![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
![علاقات ندية.. بلا مشروطيات](/Userfiles/Writers/5183.jpg)
وليد طوغان
علاقات ندية.. بلا مشروطيات
الدولة المصرية فى الجمهورية الجديدة مفتوحة على الجميع.. بالتعاون مع الجميع.. وفق مصالح الجميع.. ووفق رؤى الجميع.
مصر رقم مهم فى الإقليم والمنطقة.. ومصر أيضًا رقم مهم فى العلاقات الدولية. الشرق الأوسط، بتغيراته وتشابكاته وتحدياته، أوسع وأكبر نطاقًا للمعادلات مستمرة التغيير والتغير على خريطة العالم.
الجمهورية الجديدة فى مصر واحدة من صمامات الأمان.. والاستقرار.
انعكاسات التوجهات المصرية المتوازنة فى السياسة الدولية، ليست معامل أمان فقط لدول المنطقة، ولا لدول الجوار وحدها، إنما تمتد تلك الانعكاسات إلى أوروبا نفسها. من إيطاليا.. لفرنسا.. ومن فرنسا لألمانيا.. ودول شرق أوروبا وغربها.
فى الأزمة الليبية كانت مصر الجواد الأكبر والأربح فى التعامل مع تغير إقليمى شديد الأهمية، ومحاولات خبيثة مضادة لمعادلات الأمن القومى المشروعة، بما كان له من ارتداداته المباشرة على الداخل الأوروبى، وعلى المصالح الأوروبية.. وعلى المواطن الأوروبى لو نجحت مشاعل الإرهاب فى مخططها لدعم الإرهاب وترسيخه فى الداخل الليبى.
الإرهاب قضية كبيرة.. وهى القضية الأخطر التي قادت فيها مصر معركة فى المنطقة كانت هى الأهم، وهى الأكبر. واجهت مصر قوى الظلام نيابة عن أوروبا.. وعن الغرب.. وعن العالم.
(1)
النجاح المصري فى سحق الإرهاب ودحره، وقطع رءوسه، بدماء طيبة ذكية قدمها خيرة شباب مصر، كان له هو الآخر ارتداداته بالإيجاب الشديد على معاملات استقرار وأمان ليس الشرق الأوسط فقط.. ولا المحيط العربى وحده.. ولا المحيط الإقليمى وحده.. إنما فى الغرب أيضًا.
لم تتعرض دولة فى الغرب لما تعرضت له مصر من موجات شرسة فى معارك كانت هى الأكثر ضراوة، حاولت قوى الظلام فيها طرح بحور الدماء تحت الأرجل، وفى الشوارع.. مع إذكاء الكراهية.. فى الطريق لاختطاف الدولة.
نجحت مصر.. وتفوقت.. وقفزت.. وتخطت العقبات والعواقب.. وبدأت رحلة التنمية، دعمًا لحقوق مواطن يستحق.. الأمن أولًا.. ويستحق نصيبه فى ثرواته، وبحقوق مؤكدة فى حياة كريمة.
وزيرة خارجية ألمانيا نفسها، فى المؤتمر الصحفى مع الوزير سامح شكرى، تكلمت عن مفاهيم منظومة حقوق الإنسان الكاملة الشاملة.. حسب التعريف الأممى.
حق المواطن فى العلاج، وفى التعليم، وفى فرص العمل.. كلها موجبات أولى فى التعريفات الأممية لحقوق الإنسان.
على مواقع التواصل، وصفوا كلمة سامح شكرى فى المؤتمر الصحفى مع وزيرة الخارجية الألمانية بحلقة درس جدد فيها الوزير المصري رسائل قوية لأوروبا فى مبادئ السياسة المصرية.. ورؤية القاهرة الموضوعية لوضعها.. وثوابتها فى التعامل مع قضايا الإقليم وقضايا الداخل.
وزيرة الخارجية الألمانية هى أصغر امرأة تتولى هذا المنصب فى المستشاريات الألمانية، وسامح شكرى واحد من أكثر وزراء الخارجية فى العالم من أصحاب الخبرة.. والمنطق القوى. يكفى أنه وزير مخضرم منتمٍ لدولة كبرى تسعى للتعاون والحوار.. لكنها لا تقبل إملاءات ولا مشروطيات. ليست مسألة دروس.. بقدر ما كان سامح شكرى صريحًا وواضحًا فى المؤتمر الصحفى.
(2)
فى المؤتمر طرحت إحدى مراسلات محطة تليفزيون ألمانية سؤالًا حول رؤية الوزيرة الألمانية لربط حقوق الإنسان بالتعاون فى مجال التسليح. السؤال خبيث.. لكن مصر لن تقبل مشروطيات. قال سامح شكرى إن الدولة المصرية إذا كان لها ثوابتها فى التعاون الدائم مع الجميع.. إلا إنها فى نفس الوقت تقوم بعلاقاتها للتعاون فى إطار الندية.
مصر تتعامل وجهًا لوجه.. كتفًا بكتف.. دولة بدولة.. وقدرة بقدرة. دعت مصر أكثر من مرة إلى ضرورة التعامل مع تحدياتها المختلفة من خلال رؤية تضع فى اعتبارها الأوضاع على الأرض لا من خلال مجرد افتراضات.. أو آراء متداولة ليس أغلبها صحيحًا فى ما يتعلق بحقوق الإنسان فى مصر.
إضافة لاستراتيجيات استعادة الأمن.. والاستقرار.. واستعادة مصر لريادة مستحقة فى المنطقة والإقليم، عملت الجمهورية الجديدة على استراتيجية غير مسبوقة فى دعم حقوق الإنسان المصري.. وفق المفهوم الشامل.
أكثر محاور التنمية فى إطار استراتيجية مصر 2030 كانت تتعلق بالمواطن وحقوقه.. من أول تأمين صحي شامل.. وصولًا إلى تغيير حياة حوالى 60 مليون مواطن ورفعها إلى مراتب الحياة الآدمية اللائقة الكريمة.
يكفى النجاح المصري فى أن يكون بلدًا منزوع العشوائيات.
لفظ «نزع العشوائيات» هو الأكثر قربًا للواقع.. كانت المناطق العشوائية والخطرة ضرسًا مليئًا بالسوس والخبائث مزروعًا فى صدغ الدولة. العشوائيات ليست فقط مبانى غير مخططة، أو عمارات مبنية بلا مواصفات ولا شكل بمرافق عشوائية على أملاك مختطفة من الأملاك العامة.. العشوائيات، آثار اجتماعية، واقتصادية ثم أمنية، تضرب المستقبل.. وتضرب الانتماء.. وتسهل وقوع بعضهم فى أفخاخ الشائعات والتشكيك الممنهجة.
فى المؤتمر الصحفى مع وزيرة الخارجية الألمانية، قال سامح شكرى بصياغات شديدة الدبلوماسية.. لكنها شديدة القوة ما معناه أنه إذا كان هناك من يرى أنه ممكن أن يطرح ربطًا ما بما يسمى بأوضاع حقوق الإنسان فى مصر، وبين صيغ التعاون الثنائية «فهو قرار ممن يقرر».. أو بالمعنى الدارج كما يقولون فى مصر: «هو حر»!
مصر شريك مهم لألمانيا.. كما أن ألمانيا دولة من أهم الشركاء لمصر. لكن مهم التأكيد على أن المصالح المشتركة، فى أى تعاون سياسى، تقوم على الفائدة المزدوجة.. والمصالح المشتركة.
(3)
خلال 7 سنوات نجحت القاهرة فى بناء علاقات متوازنة قائمة على ثوابت السياسات المصرية التي تضع القانون الدولى والقرارات الأممية نصب أعينها مهما كانت معادلات الشر.. ومهما كانت المتغيرات.
إذا كانت قدرة مصر فى الدفاع عن نفسها ضد إرهاب غاشم بابًا للمزايدات، أو الرؤى غير السليمة فيما يتعلق بحقوق الإنسان فى مصر.. فإن تلك النظرة ليست مسؤولية مصرية.. إنما مسؤولية طرف آخر عليه أن يعيد قراءة الواقع.. وفق الواقع.. ولا وفقًا لبعض بوستات مواقع التواصل الاجتماعى.
قدرة مصر على الدفاع عن نفسها، هى التي منعت عن أوروبا موجات تطرف كانت سوف تكون الأقوى والأكبر فى التاريخ الأوروبى.. وللإنصاف، لم يكن للمجتمعات الأوروبية طاقة بها.
القدرة المصرية على حماية مقدرات أمنها القومى، والاستراتيجى، وإحكام مشروع لحدودها الإقليمية.. ومياهها فى البحار، إلى جانب مبادرات التنمية الموجهة، هى التي منعت عن أوروبا هجرات غير شرعية، أثارت فى الغرب مشاكل اجتماعية.. ونزاعات سياسية، واختلافات كبرى فى الشارع الأوروبى وبين الساسة هناك.
قدرة الدولة واستعادة سطوتها مشروع فى القانون الدولى. حقوق الدول فى الدفاع عن نفسها،وعن مواطنيها وعن أراضيها.. ضد الحرق والهدم ومحاولات التشويه، والتشكيك.. ومحاولات هدم السلم الاجتماعى، ومنع التنمية.. كلها على رأس مفهوم حقوق الإنسان بنصوص المعاهدات الأممية والبروتوكولات الدولية فى هذا الأمر.
مرة أخرى لا بد من التأكيد على أن المصالح مشتركة بين مصر ودول الإقليم، ودول أوروبا.. ومع الغرب والشرق.
إذا كان هناك من يرى التفكير فى قرارات أحادية.. بأى دعوة أو أى حجة فى علاقات التعاون المفتوحة مع القاهرة.. فالقرار قراره.. وعليه أن يتحرى عواقب قراره.. فمصر لا تقبل مشروطيات كما قال وزير خارجية مصر.
(4)
الفترة المقبلة ستتصاعد حملات ممنهجة ضد منتخب كرة القدم. المنتخب رجالة.. وقد التأهل لكأس العالم وقدود. بالتوازى مع شائعات تروجها لجان الإرهاب الإلكترونية، هناك محاولات بزرع حقن تحت الجلد لإحباط الشارع ونشر اليأس بين فئاته بأكثر من طريقة.
الغرض وضع الرأى العام فى حالة من الشعور الجمعى بعدم القدرة. محاولات نشر الإحباط على مواقع التواصل الاجتماعى الغرض منها إشاعة فيروس تشكيك مدمر فى خلايا وعى المصريين.
تدمير خلايا الوعى بداية لإتلاف ما يسميه علماء الاجتماع بالضمير الجمعى. إتلاف الضمير الجمعى يعنى زرع أفكار غير صحيحة ووهمية بأنه لا أمل فى المستقبل، ولا قدرة على الإنجاز.. ويعنى إشاعة مشاعر ضالة غير حقيقية، وغير واقعية.
كرة القدم بالذات من أكثر المداخل حساسية لسيكولوجيات الشعوب. لذلك سوف تسعى كتائب الإرهاب إلى النفاذ منها لضرب مستوجبات الأمل فى اللى جاى.
لنا فى أيام بطولة أمم إفريقيا عبرة. فى الكواليس كانت تدور محاولات واضحة لدى البسطاء من محبى كرة القدم لإثارة موجة من السخط واللوم والتقليل من الإيمان بالقدرة على التحقيق والتحقق.
مؤكد أن روح الرياضة غالب ومغلوب، ومعلوم الأداء الرجولى الذي حققه رجال المنتخب وصولًا إلى المباراة النهائية.. وبطولة مشهودة فى المباراة النهائية. لكن محاولات نشر التشاؤم التي انتشرت أون لاين.. كانت غير طبيعية.
بث روح الهزيمة واحدة من أهم أدوات حروب الجيل الخامس. بث روح الهزيمة، والخروج بها من محيط الكرة، إلى ما هو أبعد مرحلة سابقة على إحداث خلل فى نفسية شعب، وبالتالى إيهامه وتمهيد ميكانيكية نفسية يضخم بها مشكلاته، ويعظمها وينفخ فيها، فتتحول روح الهزيمة إلى سدود لمجرى الحياة، ومعوق نفسى كبير.
تستهدف محاولات إشاعة روح الهزيمة نزع قدرة الشعوب على المشاركة فى حركات الإصلاح، وإضعاف قدراتها على تقبلها، وإنهاء قدرة المواطن البسيط على التصديق أنه جزء من حركة نهضة كبرى تتحقق على الأرض.
نجاح الدولة.. بنجاح ناسها، وقدرات الدولة من قدرات شعبها.. والشعب أفراد.. وضرب نفسية الفرد.. يعنى ضرب قدرات الشعب.
منتخبنا رجالة.. والأمل قوى فى اللى جاى.