حضارة أحمد شيحا

إنه ليس فنانا عاديا، بل هو موسيقار تشكيلى مصري عالمى يكتب «نوت» تشكيلية بالألوان الطبيعية ويعزف لوحات عن قيم الحق والخير والجمال.. الحياة والخلود.

الدكتور أحمد شيحا حضارة فنية تمشى على الأرض، لها لغتها الجميلة وعلومها وآدابها وثقافتها التي تضرب فى عمق التاريخ المصري الفرعونى العتيق وتمثل امتدادًا له.

وما يلى تلخيص لعظمة فنه كتبه بخط اليد العمالقة الثلاثة عبدالحليم حافظ ونزار قبانى ومحمد الموجى تأملوا ماذا كتبوا عنه: كان غناؤك بالألوان أروع كثيرا من غنائى لقصيدة رسالة من تحت الماء وكان مزيج الألوان الزرقاء والرمادى والأحمر هى أنغام ولحن يجرى على الورق.. سبقتنا جميعا نزار والموجى وأنا، أحييك أيها الفنان الرائع و(الإمضاء لعبدالحليم حافظ) فى 21/9/1973.

لوحاتك هى شعر مكتوب بفرشاة وموسيقى سائلة على قماش.. لوحاتك التي صورت فيها قصيدتى (رسالة من تحت الماء) تتعانق فيها أفكارك وأفكارى فى مزيج أزرق لا أروع ولا أنقى.. أرجو أن تبقى ذائبًا فى الشعر ويبقى الشعر ذائبًا فيك والله معك والشعر معك و(الإمضاء لنزار قبانى) فى 23/6/1973.

لقد وجدت أخى نزار سبقنى إليك وبما أنه شاعر ويجيد نظم الكلمات المنمقة التي لا أجيد إلا التعبير عنها بموسيقاى.. لذا لم أرد أن أنفصل عن نزار وكتبت لك معه فى ورقة واحدة وهذا فأل جميل، خاصة أنك رسمت بفرشاتك شعر نزار وجملته بالألوان الموسيقية كما كنت أتصورها.. أو كما كنت أود أن أقول وقد قلته يا أحمد.. دعواتى لك والله معك.. (الإمضاء للموسيقار محمد الموجى). 

إنها كلمات صادقة ومبدعة أشبه بوثيقة فنية تاريخية كتبها العمالقة الثلاثة وترسم سيرة فنان التشكيل المبدع والعملاق الرابع الدكتور أحمد شيحا وعظمة مشواره الفنى، وتسجل فى الوقت نفسه اعترافا - كما اتضح فى كلمات الثلاثى الخالد - أن له الأسبقية فى عزفه بالألوان لقصيدة «رسالة من تحت الماء» لنزار قبانى قبل أن يلحنها محمد الموجى ويقدمها العندليب للجمهور والتي تقع فى ديوانه «يوميات امرأة لا مبالية» والذي رسم أيضًا غلافه بلوحة عبقرية. 

فى ليلة مصرية جميلة بين أكثر من 50 لوحة تشرح مشوار الفنان الكبير ومراحل تطوره وثراء عطائه الفنى قال كلمته على جدران قاعة بيكاسو إيست الفاخرة، وافتتح الأسبوع الماضى معرضه «روح مصرية» بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، وأقام حفل توقيع كتابه الفاخر الذي أصدرته مؤسسة بيكاسو إيست التي يديرها رضا إبراهيم عبدالرحمن.والكتاب يتضمن لوحاته ويمثل وثيقة فى الفن التشكيلى ويتصدر غلافه لوحة تمثل لغته التشكيلية وتشبه فى الوقت نفسه اللغة الهيروغليفية.

معرض «روح مصرية» لعملاق اللون والتحليق الروحى استقبل فيه وزوجته السيدة ناديا شيحا وبصحبة  بناته وأروع لوحاته الإنسانية (رشا وهنا وحلا ومايا) باقة من عشاق وعلماء فن التشكيل بمصر فى ليلة ساحرة.

شيحا الذي تزينت أكبر معارض العالم بلوحاته صاحب تاريخ حافل ,ويكفى للتأكيد على ذلك عندما أرسل الرئيس الأمريكى جورج بوش «الأب» وحرمه السيدة باربارا بوش مدير مراسم البيت الأبيض ممثلا له فى افتتاح معرضه بواشنطن بقاعة مارتن لوثر كينج، وهو أيضا الحائز على جائزة الدولة التقديرية للفنون عام 2017 والذي كتب عنه الأديب يوسف إدريس أنه موهبة فريدة بين كل من أمسكوا الفرشاة فى مصر وصاحب اللغة التي تفيض بما حققه أجداده الفراعنة من شمولية التعبير وعدم تفتيت وتجزئة المشاعر.

د. أحمد شيحا هو أبرز رموز القوة الناعمة والعاشق لتراب وتاريخ وطنه والذي لم تنفصل لوحاته عن عقيدته الوطنية كأول من حمل علم مصر وقاد ثورة المثقفين ونادى بطرد الإرهابيين فى 30 يونيو.