ناهد إمام
همس الكلمات
الدراسة.. وحماية طلابنا!
على الرغم من مرور شهر واحد فقط على بدء العام الدراسي الجديد، فإن القلق ينتاب الوالدين والخوف على أولادهم وبناتهم أيضا، من خطورة التدخين والإدمان وإفساد الشاب لزميله في محاولة للتقليد.
وأصبح الشغل الشاغل لدى الوالدين مراقبة أبنائهم خوفا من الوقوع في براثن تلك المخاطر، من خلال مصاحبة أصدقاء السّوء ورفاق الشر الّذين يهوّنون من أمرها ويجرون أصدقاءهم.
حيث أثبتت نتائج الدراسات أن من بين الأسباب التي تكمن خلف تعاطي التلاميذ المراهقين السجائر والمخدرات، تأتي في المقام الأول إلى تقليد الأصدقاء والرغبة في كسب ثقتهم وثانيا إلى الفضولية والرغبة في تذوقها وتجريبها وأخيرا الرغبة فى التخلص من التوتر والقلق.
وازدادت المشكلة، مع ارتفاع استخدام السجائر الإلكترونية، والتي لم تعد فقط مضرة على الصحة ولكن أصبحت مصدرا للإصابة بكل أمراض العدوى نتيجة تبادل استخدامها بين الطلبة ولم تعد هناك خصوصية في استخدامها مما يشكل وسيلة سهلة لنقل الأمراض من شخص لآخر بصورة سريعة.
كما تزايد انتشار تلك السجائر الإلكترونية بين طلاب المدارس باختلاف الفئات العمرية من سن 13 سنة لسن 18 سنة، وأصبحوا عرضة للأمراض فى تلك السن الصغيرة، حيث أكدت وزارة الصحة والسكان أن تلك السجائر الإلكترونية تسبب الإدمان ولها أضرار جسيمة على الجهاز التنفسي والهضمي وتسبب العديد من الأمراض، وليست أكثر أمانًا من السجائر العادية كما أن شائعة بأن السجائر الإلكترونية ليست مضرة بنفس قدر السجائر التقليدية، غير صحيح تماما، وتحتوي السجائر الإلكترونية على نسبة هائلة من النيكوتين والسموم المضرة التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض المزمنة والسرطانات.
وأصبح من الضروري على كل جهة بداية من المنزل والمدرسة إلى الدولة، أن تشارك جميعها في حماية الأبناء من الوقوع في تلك المشكلة الخطيرة وهي الإدمان.
فعلى الأسرة دور كبير في توجيه أبنائهم وإعطاء تعليمات واضحة بعدم تعاطي المخدرات أو شرب الكحول مع توفير جو أسري هادئ ومصادقة الأبناء، وعدم إهمالهم أو الإساءة إليهم، كما أن هناك الحاجة إلى حديث الآباء والأمهات مع الأبناء عن عواقب تعاطي المخدرات والتدخين.
ومن الضروري مراقبة الأسرة لأي تغيرات تحدث على أبنائهم مثل ضعف في التحصيل الدراسي وكسل وغياب عن الدراسة أو العمل وأيضا ظهور ظاهرة خطيرة تتمثل في الزيادة غير المبررة في الحصول على المال.
كما لا يمكن إغفال دور المدرسة للوقاية من التدخين و المخدرات وانتشارها في المدارس فلا بد أن يتم من خلال اتباع بعض الخطوات الأساسية والتي تتمثل في إقامة ندوات ومحاضرات توعية: وضرورة إنشاء عدد معين من الندوات الثقافية كل فترة وذلك للتحدث عن المخاطر الناتجة عن المخدرات، أيضا تعزيز الترابط بين الطالب والمعلم وأن تتضمن المناهج الدراسية المخاطر الناتجة عن الإدمان للتدخين أو تناول المخدرات بأشكالها المختلفة، إلى جانب عامل مهم لا بد أن توفره المدرسة ويوضع في برنامجها وهو القيام بالأنشطة الترفيهية المختلفة التي تجعل الطالب لا يفكر في تناول أي نوع من وسائل الإدمان ويخرج من أي حالة إحباط أو ضيق يفكر في حلها بالإدمان.
ويأتي دور الدولة بجميع قطاعاتها لمواجهة تلك المشكلة من خلال عقد الندوات التوعوية، أسوة برسالة الأزهر الشريف التوعوية التي عقدت بعنوان: "مخاطر الإدمان وأسبابه وعلاجه"، وتحدث فيها عدد من أساتذة الأزهر الأجلاء منهم أ.د. إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأ.د. جمال أبو السرور، رئيس مركز الدراسات السكانية بالأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، حيث تم توضيح مخاطر التدخين والإدمان، والذي امتد ليشمل تعاطي الكحول والمخدرات والمسكرات بأنواعها، والتي تذهب بعقل الإنسان وتدفعه لارتكاب الجرائم وإحداث الضرر لنفسه ولغيره.
والتأكيد من خلال ندوات التوعية أن التدخين يعد عادة سلبية وأحد العوامل الرئيسية لحدوث الوفاة حول العالم، وأن كثيرا من المدخنين يصابون بأمراض خطيرة في الرئة والقلب والمعدة، ينتج عنها في بعض الأحيان أنواع السرطانات، كما أن ضرر التدخين يمتد إلى حرمان السيدات من نعمة الإنجاب، حتى ولو كانت تدخن سلبيا، من خلال التواجد بجوار زوجها المدخن، وحتى لو حملت فإن التدخين يؤثر على نمو الجنين وصحته.
ألستم تتفقون معي أن هناك الحاجة الملحة لحماية أولادنا والمزيد من دروس توعية الطلبة بأضرار التدخين والمخدرات والمؤثرات العقلية وآثارها المدمرة المتعددة، والتي تعد أحد المخططات الخبيثة من أعداء البلد، لإنهاك شبابنا وهم قوة بلادنا وأمنها وأساس التنمية والتطور، لتحقيق نهضتها الاقتصادية ونمائها ومواجهة جميع التحديات التي تقف أمامها.