

الحسيني عبدالله
حكايات مصيرية
أشياء لا نعرفها
توقفت طويلا أمام تصريح نجم منتخب مصر ونادي ليفربول الإنجليزي محمد صلاح في معرض الكتاب الدولي بالإمارات العربية المتحدة، فقد وضع اللاعب روشتة نجاح حقيقية لمن يريد أن ينجح من الشباب العربي فقد أكد صلاح أن الثقافة لعبت دورًا كبيرًا في نجاح تجربته، إذ رأيت الحياة بأسلوب مختلف خاصة مع احترافي في الخارج والثقافة المختلفة التي عشت فيها، وعندما رأيت الحياة بمنظور أوروبي تم تغيير كل شيء لدى.
وتابع محمد صلاح: "الثقافة معرفة وساعدتني بحوالي 90% من أسلوب حياتي، منذ تجربتي في تشيلسي التي كانت غير ناجحة، ومن يريد أن ينجح يجب أن يبحث عن حاجات تانية وبالقراءة التي غيرت في حياتي"، مضيفًا: "اللي شجعني فى القراءة أنا شخص أحب النجاح وأسأل الناس اللي بره عملوا إيه علشان ينجحون من خلال قراراتي لكتب مصطفى محمود ورفضه أن يعيش دور الضحية، كما أن إبراهيم الفقي من خلال كتبه غير فيه الكثير"، والربط بين الرياضة والقراءة لها أهميتها وأي شخص يريد النجاح يجب أن يقرأ.
وأضاف: اللاعب المحترف يجب أن يكون قارئا في مجاله علشان يعرف إزاي يتعامل مع الموضوع، والكتب التي قرأتها صالحة للرياضيين وغير الرياضيين، ويجب القراءة في علم النفس لفهم الناس والتعامل معهم، ويجب أن أعيش الحياة التي أحبها لأنها حياتي. وقال محمد صلاح إنه عندما ذهب إلى بازل وشاهد التدريبات هناك سأل نفسه لماذا هم يفعلون ذلك، مضيفا أنه قرر اتباع نفس النظام للنجاح بل قررت أن أعمل الأفضل، حتى أكون مؤثرا داخل وخارج الملعب. وعن مستوى اللاعبين العرب قال صلاح هناك لاعبون عرب على مستوى عالٍ وأن تكون هناك موهبة أفضل مني بس يجب أن يكون لديه الدافع للنجاح لأنه هو "اللي بيخليه يصحي بدري للتدريب وهذا هدفي".
وعن النصيحة للاعب الصاعد أشار صلاح إلى أنه يجب أن يكون لديه دافع وبلعب مميز الشهرة ليست مميزة أو الظهور في التليفزيون ويجب أن يكون هناك دوافع كثيرة لتطوير نفسك. والحقيقة أن هذ الكلام ذكره النجم الكبير محمد صلاح قبل عام في دبي عندما فاز بأفضل لاعب في العالم بتصويت الجمهور وحصوله على جائزة جلوب سوكر حينها قال أيضا فارق الموهبة بيننا وبينهم ليس كبيرا. الفارق ذهني، فهم يعرفون أشياء لا نعرفها ودرسوا أشياء لا نعرفها.
فقد وضع صلاح روشتة نجاح لكل من يريد أن ينجح فبجانب العمل والإصرار لا بد أن يكون هناك عقلية مختلفة فالعقول المختلفة هي فقط من يصنع الفارق ولهذا نجد أن النجاح يتمثل في المحاولات المستمرة بجانب تغيير الخطط عند الفشل وليس تغيير المبادئ ولعل أكبر دليل على هذه المقولة إننا نجد أشخاصا يتركون مناصبهَم بعد تحقيق نجاحات رائعة فقد تخلى مدربون كبار عن منتخبات بلادهم بعد الفوز بكأس العالم وحينما يسألون تأتي الإجابة المختلفة الرائعة هي لقد قدمنا كل شيء ولا بد من إفساح المجال لمن يستطيع أن يقدم الجديد أو يحافظ على الإنجاز وهو ما يظهر في الحقيقة، إن التقدم والازدهار والنجاح يأتي ببذل المزيد من الجهد والعرق والإيمان بالنفس ولعل هذا ما أفصح عنة نجم المنتخب الفرنسي وريال مدريد كريم بنزيما بعد فوزة بجائزة أفضل لاعب في العالم ٢٠٢٢ بفرنسا قبل أسابيع قليلة في حفل فرانس فوتبول، حيث أكد أن الإصرار والإيمان بالنفس وتشجيع الأسرة هم الحافز الأكبر للفوز بالجائزة في سن ٣٤ عاما ولعل هذا ما يفعله صلاح دائما فهو يرى نفسه الأفضل ولذا يبذل مزيدا من الجهد ليحصل على ما يريد وقد قال صلاح ذلك بعد تسلمه الجائزة، حيث قال «أنتم تضعون المزيد من الضغط عليّ الآن أعتقد أن هذا عظيم دائما». وتابع: «العنصر الأهم في كرة القدم هو الجماهير، لذلك الفوز بجائزة عن طريق التصويت الجماهيري هذا يكون عظيما دائما». وأكد: «أنا دائما أركز على مساعدة الفريق والفوز بالألقاب وهذا هو الأهم. أواصل البحث عن الأرقام والأهداف لأنها تحفزني وتدفعني لتحقيق المزيد». وأضاف: «طالما أني حققت ذلك، يمكن لأي شخص أن يفعلها. قضيت أكثر من 10 سنوات في أوروبا، وفارق الموهبة بيننا وبينهم ليس كبيرا. الفارق ذهني، فهم يعرفون أشياء لا نعرفها ودرسوا أشياء لا نعرفها». وأردف: «يجب أن تكون مستعدا لأنك ستواجه أشياء صعبة. يجب أن تخرج من منطقتك راحتك وتضحي بكل شيء. لقد قدمت حياتي كلها لكرة القدم وأمنح لها كل شيء وسأواصل فعل ذلك». وأنهى حديثه: «الكل في الشرق الأوسط يمكنه فعلها، ولكن يجب أن تكون مستعدا لأن الأمر لن يكون مريحا. أنا سعيد بالفوز بجائزة في الوطن العربي». لمعرفة لماذا تتفوق الدول الأوروبية على العالم الثالث. لا بد من سرد قصة عمرها اكثر من 74 عاما يرويه النجم الكبير يوﺳﻒ ﻭﻫﺒﻲ: لمجلة ﺍلاﺛﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺳﻨﺔ 1951 عن موقف حدث له في إنجلترا فيقول: "ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ أﻣﻀﻲ إﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ أي عام ١٩٥٠ ﻓﻲ أﻭﺭﻭﺑﺎ، ﺯﺭﺕ ﻟﻨﺪﻥ، ﻭﺍﺳﺘأﺟﺮﺕ ﺷﻘﺔ ﻣﻔﺮﻭﺷﺔ لإﻗﺎﻣﺘﻲ، ﻭﻣﺎ أﻥ ﻭﺿﻌﺖ ﺣﻘﺎﺋﺒﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻲ ﺯﺍﺭﻧﻲ مستأﺟﺮ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺳﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪ ﻧﻮﻣﻲ ﻭﻳﻘﻈﺘﻲ! ﻭﺩﻫﺸﺖ ﻓﻲ بداية ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ - ﺑﻌﺪ أن ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻟﺴﺒﺐ - أﻳﻘﻨﺖ أﻥ ﻧﺠﺎﺡ ﺍلإﻧﺠﻠﻴﺰ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻼ ﺭﻳﺐ إلى ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻟﻪ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ.. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ، أﻥ ﺟﺎﺭﻱ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪ ﻟﻌﺐ أﻃﻔﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻧﻮﻣﻲ ﻓﺘﻀﺎﻳﻘﻨﻲ!! ﻭأﻥ ﻫﺬه ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﻟﺘﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﺑﺼﺮﻱ على ﺃﻭجه الفوضى ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻋﻤﻮﻣﺎً. إﻥ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﻔﺮﺩ.. ﻭﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻳﺘﻮﻗﻒ على ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻐﻴﺮ.