عاجل
الخميس 30 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
دور روزاليوسف الاستثنائى فى حياة المصريين الأسلحة الفاسدة ومحمد نجيب كما يراهما إحسان عبدالقدوس!

دور روزاليوسف الاستثنائى فى حياة المصريين الأسلحة الفاسدة ومحمد نجيب كما يراهما إحسان عبدالقدوس!

لم تكن روزاليوسف مجرد مجلة تلتقط الأخبار المهمة وتوثق الأحداث، ولكن كانت صانعة وراصدة أيضًا للتاريخ، هكذا كشف إحسان عبدالقدوس على صفحاتها قضية الأسلحة الفاسدة.



ورغم أن هناك من يشكك فى صدق المعلومة، ويعتبرها مجرد محاولة لتخفيف وطأة نكبة 48، فإن ظلال هذا الحدث تؤكد دور المجلة الاستثنائى فى حياة المصريين وعلى مختلف الأصعدة.

 

وثق هذا الحدث الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس فى قصة سينمائية روى لى كل تفاصيلها الكاتب الكبير عام1986 ونشر الحوار على صفحات المجلة تحت عنوان (السينمائيون والسلطة على خط ساخن). قال لى «إحسان» إنه كتب قصة فيلم «الله معنا» بالاشتراك مع الصحفى الكبير «سامى داود» إخراج «أحمد بدرخان» فى أعقاب الثورة مباشرة، وكان من المفروض أن يصبح هو أول فيلم سينمائى يستقبل الثورة، لكن الرقابة التي كانت تابعة وقتها لوزارة الداخلية، رفضت التصريح بالفيلم بدون إبداء الأسباب، حاول «إحسان» أن يحمى فيلمه الذي تناول قضية الأسلحة الفاسدة، التي سبق أن فجرها «إحسان» فى أكثر من مقال صحفى على صفحات مجلة «روزاليوسف» وباءت كل محاولاته بالفشل ومر على هذه الواقعة عامان ولم يجد أمامه سوى اللجوء إلى صديقه «جمال عبدالناصر» بعد أن أصبح رئيساً للجمهورية.. قال له «عبدالناصر» - كما ذكر لى إحسان– حرفيًا: (قالولى يا «إحسان» إنك مطلع أمى «غسالة» فى الفيلم).. كان يقصد أن هناك من قال لعبدالناصر إنه أشار إليه بالرمز وإلى عائلته باعتبارهم فقراء لا يجدون قوت يومهم، ونفى تماماً «إحسان عبدالقدوس» ذلك وطلب «عبدالناصر» مشاهدة الفيلم قبل أن يصدر حكمه عليه، وهذا هو ما حدث بالضبط ووافق «عبدالناصر» على أحداث الفيلم كاملاً والذي كان يرمز إلى أهم رجال الثورة بدون أن يذكر صراحة أسماءهم، لكنه اشترط أن يتم حذف دور درامى كانت تشير إليه أحداث الفيلم بشخصية «محمد نجيب» وأدى دوره فى الفيلم الفنان «زكى طليمات» والذي كان هو فى نفس الوقت زوج والدة «إحسان عبدالقدوس» السيدة «روزاليوسف» وبالطبع تم إلغاء دور «نجيب» الذي كان وقتها قيد الاعتقال وتحديد الإقامة؟! احتفظ الأرشيف بصورة صحفية لزكى طليمات مرتديا زى اللواء محمد نجيب ويحمل أيضًا عصاه الشهيرة.

تصور «جمال عبدالناصر» أنه من الممكن أن يلغى صفحة من التاريخ وهو دور «محمد نجيب» وبالطبع لم يقدم أى فيلم سينمائى يشير للثورة وبه ملمح ما لمحمد نجيب وكانت الدولة حريصة على ذلك فى الكتب الدراسية وكذلك البرامج الإذاعية والتليفزيونية أغفلت تماماً اسم «محمد نجيب» حتى مسلسل ناصر الذي عرض قبل 16 عامًا، قدم «محمد نجيب» كشخصية مهزوزة.

لا يتذكر كُثر أن اسم «محمد نجيب» ذكر فى أحد المونولوجات التي أداها «إسماعيل ياسين» فى مطلع الثورة فى فيلم (اللص الشريف) هذا المونولوج صار بعد ذلك مقره الدائم هو الأرشيف ممنوعاً من التداول والذي تقول كلماته «20 مليون وزيادة/ الجيش ونجيب /عملوا ترتيب» وكان يقصد برقم 20 مليون عدد سكان مصر فى مطلع الخمسينيات أما كلمة «ترتيب» فلقد استخدمت كبديل لكلمة «ثورة» لأن تعبير «ثورة» لم يطلق على 23 يوليو إلا بعد عامين من قيام حركة الضباط الأحرار.

حرص الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس على أن يشير إلى كل الحقائق على صفحات «روزاليوسف» ويعيد إلى محمد نجيب ما يستحقه من تقدير عبر التاريخ!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز