بليغ خطبها وشكري كان سيقتلها وصفعة غيرت حياتها
تعرف على تفاصيل حياة فراشة الرقص الشرقي سامية جمال في ذكرى ميلادها الـ97
عبير سعيد
تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة سامية جمال، والتي تلقب بفراشة الرقص الشرقي، والتي بدأت العمل الفني بعد التحاقها بفرقة بديعة مصابني من خلال الرقص، واختارت لها بديعة اسمها الفني "سامية"، ثم دخلت إلى عالم السينما منذ منتصف الأربعينيات، وكونت في بداياتها ثنائيًا فنياً مميزًا مع الفنان فريد الأطرش، وشاركت بالتمثيل والرقص في عشرات الأفلام، منها (أمير الانتقام، نشالة هانم، الرجل الثاني، سكر هانم) واعتزلت الفن في أوائل السبعينات وتوفيت في عام 1994 عن عمر يناهز70 عامًا.
ولدت زينب خليل إبراهيم محفوظ التي أصبحت فيما بعد سامية جمال في بنى سويف وتوفت والدتها وهي في سن صغيرة، فعاشت الصغيرة طفولة معذبة مع زوجة أبيها ذاقت خلالها ألوان العذاب، وكثيرا ما تحدثت الفراشة عن المعاناة التي شهدتها في طفولتها على يد زوجة أبيها التي عاملتها كخادمة.
سامية جمال كانت مجرد فتاة يتيمة، من مواليد 5 مارس 1924 في محافظة بنى سويف، وتقول الكتب التي تؤرخ لها إنها عملت خياطة وعاملة في مصنع وممرضة، قبل أن تصبح راقصة في فرقة بديعة مصابني، وتقع بعد ذلك في حب فريد الأطرش وتتزوج من أمريكي، متعهد حفلات يدعى عبد الله كينج، وتتزوج، بعد ذلك، من نجم مصر الأشهر رشدي أباظة لمدة 18 عاما ثم ينحسر كل شيء سوى جمال روحها الذي لا يشوبه شيء.
بداياتها الفنية
صنعت سامية جمال، في عالم الفن، شيئا مختلفا خاصا بها، كانت تعرف أنها ليس بها قوة تحية كاريوكا ولا جبروتها، وليس بها ابتذال الأخريات، كانت دائمًا في حاجة إلى المشاهد، ترسل ابتسامة وتنتظر منهم استحسان ما تفعل، وهو كان يعرف أنها الأجمل والأكثر تأثيرا.
وقدمت الفنانة سامية جمال مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية من بينها رقصة الوادع وأمير الانتقام والشيطان والخريف وساعة الصفر والصقر وقطار الليل والحب الأول وغرام مليونيرة والرجل الثاني وسكر هانم وصاحبة العمارة وشهرزاد وبنت حظ ورصاصة في القلب، وغيرها الكثير من الأعمال الفنية.
وطورت سامية جمال أسلوب الرقص الخاص بها، وضم عناصر من الباليه والرقص اللاتيني في أدائها الفردي الخاص، وكانت أول من ارتدى الكعب العالي على المسرح، بعدما قام مدرب الرقص في الفرقة بتلقينها بعض الحركات.
اعتزلت الرقص لفترة طويلة لكن النجم سمير صبري أقنعها بالعودة للعمل في فرقته الاستعراضية، بعد أن وصلت لسن الستين وكانت حالتها المادية متعثرة، ويقول سمير صبري عن هذا الأمر: "قالت لي إزاى أرجع أرقص تانى هيقولوا ست كبيرة وبترقص. فقلت لها انتى زي الفراشة. وكسرنا الدنيا في الموسم ده. ومن عائد هذه الحفلات سددت ديونها وبعد سنة من النجاح توقفت وقالت كفاية يا سمير أنا رقصت علشان أسدد ما على من التزامات".
في السطور التالية ترصد "بوابة روزاليوسف" معاناة الفراشة…! بليغ خطبها وشكري كان هيقتلها وصفعة غيرت حياتها
وفى أحد الحوارات القديمة حكت الفراشة عن حكاية صفعة تلقتها على وجهها، وكانت سبباً في تغيير شخصيتها وحياتها.
وقالت سامية جمال إن والدها كان صاحب شخصية صارمة وصعبة ولم تكن تجرؤ على التحدث أمامه، واستغلت زوجة أبيها ذلك فكانت تذيقها ألوان العذاب الذي لا يتوقف إلا حين يعود والد سامية جمال إلى البيت، وكانت زوجة الأب واثقة أن الابنة لن تجرؤ على الشكوى لوالدها.
وأوضحت سامية جمال أنها كانت مجبرة رغم صغر سنها على القيام بكل أعمال المنزل من كنس ومسح وتنظيف حتى حدث مالم تكن تتوقعه الزوجة.
فذات يوم بينما ترتدى الطفلة ملابس رثة وتنهمك في تنظيف البيت وتمسح الأرضيات، وتبدو عليها معالم الإرهاق والتعب الشديد عاد والدها فجأة إلى البيت على غير عادته ظهراً، وفوجئ بمنظرها وحالتها، وظل ينظر إليها مذهولاً، وما إن رأته الابنة حتى بكت واقتربت منه بعد أن سألها ماذا تفعل ولماذا تبكى؟، فكشفت له ما تتعرض من عذاب على يد زوجة أبيها في غيابه، وبدت معالم الدهشة والصدمة والغضب على وجه الأب، الذي فاجأ ابنته الباكية بصفعة على وجهها وهو غاضب وقال لها في قوة: "كيف تسكتين على هذا الظلم والذل، ولماذا لم تخبريني؟.
وأخبر الأب ابنته أنه لا يقبل أن تسكت ابنته على ظلم وذل تتعرض له حتى لو من أقرب الناس، وبعدها غضب على زوجته وطردها.
وقالت الفراشة أن هذه الصفعة التي تلقتها من والدها في هذا اليوم غيرت حياتها وشخصيتها وعلمتها ألا تصمت على الذل والظلم ولا تقبل الإهانة مهما كان الثمن.
هناك العديد من الحكايات والقصص في حياة الفراشة ربما لا يعرفها الكثيرون، فعلى الرغم من أن المشهور عنها أنها احبت فريد الأطرش، وتمنت الزواج منه ولكنه لم يرغب في إتمام الزواج بها، كما اشتهرت قصة حبها وزواجها من رشدي أباظة، إلا أن هناك قصة حب وخطوبة في حياة الفراشة لا يعرفها الكثيرون، وهى قصة حبها وخطوبتها للموسيقار الكبير بليغ حمدي قل ارتباطها بالدنجوان رشدي أباظة وتطورت قصة الحب، التي تحدث عنها الوسط الفني وقتها وتم نفيها أكثر من مرة إلى خطوبة بعد أن أكد بليغ حبه لسامية وطلبها للزواج وتمت الخطبة ونشرت العديد من الأخبار عنها عام 1959 ولكنها لم تكتمل بالزواج.
هوس…. وفوبيا…...!
ومن المعلومات غير المعروفة عن الفراشة أنه على الرغم من أنها كانت معروفة بحبها لشراء السيارات واقتناء أحدث موديل منها واستبدالها من حين لآخر إلا أنها كانت تعاني من فوبيا القيادة، ولا تجرؤ على قيادة سيارتها بنفسها.
ولم تكن الفراشة تخشى القيادة فقط ولكنها كانت تشعر بالرعب بمجرد جلوسها على كرسي القيادة وأمام الدريكسيون.
المسدس كان به رصاص حي. عندما أفلتت سامية جمال من الموت على يد شكري سرحان.
أحيانا يقع نجوم الفن في بعض المواقف التي يتعرضون فيها للموت أثناء التمثيل نتيجة بعض الأخطاء أو غير ذلك من أسباب وتظل هذه المواقف عالقة بأذهانهم طوال العمر، وكان من بين هؤلاء النجوم الذين نجوا من الموت بأعجوبة الفراشة سامية جمال، التي كادت تموت بطلقات رصاص حي على يد الفنان الكبير شكري سرحان أثناء تمثيل فيلم "زنوبة".
وحكت سامية جمال عن هذا الموقف الصعب مشيرة إلى أنه كان يتم تصوير الفيلم خلال فترة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، حيث كانت صفارات الإنذار لا تنقطع ليلاً ونهاراً، وبمجرد أن يحل الظلام حتى تنطفئ كل الإنارة في الشوارع، لذلك كان يتحتم على فريق العمل أن يذهب للاستديو مبكرا ًحتى يتم الانتهاء من التصوير قبل أن يحل المساء.
وذات يوم كان مقرراً أن تؤدى الفراشة مشهد يستخرج فيه شكري سرحان مسدساً ويطلق منه الرصاص عليها.
وكان المتبع في مثل هذه المشاهد أن يتم إفراغ المسدس مما فيه من الرصاص الحي، ويتم وضع مادة شمعية بدلاً منه تملأ الفراغ وتحدث دوياً عند إطلاقها يشبه صوت الرصاص.
وقالت سامية جمال أنها شاهدت أحد مساعدي المخرج حسن الصيفي يقوم بهذه المهمة، ولكن ما كاد الصيفي يعلن بداية التصوير حتى شعرت سامية جمال بالخطر، وسألته: "انت متأكد إنه تم إفراغ الرصاص بالكامل؟"، فأجاب المخرج حسن الصيفي بكل ثقة: "طبعا وهى دي أول مرة نعملها؟"، وكانت الفراشة يداهمها شعور غامض بالخوف: "طيب ممكن تتأكد"، فبدت ملامح الغضب على المخرج الذي أراد الانتهاء من التصوير قبل أن يحل الظلام، وقال لها: "ياسامية انتى عارفة معندناش وقت لاعتراضات زي دي"، ولكن أصرت الفراشة أن يتم تجربة المسدس قبل بدء التصوير.
وعلى مضض قال حسن الصيفي: خلاص يا ستي هنجرها في المخدة اللي هتنامى عليها، وأمسك بالمسدس وأطلق منه رصاصة على المخدة، وكانت الصدمة حين خرجت من المسدس رصاصة حقيقية أحرقت المخدة واخترقتها، فصرخت سامية جمال وأصيب الصيفي بحالة ذهول، لأنه لو أطلقت هذه الرصاصة أثناء التصوير كانت ستقتل سامية جمال وتقع كارثة، وفوجئ شكري سرحان بما حدث مؤكداً أنه لو تم تصوير المشهد كان سيصبح قاتلاً لزميلته، وانطلق المخرج في ثورة عارمة يعنف المساعدين بعد أن انهارت أعصابه، ولم يصور المشهد إلا بعد أن تأكد بنفسه من تفريغ المسدس.