بترت قدماها بسبب وحشية معلمتها فازدادت نجاحا وتفوقا
"سهام علي" تتحدى الإعاقة وتحصد عشرات البطولات في الإسماعيلية
شهيرة ونيس
ظلت لتسع سنوات منذ نعومة اظافرها، وهي قادرة على الجري والتحرك وخوض المسابقات الرياضية من زميلاتها في هذا العمر الصغير، ثم وفي الصف الثالث الابتدائي، تناديها معلمتها في الفصل فتلبي نداءها، إذ بالطالبة الصغيرة سهام علي عمر، تفاجأ بانهيال هذه المدرسة عليها بالضرب على أرجلها بعصاة خشبية سميكة الحجم.
واقعة الإصابة بالعجز!
ما أصاب الطفلة باحتباس الدم في القدمين، وبالتبعية إصابتها بـ"الغرغارينا" وقرار الطبيب المعالج ببتر القدمين أعلى الركبة، وتأكيده الإسراع في إجراءات العملية الجراحية، فالوقت ليس في صالح الطفلة، وبالفعل تجرى لسهام العملية الجراحية وتودع نعمة السير على الاقدام إلى الأبد.
إلا أن هذا الامر لم يزدها الا قوة وإصرارًا على عدم الاحتياج لأحد في قضاء حاجتها اليومية، فيساعدها والدها في ذلك من خلال عمل كرسي خشبي يساعدها على التحرك والدخول به إلى "التواليت" وآخر تستطيع من خلاله التحرك داخل المطبخ ونشر الغسيل أيضا، ومنذ هذا التاريخ الذي يعود لاكثر من ٤٠ سنة، وتعتمد سهام على هذين الكرسيين في اداء اعمال المنزل.
إصرار حقيقي.. في العودة من جديد!
وتقرر الطفلة العودة إلى الدراسة من جديد حتى حصولها على شهادة الدبلوم وفي نفس يوم التخرج يأتي لخطبتها احد مدرسي مدرستها التي شهدت "واقعة ضرب مدرستها"؛ وتوافق على الزواج، لتصبح أمًا لثلاثة من الابناء "ولد وبنتين"؛ تعمل على تربيتهم ومتابعة دراستهم حتى حصولهم على المؤهلات العليا، وتتحمل في ذلك الكثير من الأعباء والتحديات التي اضافت الى إعاقتها الجسدية، ولكنك لن تراها الا وهي ضاحكة سعيدة.
سر السعادة .. في الرضا!
وفي ذلك تقول إن سر سعادتها في الرضا بما كتبه الله لنا، وكيفية المواءمة مع الابتلاء، ايضا حبها الشديد لممارسة الرياضة، فقد ظلت ممارسة لرياضات العاب القوة حتى السادسة عشرة من عمرها، ثم يمنعها واجبها تجاه أبنائها ورعايتهم، من الاستمرار، إلا أنه وبعد مرور الوقت يطالبها هؤلاء الابناء بالعودة الى ممارسة الرياضة من جديد.
فتعود سهام الى ممارسة الرياضة التي عشقتها حتى النخاع، وتختار من بينها رياضة رفع الأثقال، لما بها من إصرار وتحدٍ يختلف تماما عن باقي الرياضات الاخرى.
عشرات البطولات.. آخرها ذهبية الجمهورية!
لتحقق البطلة سهام العشرات من البطولات والمراكز في هذه الرياضة، آخرها حصولها على الميدالية الذهبية ببطولة الجمهورية ٢٠٢٠، لتحقق بذلك نجاحا وتميزا لأبطالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذين تميزوا بقدرات خارقة تميزهم عن غيرهم من الاصحاء.
"سعادتها".. تكمن في تحقيق هدفها!
هنا تقول سهام علي: تظل سعادتي الحقيقية، في تحقيق هدفي في الحصول على بطولة عالمية، فأصبح ذلك هو مناي ومطلبي وهدفي الوحيد، بعد الاطمئنان على مستقبل ابنائها، الذين شجعوها على النجاح والوصول إلى التميز.
واختتمت سهام علي عمر حديثها لبوابة روزاليوسف قائلة: احب ان أتوجه برسالتي هذه للجميع "لم نكن إحنا المعاقين.. لكن المعاق هو من يتهمنا بذلك.. ويتنمر علينا".