الجيش المصرى عبر العصور (٥)

من ذاكرة التاريخ.. بعد أن شهدت مصر فترة من الرخاء والازدهار فى عصر الدولة الوسطى، بدأ غزو الهكسوس لمصر، فى عصرالأسرة المصرية الثالثة عشرة واستمر الغزو حتى نهاية الاسرة الرابعة عشرة حيث بداية الفترة الانتقالية الثانية وفيها انقسمت مصر إلى ثلاث ممالك رئيسية هى: مملكة الهكسوس التي كانت تسيطر على الدلتا ومصر الوسطى،  ومملكة طيبة التي ظهرت فى جنوب الصعيد وشكلت الأسرة السابعة عشرة ثم مملكة النوبة التي كان يحكمها أمير نوبى وكان حليفا للهكسوس، استمر احتلال «الهكسوس» لمصر، حوالى المائة عام. 

واتخذوا من مدينة (أواريس) الواقعة فى شرق الدلتا عاصمة لهم ثم بدأت حرب التحرير بقيادة حاكم طيبة سقنن رع الثانى الذي أعلن الجهاد ضد الهكسوس وشرع فى تكوين جيش كبير وبدأ القتال الفعلى لطردهم  من مصر، واستشهد هو وابنة كاموس ويعتبر اول ملك شهيد فى تاريخ مصر، ولكن تم تحرير البلاد بواسطة ابنة احمس الاول أول ملوك الاسرة الثامنة عشرة وقد عرفنا قصة ما قام بة الملك أحمس من أفعال بطولية من خلال السيرة الذاتية لقائدين من القادة العسكريين المقربين له والذين رافقوه فى حملته ضد الهكسوس مسجلة على جدران مقبرة الاثنين وهما أحمس بن إبانا وأحمس بن نخبت ,وذكر فيها (جهز الملك أحمس جيشا قويا فقام بتطوير الجيش المصري ثم بدأ بمحاربة الهكسوس والتف حولة الشعب فقام بتدريبهم بكفاءة وظل يحارب الهكسوس من صعيد مصر حتى وصل إلى عاصمتهم أواريس (صان الحجرحاليا) وهزمهم هناك ثم لاحقهم إلى فلسطين وحاصرهم فى حصن شاروهين بالقرب من مدينة غزة وقضى عليهم ولم يظهر الهكسوس بعدها فى التاريخ، ثم وصل أحمس بجيشه شمالا إلى بلاد فينيقيا (لبنان حاليا)، كما هاجم بلاد النوبة فى الجنوب لاستردادها مرة أخرى إلى المملكة المصرية والتي وصلت حدودها جنوبا إلى الشلال الثانى.

وهكذا يذكرنا التاريخ أن جيش مصر هو عماد الدولة والمحافظ على كيانها ووحدتها واستقرارها واستقلالها.