وزير التربية والتعليم: توافر المحتوى التعليمي الرقمي ساعد مصر أمام "كورونا"
بوابة روزاليوسف
أكد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن توافر المحتوى الرقمي التعليم ساعد مصر أمام جائحة كورونا، مشيرًا إلى أن مصر استفادت من عملية الاستثمار بالتعليم الرقمي خلال الأزمة.
وقال الوزير -خلال مقابلة خاصة مع قناة "سكاي نيوز" الإخبارية اليوم الأربعاء "إن جائحة "كورونا"، كانت مفاجأة لكل دول العالم، ومصر استفادت من استثمار كان يسبق الجائحة، بدأ سنة 2017 بالاستثمار في الرقمنة بالتعليم قبل الجامعي، حيث تم بناء منصات تعريفية كبيرة جدًا ومحتوى رقمي في بنك المعرفة المصري، وتم بناء بنية تحتية في المدارس بهدف تطوير التعليم في المقام الأول".
وأضاف أنه خلال الجائحة كنا في وضع أفضل من دول أخرى من حيث توافر المحتوى الرقمي التعليم المطلوب، وتمت إضافة حلول كثيرة مثل قنوات تليفزيونية ومنصات بث مباشر، ومراجعات رقمية، وأن الاستثمار في رقمنة التعليم ساعدنا في الوصول إلى كل الأطفال في كل القرى والنجوع وأنحاء الجمهورية، ما ساعدنا على التغلب على أزمة "كورونا" والنجاة بالأطفال خلال عامين دراسيين متتاليين دون إغلاق كامل للعملية التعليمية.
وتابع: أن المرحلة الثانوية كانت مجهزة بالتعليم الرقمي قبل الجائحة على مستوى المدارس والطلاب، وأن الحكومة المصرية أتاحت لكل طالب جهاز "تابلت" وشرائح للإنترنت، كان هناك محتوى رقمي يمكن الاطلاع عليه بالفعل، فضلًا عن وجود قنوات تليفزيونية لجميع المراحل الدراسية، لافتًا إلى أن كل الامتحانات القومية تمت بنجاح، وأوضح أنه تم عمل 48 مليون امتحان إلكتروني من مارس 2019 حتى اليوم، ما أسهم في إنقاذ العام الدراسي.
وعن حجم الاستثمارات التي ضخت في التعليم من أجل الرقمنة، قال شوقي "إن أجهزة التابلت كلفت الدولة أكثر من 10 مليارات جنيه، أما البنية التحتية في المدارس كلفت نحو 3.5 مليار في مدارس المرحلة الثانوية، أما بناء المحتوى الرقمي تكلفتها حوالي مليار سنويا لبناء هذا المحتوى"، لافتا إلى أن مصر لديها 24 مليون طالب، وإذا ما قارن بين حجم ما تم صرفه على حجم الاستفادة سنجد النتيجة جيدة جدًا.
ونوه إلى أن مصر لديها شراكات عالمية كبيرة جدا، حيث إننا نعمل مع البنك الدولي في مشروع تطوير التعليم وبناء التعليم الجديد، والتغيير في المرحلة الثانوية هو مشروع عمره 5 سنوات بدأ من عام 2019، فضلًا عن شراكات قوية مع منظمات الأمم المتحدة التي تعمل في التعليم مثل اليونيسيف واليونسكو والـ "يو إن دي بي"، ومنظمة الغذاء العالمي، بالإضافة إلى أن بنك المعرف المصري لديه شراكة مع أكثر من 30 مؤسسة معرفية عالمية مثل مؤسسة "سبرنجر نيتشر، ووايلي، وريتنكا، وديسكفري".
ولفت إلى أن هناك تعاونًا وثيقًا مع المؤسسة التعليمية في الإمارات، ويتم التعاون في المنصات الرقمية والمعرفة وتبادل الخبرات والتطوير، وهي علاقة قوية جدًا.
وشدد شوقي على أن القيادة السياسية مهتمة ببناء مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر، مشيرا إلى أن التنافس بين الدول يعتمد على المعرفة أكثر من المواد الطبيعية، وبالتالي نريد تحضير أجيال نقل مصر والمنطقة العربية إلى الأمام خلال السنوات المقبلة.. لذلك يتم بناء النظام التعليم الجديدة بهذا الفكر، لأننا نريد من هؤلاء الطلاب أن يقودوا مصر إلى عالم جديد فيه تنافسية عالمية، ويحترموا الاختلاف ويكون مواطنا عالميا، وهو ما نحاول بناءه منذ الآن.
وعن التحديات التي تواجه التعليم المصري، أوضح وزير التعليم أن التحديات هي الأعداد كبيرة جدًا في منظومة التعليم قبل الجامعي لدينا 24 مليون طالب قبل منظومة التعليم الجامعي، ولدينا مشاكل في الكثافات، ونحتاج إلى بناء مدارس أكثر طوال الوقت، وزيادة أعداد المعلمين وإعدادهم لخدمة نظام التعليم الجديدة وتنفيذه على أرض الواقع بشكل جيد، لافتا إلى التحدي الأكبر هو أننا تعلمنا بطريقة قديمة ونحاول تطبيق طرق جديدة على الأطفال، موضحًا أن النقلة الحقيقية في الوعي وإدراك، وهذا التغيير هو المشكلة الأصعب في التعامل عن بناء المناهج نفسها.. وهو تغيير ثقافتنا عن التعليم.
وأكد أن التحول من تاريخ كان أساسه الشهادة والدرجات إلى فكر جديد وهو لا بد أن يمتلك الأولاد مهارات حقيقية لكي تواجه المستقبل، وهذه المشكلة الثقافية الأكبر التي نحاول التغلب عليها.