تشكو الإهمال وتنتشر بها الأعمال المنافية للآداب..
"مقابر الإسماعيلية".. من ينقذ الأموات من جرائم الأحياء؟
شهيرة ونيس
تعتبر "المقابر" هي المفهوم الحقيقي للراحة الأبدية لجثث الموتى، ولكن يختلف الوضع جملة وتفصيلًا داخل مقابر الإسماعيلية القديمة، والمجاورة لسوق الجمعة التابعة لحي أول المحافظة، ومدى خطورتها الأمنية، على الأحياء والأموات.
تنتشر أكوام القمامة والحيوانات النافقة داخلها وعلى جنباتها الخارجية، فضلا عن انتشار الظلام الذي يخيم على المكان، فيحوله إلى مكان موحش ومأوى لانتشار الاعمال المنافية للاداب وتعاطي المخدرات، فضلا عن سرقة ابواب المقابر من قبل هؤلاء.
ولا يخفى على أحد واقعة اغتصاب امرأة خرجت مع زوجها لجمع الكراتين داخل مقابر المسلمين بالإسماعيلية، وإذا بهما يفاجآن بثلاثة أشخاص، يأخذون زوجته أمامه، ويقوم أحدهم باغتصابها، أمام زوجها الذي وقف عاجزا عن الدفاع عنها، وسط "تكبيله" من قبل آخرين.
وعقب تلك الواقعة التي أثارت جدلا واسعا بين أهالي المحافظات بوجه عام ومحافظة الإسماعيلية بوجه خاص، طالب أهالي محافظة الإسماعيلية، بمد المقابر بأعمدة الإنارة وتوفير حراس أمن علي مقابر المسلمين لعدم انتشار الجرائم، والأعمال المنافية للآداب، لا سيما وتقديم العديد من اهالي الاسماعيلية، ببلاغات لسرقة الاموال وحقائب السيدات، ممن يقوموا بزيارة مقابر ذويهم.
وينتاب الزائرون حالة من الرعب والفزع حيال مشاهدتهم "لسرنجات " المواد المخدرة وقد تناثرت عليها دمائهم الملوثة، هنا تقول رودينا لطفي: توفت والدتي منذ أسبوع فقط ومع الحزن الذي يعتصر قلبي لفراقها أجد هنا لاستشعر بوجودها، فأري هذه البقايا من أدوات المواد المخدرة مما يفزعني ويجعلني أفكر كثيرًا، خائفة من المجهول، فكيف أزور أمي وانا بهذه الرهبة والخوف من أصحاب هذه الاشياء ، وتتسائل لو شاهدوني مثل هؤلاء الخارجين عن القانون ، هل يتركوني دون المساس بي ؟! أم ماذا يفعلون ؟!.
فيما تضيف مروه عامر – ربة منزل، أنها ومنذ سنوات طويلة تاتي لزيارة قبور والديها ، ولاول مرة منذ سنوات تري هذه الاشياء المتناثرة بجانب القبور، وتقول: كيف ينتهكوا هؤلاء المجرمين حرمة الاموات ، هل وصلنا لهذه الدرجة من انعدام الاخلاق والامان " حتي في القبور " حسبي الله ونعم الوكيل .
ويوافقها في الرأي السيد علي عبد الله- موظف ، الذي اكد لنا علي أن هذه المقابر لم تكن بهذا السوء من قبل ، فكانت آمنه نضيفة تخلو تماما من الخارجين عن القانون ومتعاطي المخدرات ، وقال : " أنتشرت جرائم السرقة والاغتصاب داخل المقابر ، هل لنا والسكوت عن انتهاك حرمة الموتي ، وكما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم .. إذا ضاقت صدوركم فزوروا قبوركم .. صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم ، كيف تكون هذه القبور راحة لنا بعد ان أصبحت سكنا للبلطجية ومتعاطي المخدرات والخارجين عن القانون .
وقال محمود عبد السلام – موظف ، انه ومنذ أكثر من شهر شاهد بقايا زجاجات لأنواع مختلفة من الخمور ، وسجائر تفوح منها رائحة المخدرات ، تؤكد علي تواجد مجموعة من متعاطي المخدرات أمام أحد القبور دون النظر لحرمة الميت أو أي اعتبارات لمقدسات أسلامية . ويقول مصطفي مسلم – موظف : أخشي يوما أجد فيه وقد تطور الامر من تعاطي مخدرات إلي " النبش في القبور " فهؤلاء لاعقيدة لهم ولا دين ، فقد استباحوا كل شيء ، ويسهل عليهم فعل كل ماحرمه الله وجرمة القانون وهاجمته الانسانية.
وأضاف محمود أبو دراع –موظف : الموضوع ..وقت فقط ليس أكثر أو أقل ، فقد قاموا البعض منهم في السابق ، بسرقة أبواب من داخل المقابر وأشجار مزروعة لتستغفر للموتي،واغتصاب امراة امام زوجها ، وهذا يعني كونهم في تطور مستمر لاساليب الجريمة ، فلا قيود لهم ولا رادع.
واستكمل عبد الخالق مرسي – قائلا :أعرف منذ سنوات أن المقابر ماوي لكل هاربا من القانون أو الأحكام الصادرة ضدده فالمكان الامن بالنسبة له والذي لا يستطيع أحد الوصول اليه فيه هو المقابر ،لذا ومع غروب الشمس يأتي إليها كل هاربا أو خارجا عن القانون ومنهم متعاطي المخدرات ليلا يتستر بالموتي ،لتخفيه عن عيون رجال القانون ، وكي ينسي كونه داخل مقابر للموتي يتعاطي المواد المخدرة التي تغيبة عن الوعي حتي طلوع الشمس فيستيقظ متناسيا كل ما جري منه وبه في الليل ، فيرفض عقله فكرة أنه كان قد اقضي ليلته بين الأموات .