"ابن الوز عوّام "فنان".. هل يسير أبناء النجوم على تاريخ آبائهم ؟!
هبة جلال
ظهر في الآونة الأخيرة عدد أكبرمن أبناء الفنانين الشباب الذين أحبهم الجمهور وتفاعل مع أعمالهم الفنية،فهل ورثوا جينات الفن من آباءهم تماشياً مع ما ورد في الأمثال كـ "ابن الوز عوّام".. و"من شابه أباه فما ظلم".
وفي هذا الإطار تحدث عدد من النقاد الفنيين لـ"بوابة روز اليوسف" عن هل إبن الفنان يُولد فنانا بالفطرة وهل بالفعل يرث جينات والده أو والدته أم مجرد ظهور والده أو والدته في حياته يُفرضه علي المنتجين والمخرجين مجاملة لهما أو أن ولادته ونشأته وسط هذه الحالة الفنية يُكسبه خبرات متراكمة وكامنة بداخلة لا تظهر إلإ مع اسناد أول الأدوار إليه.
من جانبها أكدت الناقدة الفنية ماجدة خير الله أن ابن الفنان ليس فنانا بالفطرة ولكن بسبب نشأته في بيئة فنية ونسب احتمالات تأثر ميوله بالفن كبيرة،فهناك فنانين شباب من عائلات فنية لم تستطع إثبات نفسها بالوسط الفني وهناك من تألق وأثبت موهبته وبجدارة كبيرة وهناك أمثلة كثيرة بالوسط الفني أثبتت ذلك.
ولفتت إلي أنه ليس من الضروري أن يكون ابن الفنان فنانا مثل والده فإبن النجم يحيي الفخراني أثبت موهبته في الإخراج وأصبح من أهم المخرجين في عالم الدراما فالمخرج شادي الفخراني موهوب وحقق نجاحات فنية كبيرة خلال الفترة الماضية تدل علي موهبته .
التطور الطبيعي للنجومية
وخلال تصريحاتها لـ"بوابة روز اليوسف" أوضحت خير الله ليس هناك مشكلة في عمل أبناء الفنانين بمهنة آباءهم طالما أنهم لم يأخذوا فوق حقوقهم ويمروا بالتطور الطبيعي ،ولكن الغير طبيعي أن تقفز فنانة مثل الفنانة ريهام حجاح لمجرد أنها تزوجت رجل ثري فتقفز مرة واحدة دون أن تمر بالتطور الطبيعي للنجومية فهذا يمثل عبء علي مهنة الفن والوسط الفني .
وأردفت: إن وضع فنان في مكانة أكبر من موهبته ومكانته يُشكل خطراً كبيراً علي المهنة ويتسبب في فشل العمل الذي يشارك فيه والجمهور سيلعنه مثلما يلاحق الفنانة ريهام حجاح باللعنات وستظل موصومة بذلك حتي لو اجتهدت ونمّت قدراتها الفنية .
وفي سياق متصل قالت خير الله إنه مع احترامها الشديد للفنانة هنادي مهني ولكنها تري أنها أخذت مساحات في أدوار أكبر من قيمتها الفنية فهي لا تستطيع التلون بين الأدوار وينقصها الكثير كممثلة مبتدئة ،وكذلك الفنانة مي عمر زوجة المخرج محمد سامي يجب أن تتعامل بذكاء أكثر من ذلك وتنفصل عن زوجها فنيا بدلا من النفخة الكاذبة التي ينفخها لها زوجها في كل أعماله .
وعن أبناء الفنانين الذين شاركوا بالمارثون الرمضاني ولفتوا انتباهها ،أشارت إلي أن محمد إبراهيم يسري فنان موهوب ويقدم لون فني مختلف عما كان يقدمه والده رحمة الله عليه بأعماله الفنية،ويجتهد ويطور من نفسه كثيرا ولم يقفز مرة واحده ولكنه يأخذ أدوار بسيطة ويثبت نفسه فيها إلي أن كبرت أدواره.
واستطردت موضحة:" الجماهير احتفت بالفنان الشاب نور خالد النبوي لموهبته وليس بسبب حبهم لوالده النجم خالد النبوي،فنور مميز وموهوب ولديه طلّة وقبول والجمهور شعر به وتفاعل معه ".
المهن المرموقة
بينما رأت الناقدة الفنية ماجدة موريس إن حب أبناء الفنانين لمهنة الفن يأتي من أنه دائما المهن المرموقة مثل الطب تلقي محبة واتجاه لها تلقائيا نتيجة تأثر الأبناء بالوسط الاجتماعي الذي يعيشون فيه وتأثرهم بالمكانة التي قد يصل لها البعض من خلال هذه المهن .
واستطردت: "المناخ الاجتماعي والعائلي لأبناء الفنانين عامل محفز لدخولهم لعالم الفن ،فهم أكثر قابلية للمهنة ومحبة لها فهم يرون أسلوب حياتهم والجهد الذي يبذلونه فيتأثرون بهم ولكن ليس بالضروري أن يكون لديه موهبة هذا الأب".
وأكدت في تصريحاتها لـ"بوابة روز اليوسف" إن حب الجمهور للفنان يساهم بقدر كبير في نجاح ابناءه الفنانين الشباب ببداياتهم الفنية فقط ولكنه إذا لم يثبت موهبته سيسحب الجمهور منه هذا الدعم لأنه في النهاية الموهبة هي التي تنتصر .
وعند سؤالها من لفت انتباهها من أبناء الفنانين المتواجدين على الساحة الفنية ،قالت موريس إن الفنان محمد إبراهيم يسري كان مفأجاة بالنسبة لها خاصة وأنها أول مرة تشاهده ووجدت إنه فنان ممتاز ولديه حضور وكاريزما ،وأحمد خالد صالح أيضا فنان موهوب وأثبت نفسه من سنوات طويلة إنه ممثل جيد .
الموهبة لا تورث
وفي تصريحات خاصة لـ"بوابة روز اليوسف" قال الفنان الشاب محمد إبراهيم يسري حب الجمهور لوالده ساهم وبشكل كبير في نجاحه جماهيريا لأن هناك أشخاص كثيرين يحبونه نتيجة حبه لوالده رحمة الله عليه،لافتا إن حب الجماهير لوالده من أكبر نعم ربنا عليه وتسعده كثيرا هذه المحبة الصادقة التي يُكنها الجمهور تجاه والده ".
وتابع: كوني إبن الفنان الراحل إبراهيم يسري صعّب مشواري الفني ولم يسهله علي الإطلاق،ولكن كون والدي فنانا جعلني أكتسب منه خبرات لمواقف معينة تعرض لها أثناء فترة عمله بالفن قبل أن يرحل عن عالمنا .
وأكد إن ابن الفنان ليس فنانا بالفطرة ولكنه يتأُثر بالفن لأن الموهبة قد يكون بها جزء جيني ولكن في النهاية الموهبة لا تورث فهناك عمالقة في التمثيل وأبناءهم بعيدين كل البعد عن الوسط الفني والعكس صحيح فهناك فنانين شباب أثبتوا موهبتهم وقدراتهم التمثيلة بعالم الفن وليسوا من عائلات فنية .