عاجل
الثلاثاء 3 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

بعد مؤتمر جلاسكو..

تشجير ضفتي النهر والترع بالأشجار المثمرة مبادرة تحتاج إلى "إدارة"

في ظل التغير المناخي المتسارع وارتفاع نسب ثاني أكسيد الكربون في الجو مسببا أزمة الاحتباس الحراري التي تلقى بظلالها على جميع سكان الأرض ، ومساعي جميع الدول والتي ظهرت وأعلن عنها خلال قمة المناخ الأخيرة والمعرفة بقمة جلاسكو. 



 

وتأتي مبادرات التشجير وزراعة الغابات كواحدة من إجراءات إعادة التوازن البيئي وضخ كميات كبيرة من الأكسجين ليخفف من أزمة التغيير المناخي المتسارع. 

 

واتجهت عدد كبير من الدول ومنها مصر إلى العديد من المبادرات البيئية التي تهدف للتشجير حفاظا على البيئة منها مبادرات المليون شجرة مثمرة بالشوارع والتي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، تحت رعاية وزارة البيئة، كنموذجاً ناجحاً للتشجير، ومساهما في الحفاظ على البيئة.

 

الأشجار المثمرة 

 

واتجه كثير من متخصصي البيئة إلى طرح مبادرات زراعة الأشجار المثمرة وخاصة بحواف الترع والمصارف المائية بدلا من زراعة أشجار الظل لتكون الفائدة والعائد أكبر والاستفادة من ثمارها ليكون شعار تلك المبادرات شجرة مثمرة وحديقة جميلة، إلا أن كثيرا من هذه المبادرات ظلت حبيسة الإدراج بسبب مشاكل لوجستية وإدارة ما بعد الزراعة وكيفية التصرف في المحصول لتصبح مشكلة المركزية َتخوف المحليات من الوقوع تحت سهام عيون الأجهزة الرقابية عائقا في تنفيذ تلك المبادرات، وإن كانت تتم على مستوى محدود في بعض المحافظات خلال الاحتفالات الدورية بالبيئة. 

 

واقترح بعض خبراء البيئة مبادرة جديدة يقوم على رعايتها رجال الأعمال لعودة الجمال للقرية المصرية وهي تشجير حواف الترعة التي تم تبطينها لتصبح متنزه لأهالي القرى وكانت المبادرة تحت اسم ممشى أهل القرية وهي مبادرة لاقت استحسان كبير من وزيري الري والزراعة . 

 

تطوير الريف المصري 

 

وجاء المشروع القومي الكبير تطوير الريف المصري ليكون طريقا للاهتمام بزراعة بعض الأشجار المثمرة بشكل مخطط داخل القرى في إطار قطاع المشروعات البيئية المنفذة ولكن يبقى استثمار حواف نهر النيل والترع والمجاري المائية في زراعة الأشجار المثمرة هو الذي يلقى صعوبة في تنفيذه. 

 

ففي محافظة المنيا إحدى محافظات الصعيد الطولية والتي يوجد بها أطوال كبيرة من ضفتي نهر النيل المار بالمحافظة وحواف المجاري المائية، قدمت خلالها العديد من المبادرات لزراعة الأشجار المثمرة الان ان هذه المبادرة لم تجد طريقا للنور حتى هذه اللحظة.

 

الدكتور ناصر بركات استاذ علوم البيئة واستشاري البيئة السابق لمحافظة المنيا قال إنه منذ عام ٢٠٠٧ وقد تقدم بمقترح بمبادرة لتشجير حواف الترع والمجاري المائية المارة بالمحافظة والتي تقدر مساحتها بما يقارب ١٦٥ ألف كيلو متر وتتضمن نهر النيل المار بالمحافظة وترعة الإبراهيمية وبحر يوسف وترعة سري فضلا عن ١٣٠ الف كيلو أيضا ترع مبطنة حاليا وذلك للاستفادة من تلك المصارف المائية في زراعة أشجار مثمرة مثل شجر الجميز والنبق والتوت.

 

أشار أن تم حساب احتياجات تلك المساحات من الأشجار المثمرة حيث يمر نهر النيل على ١٣٥ كيلو متر يتم ضرب العدد في ٢ ليشمل ضفتي النهر وأيضا نفس المساحات لترعة الإبراهيمية وبحر يوسف ليتم احتساب المساحات جميعا من خلال ضرب ٦ في ١٣٥ كيلو متر مقسوم على ٥ وهي المسافة البينية بين كل شجرة وأخرى ليصبح المطلوب زراعة ٢ مليون شجرة لتشجير تلك المجاري المائية فقط. 

 

أضاف أن المقترح لا يتضمن اية مصروفات يعني التكلفة بالنسبة للمبادرة هو صفر وخاصة أن الأشجار ستستفيد من رطوبة حواف الترع والمجاري المائية فلا تحتاج إلى الري، مع الاستفادة من طلاب الجامعة خلال المشروعات والتدريبات الصيفية في عمل الشتلات. 

 

مشاكل لوجستية 

 

الا ان المشكلة التي واجهتنا هي خوف الجهاز الإداري من تنفيذ المبادرة بسبب إدارة ما بعد الزراعة  في التعامل مع الثمار ومخرجات الأشجار المثمرة. 

 

أضاف أن التشجير عملية واحدة فبدلا من زراعة أشجار لتكون ضل أو تجميل فالمدخلات واحدة فلماذا لا يتم زراعتها باشجار مثمرة. 

 

قرى حياة كريمة 

 

وأكد الدكتور محمد شكل مدير إدارة تجميل المدن بمحافظة المنيا أن هناك عمليات تشجير بقري حياة كريمة بالمحافظة بالأشجار المثمرة، وبالفعل قمنا بزرعة ٣ آلاف شجرة مثمرة من أشجار الليمون والجوافة والزيتون حيث تم زراعتها بمراكز ديرمواس ومغاغة وأبوقرقاص وملوي والعدوة وهي القرى التي يتم فيها مشروعات حياة كريمة. 

 

أضاف أن عملهم أيضا يكون مع هيئة الطرق حيث تتضمن العمل تشجير تلك الطرق التي يتم تطويرها وذلك من خلال الأشجار والتي تعمل كسياج أو مصدات للطريق.

 

وأشار "شكل" إلى أن هناك مشروعات تشجير مستمرة تتم بجميع مدن ومراكز المحافظة ونحاول أن تكون زراعتها في الطرق على إمام كل مركز حتى يتم مراعاة تلك الأشجار بينما تتم زراعة الأشجار المثمرة الان في قرى مبادرة حياة كريمة. 

 

المجتمع المدني 

 

عباس محمود رئيس مجلس إدارة جمعية الأسر المسلمة إحدى الجمعيات التي عملت في مشروعات التشجير بمحافظة المنيا ، قال اننا عملنا على مدى ١٠ سنوات في مجال التشجير من خلال مبادرات ومشروعات مشتركة مع عدد من الجمعيات الأهلية الأخرى، وتمكنا من زراعة ٥٠٠ شجرة في حي غرب المدينة بالتعاون مع جهات عمل اهليه وحكوميه منهم احد المشروعات البيئية الممولة من الصندوق السويسري وبالتعاون مع الهيئة القبطية الإنجيلية، حيث قمنا بزراعة ٥٠٠ شجرة فضلا عن قيام الجمعية بتشجير عدد كبير من المدارس في الحي في إطار المشروعات البيئية وتحسين بيئة المدارس. 

 

وأشار عباس إلى معاناتهم في الاهتمام فيما بعد بعد زراعتها وخاصة في بعض المناطق نتجة تعرضها الأغنام التي يتم تسريحها أو الحيوانات.

 

ورصد عباس مشكلة أنه لا يوجد تمويل لمشروعات حماية البيئة والاتجاه لمشروعات التنمية الاقتصادية رغم أهمية الأمر، منوها أن هناك بعض المبادرات التي تتم بالجهود الذاتية حتى وإن كانت بسيطة ومحددة والتي يتطلع فيها الجميع لزراعة أشجار الفاكهة وخاصة على حواف الترع وخاصة أن طرح الأمر بزراعة تلك الأشجار المثمرة داخل المدارس واجهنا فيه صعوبة كبيرة لخوف إدارات المدارس والأجهزة المعنية من محاسبة الجهات الرقابية في التصرف في المحصول. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز