قبور الملك- تشبه- بشكل أو بآخر- الطقوس المصرية القديمة، وعن ذلك التقارب يقول الدكتور طرخان: "ويبدو وضوح الأثر الشرقي القديم في هذا التقليد، فقد وجد عند ملوك السومريين القدماء، كما وجدت صور منه عند الفراعنة، كذلك وجد هذا التقليد عند ملوك كاتسنا من دول الهوسا وذلك قبل اعتناقهم الإسلام..".

 

متخصص في التاريخ والتراث الإفريقي

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز