عاجل
الخميس 20 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

في ذكرى رحيلها.. عقيلة راتب قتلت ثعبان الساحر

الفنانة عقيلة راتب
الفنانة عقيلة راتب

عاشت الفنانة عقيلة راتب وحيدة فترة دامت 12 عامًا دون أن يسأل عنها أحد من الوسط الفني، في أيامها الأخيرة، وكانت قد فقدت بصرها في فيلم "المنحوس" عام 1987.



فكانت حياتها مع ابنتها الوحيدة أميمة، حتى رحلت في مثل هذا اليوم 22 فبراير، لكنها تمكنت من جذب أضواء الكاميرا إليها عن طريق الفن الراقي، فكانت أول من حمل لقب السندريللا، وبعد ذلك أتقنت في أدوار الأم، والحماة.

 

أسرة ميسورة الحال

 

ونشأت راتب في أسرة ميسورة الحال، ورغب والدها في أن يلحقها بالعمل في نفس مجاله، وهو السلك الدبلوماسي، لكنها أصرت على دخولها لعالم الفن، وقامت بتغيير اسمها من كاملة محمد شاكر لعقيلة راتب، وراتب هو اسم شقيقها.

والجدير بالذكر أن عقيلة راتب كانت قد بدأت مشوارها الفني في سن 16 عامًا على المسرح، حيث حققت شهرة ونجاحًا كبيرًا وأصبحت الحصان الرابح للفرق المسرحية التي كانت تتخطفها وتسعى لكي تعمل فيها.

وكانت تمثل وتغني وتقدم استعراضات، فكان الجمهور يتهافت على دخول المسارح التي تعمل بها، وكان كبار رجال الدولة يحضرون العروض التي تقدمها، حيث حققت شهرتها في المسرح قبل السينما.

وكان أول فيلم سينمائي قامت ببطولته فيلم "اليد السوداء" عام 1936، الذي شاركها بطولته زوجها الفنان حامد مرسي.

وأسست راتب بعدها فرقة خاصة بها، بالاشتراك مع زوجها، وهو مطرب وممثل شاركها بطولة عدد من المسرحيات والأفلام، وأطلق عليه كثيرون لقب "بلبل مصر". كما قدمت عقيلة أدوارًا مميزة في عدد من الأفلام، منها "زقاق المدق، ولا تطفئ الشمس، وعائلة زيزي"، وغيرها من الأعمال الناجحة. وشاركت في أكثر من مسرحية منها "مطرب العواطف، وحلمك يا شيخ علام، والزوجة آخر من تعلم، وجمعية كل واشكر". وكثيرًا ما تحدث مواقف غريبة وطارئة أثناء تقديم العروض المسرحية ومواجهة الجمهور، وكثيرًا ما يتعرض النجوم الذين يعملون على المسرح ويقدمون عروضًا مسرحية للعديد من المواقف التي تتطلب سرعة التصرف والبديهة، وأحيانا قد تفاجئهم بعض تعليقات الجمهور التي تضعهم في مواقف محرجة أو تجعلهم لا يتمالكون أنفسهم من الغيظ أو الضحك. ومن بين هذه المواقف ما تعرضت له عقيلة راتب، التي كانت تعمل في بداياتها بفرقة على الكسار المسرحية. وكانت عقيلة قد روت تفاصيل القصة في حوار نادر بنهاية الخمسينيات تذكرت خلاله ما حدث لها حين كانت تعمل في الفرقة عام 1936. وحكت عقيلة راتب في حوار قديم عن أحد المواقف التي لا تنساها أثناء تقديمها مسرحية "ورد شاه" بفرقة على الكسار، وهي رواية تاريخية غنائية. وقالت إنه حدث ذات يوم أن غاب الممثل الذي يقوم بدور السلطان في المسرحية، واضطر على الكسار إنقاذًا للموقف أن يستعين بأحد ممثلي الكومبارس ليقوم بالدور، بعد أن قام بتحفيظه دور السلطان على عجل. وأضافت إنها لا تنسى هذا الموقف طوال حياتها، حين كانت في مواجهة ثعبان سام على المسرح، موضحة أن الفرقة كانت تستعين بساحر يؤدي بعض الألعاب السحرية على المسرح في الاستراحة بين الفصول، وكانت تساعده في مهمته فتاة تعمل معه، وذات يوم غابت هذه الفتاة، فترجى الساحر فنانات الفرقة أن تساعده إحداهن في أداء عمله على المسرح. وأشارت راتب إلى أن الفضول دفعها للتطوع لهذه المهمة، حتى تعرف بعض أسرار ألعاب هذا الساحر، وكانت إحدى الألعاب التي يؤديها تتمثل في أنه يقوم بإخراج ثعبان من كيس ويدخله في فتحة قميصه، وبعد قليل يسحبه من فمه. وأكد الساحر أن هذا الثعبان سام، وبالفعل وقفت الفنانة لتساعده في عمله، فأخرج الساحر الثعبان من الكيس، لكن فجأة حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث سقط الثعبان على الأرض، وفي ذات اللحظة انقطع النور، وأصبح المسرح والصالة في ظلام دامس، وشعرت عقيلة راتب بالرعب على المسرح خوفًا من الثعبان، وحاولت الرجوع للكواليس، ومرت ثلاثون ثانية كأنها ثلاثون عامًا، حتى كاد قلبها أن يتوقف من الخوف، وبعدها عاد النور لتجد الثعبان قتيلًا على الأرض، حيث أسقطت عليه كرسيًا دون قصد في محاولاتها للهرب منه، وهي تردد في سرها "مدد يا رفاعي" فمات الثعبان ونجت عقيلة.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز