عاجل
الثلاثاء 21 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

حديقة بنبان للطاقة الشمسية في أسوان أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم

وكيل الأمم المتحدة تشكر الحكومة المصرية لتنفيذها العديد من برامج الحفاظ على البيئة

ميمونة شريف
ميمونة شريف

قالت ميمونة شريف- وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في كلمتها بيوم المدن العالمي بمدينة الأقصر، أنني  أتقدم للرئيس عبد الفتاح السيسي على رعاية هذا الحدث المهم والمحوري الذي تمضي الدولة فيه بخطى ثابتة نحو الجمهورية الجديدة.



واوضحت "ميمونة" خلال العقود القليلة الماضية تعرضت المدن المصرية.. كمثيلتها من المدن في الدول الأخرى.. لعدد كبير من التحديات المترتبة على زيادة السكان والهجرة من الريف إلى المدن والتوسع في الأنشطة الاقتصادية وخلافه.. وقد نتج عن هذه التحديات عدد كبير من المشاكل.

وأضافت يمثل النمو العشوائي أحد أهم التحديات التي تواجه التنمية العمرانية.. والتنمية الحضرية المستدامة في مصر.. وقد تبنت الحكومة المصرية استراتيجية متكاملة للنهوض بأوضاع المناطق العشوائية.. بهدف تطوير المناطق العشوائية المتدهورة.. والتعامل مع المناطق غير المخططة.. والحد من التوسع في المناطق العشوائية القائمة من خلال تحزيمها بمناطق مخططة.

 

إن الجهود الحثيثة التي تقوم بها الحكومة المصرية وبشكل متكامل على ملف التطوير الحضري خاصة تطوير عواصم المدن.. تعمل على منظومة مستدامة لخفض عدم توازن معدلات التنمية بين المدن المصرية.. ففي حين يحظى إقليم القاهرة الكبرى مثلاً بنسبة كبيرة من الاستثمارات.. وتتركز به المصالح الحكومية.. والنشاط الاقتصادي.. والجامعات.. والطرق والخدمات العامة المختلفة.. فقد بدأت الحكومة في إطار الجمهورية الجديدة للاهتمام والتركيز على ربط الأقاليم بمرتكزات التنمية ووسائل ربط محافظات الإقليم بعضها ببعض لتحقيق نمو مستدام يعمل على تحسين جودة حياة المواطنين وتوفير فرص عمل محلية ومستدامة.

وتعمل الحكومة المصرية وبالتعاون مع شركاء التنمية على تنفيذ خطة متكاملة لتنمية الصعيد، وذلك من خلال منح بعض الحوافز للاستثمار، والاهتمام باستكمال مقومات البنية الأساسية، من طرق ومطارات وغيرها، وإقامة المستشفيات والمدارس وخلافه.

 

وفي الختام أود تأكيد أهمية التعاون فيما بيننا لدفع ودعم التنمية الحضرية المستدامة لمدننا، من خلال إقامة المشروعات المشتركة،والمشاورة وتبادل الخبرات، بهدف التصدي للتحديات التي تواجه المدن المستدامة بشكل خاص والتنمية الحضرية بشكل عام.

 

وأتمنى لمؤتمرنا هذا المضي قدماً في وضع استراتيجية متكاملة تساهم فيها كل دولة من أوطاننا لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة والمتكاملة.

يتعين عليّ أن أثني على الحكومة المصرية لتنفيذها العديد من البرامج والمشاريع التي من شأنها أن تساعدنا في التعامل مع قضية تغير المناخ، مصر مهمة جدا، إنها لاعب قوي وكبير جدا، والتغيير في مصر سيتردد صداه عالميًا.

 

ولا بد أن تكون مشاريع مثل حديقة بنبان للطاقة الشمسية في أسوان، التي تعد واحدة من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، مصدراً للفخر الوطني. ويخفض المشروع انبعاثات الكربون بمليوني طن سنويا. كما شرعت مصر منذ عام 2014 في برنامج قوي لإصلاح دعم الطاقة، وكان ذلك حاسماً في الحد من الاستهلاك المسرف وفي تعزيز جدوى الطاقة المتجددة.

 

 

ومع ذلك، تساهم الأقصر، كأي مدينة أخرى، في انبعاثات الكربون. وإذا استمرت مدننا في الأداء باستخدام نفس الممارسات، فإن تغير المناخ سيدمر قدرة مدننا على البقاء بما في ذلك مدينة ثمينة جدا مثل الأقصر. ولهذا السبب يجب أن نلتقي فورا وأن نعمل صوب مدن خالية من الانبعاثات، ونحو تحقيق الأهداف المحددة في اتفاق باريس.

 

ومع ذلك، ما زلنا بحاجة إلى مواصلة بذل المزيد من الجهود. لقد حان الوقت لإلقاء نظرة فاحصة على المدن المصرية، لأن أكثر من 70% من الانبعاثات على مستوى العالم تأتي من المناطق الحضرية. مع توسع عدد سكان مصر وانتقال المزيد والمزيد من الناس إلى المدن، يجب أن يتم التوسع في هذه المدن بطريقة متضافرة تركز على الاستدامة. فمن الأهمية بمكان أن نعيد التفكير في الطريقة التي نصمم بها مدننا ونديرها ونخططها، لتمكينها من الأداء بطريقة تساهم في تحقيق هدف العالم الخالي من الكربون. ومع أن 23% من الانبعاثات العالمية تأتي من وسائل النقل، فأنا أعتقد أن مصر تسير على المسار الصحيح بطرق عديدة. وهي تقوم ببناء سكة حديدية كهربائية، وتوسيع شبكة المترو الحالية، ونشر وسائل أكثر كفاءة للنقل الجماعي- وهو ما يفخر موئل الأمم المتحدة بكونه أحد الشركاء- مثل النقل السريع بالحافلات، وكذلك وسائل النقل غير الآلية مثل التشارك في استخدام الدراجات. ولكي نتمكن حقاً من معالجة تغير المناخ، فلا بد أن يكون هذا الالتزام في كل مدينة مصرية. يجب على المدن في جميع أنحاء العالم أن تنظر إلى الميزانيات بمنظور مناخي، ما هو تأثير المشاريع الضخمة على حالة الطوارئ المناخية لدينا، وهل يمكننا إعادة البناء بشكل أفضل؟!

لذا، وبينما نقف هنا في الأقصر، أعتقد أنه ينبغي لنا أن ننظر إلى الوراء إلى الكيفية التي بنى بها المصريون القدماء هذه المدينة وأن نتعلم منهم. ومثل المدن القديمة في جميع أنحاء العالم، كان النسيج الحضري كثيفًا، وكان مختلطًا الاستخدام، ومضغطًا، وكانت جميع الرحلات تتم على الأقدام وطرق NMT. تسير مصر على طريق طموح للتنمية الاقتصادية، وآمل في السنوات المقبلة أن أرى مدنا مستدامة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز