عاجل
الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي

أحد أبطال أكتوبر يكشف لـ"بوابة روزاليوسف" خطة الدفاع الجوي لإسقاط طائرات العدو

عزت السحماوي أحد أبطال أكتوبر
عزت السحماوي أحد أبطال أكتوبر

قال عزت أحمد محمد السحماوي، أحد أبناء محافظة كفر الشيخ، ومن الأبطال المشاركين في حرب أكتوبر المجيدة، إن الجيش المصري سطر بحروف من نور انتصارا عظيماً علي العدو الإسرائيلي في مدة 6 ساعات، واستطعنا أن نستعيد كل شبر من أرضنا، ولولا وقف إطلاق النار لكنا قد اجتحنا الأراضي الإسرائيلية وسيطرنا عليها بشكل كامل.



 

وأضاف السحماوي، في حواره لـ "بوابة روزاليوسف"، أننا كنا نتمتع بروح عالية جداً، وكنا نشتاق للحرب أكثر ما كنا نشتاق لأبنائنا وأهلينا، وذلك لأن العدو الصهيوني كان يغتصب أرضنا بالقوة، وهذا الأمر لا يقبله أي إنسان حر أبداً، مؤكداً أنه أثناء الحرب كانت كلمة "الله أكبر" لا تنقطع أبداً من جميع أفراد الجيش المصري، موضحاً أن شجاعة أبطال الجيش المصري خلال الحرب ألقت الرعب في نفوس الأعداء وزلزت الأرض من تحت أقدامهم، والحقتهم هزيمة ساحقة وعار كبير يطارد الصهاينة مدي الحياة، وإلي نص الحوار.

 

- في البداية نريد أن نتعرف عليك؟

عزت أحمد محمد السحماوي من مواليد عام 45 من محافظة كفر الشيخ، مركز ومدينة سيدي سالم، قرية السحماوي، ولي عظيم الشرف أنني أحد جنود حرب أكتوبر المجيدة التي أعادت هيبة مصر بصفة خاصة والعرب بصفه عامة.

 

- في أي عام التحقت بالقوات المسلحة المصرية؟

 

نلت عظيم الشرف بأنني التحقت بالقوات المسلحة المصرية في 11 من  يونيو عام 1965، لكي أؤدي الخدمة العسكرية وواجبي نحو وطني، وظللت في الجيش لمدة 9 سنوات علي التوالي، في كتيبة الدفاع الجوي، " مدفعية " السرية 4، لواء 11، وأشرف أنني حضرت ثلاثة حروب مع الجيش المصري العظيم وهي: 6 أشهر في حرب اليمن، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر المجيدة، التي كانت وستظل دائماً وأبداً رمزاً للعزة والشرف والبطولة، وشاهدة علي عظمة، وقوة، وبسالة الجيش المصري، ورجاله الشرفاء الأوفياء، الذين يفضلون الموت في سبيل الوطن للحفاظ علي كل حبة رمل من أرضه.

 

- ما هو الانطباع لديك عن حرب أكتوبر المجيدة بعد 48 عامًا؟ 

حرب السادس من أكتوبر كان لها طابع خاص، قادها الزعيم البطل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، وعدد من قيادات القوات المسلحة آنذاك بكل حنكة وخبرة وحرفية عسكرية ليس لها مثيل، حتي مكننا الله عزوجل من النصر علي العدو الصهيوني، الذي كان يغتصب أرضنا بالقوة، وأصبحت حرب أكتوبر المجيدة تدرس في تاريخ الحروب العالمية حتي الان، واستطعنا بفضل الله، ثم بفضل الخطط المدروسة، وعزيمة الأبطال من السيطرة علي كامل الأراضي المصرية التي كان يغتصبها العدو الإسرائيلي.

 

- كيف كان يتم التعامل داخل الجيش المصري قبل الحرب بأسابيع؟

 

قبل الحرب بأسابيع، كان كل يوم نقوم بعمل مشروع تدريبات علي القتال، وإعداد الفرق والأسلحة وغيرها، ويتم بعض الطلعات الجوية لكن دون ضرب أهداف العدو، نحن كجنود لا نعلم لماذا نقوم بعمل ذلك بشكل مكثف، وحينما نسأل القيادات كانوا يقولون  لنا، أنه تدريب فقط، ولكن بعد الحرب والنصر، اكتشفنا أن كل ذلك كانت عمليات تمويه، حتي يطمئن العدو أننا نقوم بعمل التدريب العادي، وبالفعل اطمأن العدو إلي ذلك، ولكن في يوم السادس من أكتوبر لم يكن تدريباً عادياً، كالأسابيع الماضية، ولكنه كان يوما للحرب والعزة، والنصر، والشرف، والكرامة، وعودة الأرض المغتصبة من قبل اليهود.

 

- حدثنا عن يوم السادس من أكتوبر؟ 

 

يوم السادس من أكتوبر بالنسبة لنا كجنود بدأ منذ الصباح يوماً عادياً جداً، وتدريبات عادية كما نفعل كل يوم، ولكن في الساعة الثانية ظهراً جمعنا القائد وقال لنا بالحرف "  أنتم رجال مصر وأبطالها، نحن هنا من أجل الوطن والمواطنين، حماية مصر وشعبها وأرضها هي مهمتنا الأساسية، نموت نحن ليبقي الوطن " فقلنا له جميع في وقت واحد وبصوت مرتفع جداً، " نحن جاهزون يافندم "، فسألته هل سنحارب اليهود اليوم، فرد قائلا " لا أدري، وليس لدينا أي تعليمات بذلك "، بعد دقائق قليلة شاهدنا الطائرات المصرية فوقنا متوجهه نحو العدو، وقامت بضرب المطارات، ومحطات الكهرباء، ومراكز القيادة الإسرائيلية، ومن هنا علمنا أن الحرب قد بدأت، فتعالت أصواتنا بهتاف الله وأكبر.

 

- ماذا فعلتم بعد الضرب الجوية الأولى؟

 

بعد الضربة الجوية الأولي تقدمت كتائب المشاه، والصاعقة نحو العدو، ونحن خلفهم لنحمي ظهورهم بالمدافع المضادة الطائرات، ومدافع الهون، والرشاشات الثقيلة، كما أن الطائرت المصرية فوقنا تغطي الجميع من الأعلي، تمكنا من عبور خط برليف المنيع، وحينما وصلنا الأرض الذي كان يغتصبها العدو الإسرائيلي كنا نسجد علي الأرض ونقبل الرمل، وظلت كتائب المشاه، والصاعقة، يتقدمون ونحن خلفهم، وجميع القوات المصرية تطلق وابل من النيران من الأعلي والأسفل علي العدو، حتي وصلنا إلي سكنات العدو وقمنا بأسر الكثير منهم، وقتلنا منهم الأكثر، وأستمر القتال حتي ترضناهم من أرضنا بالكامل، وسيطرنا علي ثكناتهم العسكرية، ومعداتهم من كافة أنواع الأسلحة، حتي وصلنا إلي الحدود الإسرائيلية، وكنا لدينا رغبة كبيرة أن ندخل عليهم أرضهم ونقاتلهم فيها ونأخذها منهم، ولكن فجاءة جاء الأمر بوقف إطلاق النار، فتوقفنا عن القتال والتقدم والتزمنا أماكننا علي أخر حدودنا المصرية دون التفريط في حبة رمل واحدة.

 

- حدثنا عن الحالة النفسية لأبطال الجيش المصري قبل وأثناء الحرب؟ 

 

الحالة النفسية لنا قبل الحرب كانت مرتفعه جداً، حيث كنا نشتاق إلي قتال العدو الإسرائيلي أكثر من الإشتياق إلي أبنائنا، وكان لدينا دافع كبير للانتقام من الصهاينة، وعودة أرضنا الذين أغتصبوها بالقوة، وعندما قامت الطائرات المصرية بأول ضربة جوية للعدو، وعلمنا أنها ساعة الصفر، سادت حالة من الفرح والسرور الشديد وغير المسبوق بين جميع الجنود والضباط، والصف، الجميع أصبح يردد بصوت مرتفع جداً "الله أكبر"، وإنطلقنا نحو العدو وأطلقنا عليهم وابلا من النيران، وتمكنا من هزيمتهم، وكسرهم، والسيطرة عليهم.

 

- كيف كنتم تسقطون طائرات العدو في الحرب؟

 

الطائرات الإسرائيلية كانت تهاجمنا وهي علي مسافة قريبة من سطح الأرض حتي لا تصيبها صواريخ الرادرات، فكنا " كمدفعية " نطلق عليها الطلقات المدفعية من المدافع، والرشاشات الثقيلة، فترتفع للأعلي حتي تتفادي طلقات المدافع، فيتم إطلاق الصواريخ عليها من منصات الصواريخ بعد رصدها من الرادار فتسقطها، وبهذه الخطة التكتيكية أسقطنا الكثير، والكثير، من طائرات العدو الصهيوني، وكبدناهم خسائر فادحة جداً خلال حرب السادس من أكتوبر، حتي لحقتهم الهزيمة، ورزقنا الله بالنصر المبين.

 

-حدثنا عن العمليات النوعية التي كان يقوم بها أبطال الصاعقة المصرية؟

 

ونحن في سيناء الحبيبة وبعد حلول ظلام الليل نجد اعدادا من الأفراد يرتدون زي الجيش المصري يمرون علينا في طريقهم إلي ثكنات ومعسكرات العدو الصهيوني، بدورنا كنا نقوم بسؤالهم عن كلمة السر، فيخبرونا بها، ويتضح لنا أنهم من قوات الصاعقة المصرية، فنتأكد أنهم من أبطالنا، ويكملون طريقهم إلي معسكرات الإسرائيليين، بعد مرور ما يقرب من ساعة نسمع تفجيرات هائلة في معسكرات العدو، وتبادل لإطلاق النار، يأخذ كل منا موقعه، في انتظار أي أوامر للدعم، أو تغطيتهم بالمدفعية، ولكن قبل الفجر يمرون علينا أبطال الصاعقة المصرية عائدين مرة أخري، ومعهم أسري من اليهود، وبعض أسلحتهم، ثم نزود أبطالنا بالماء والطعام، ويكملون في طريقهم عائدين إلي المعسكرات المصرية منتصرين.  

 

- كيف استقبلكم المصريون خلال عودتكم من جبهات القتال بعد النصر؟

 

أتذكر أن الشعب المصري العظيم استقبلنا في الشوارع بعد إنتهاء الحرب، باستقبال مشرف، ورائع، حيث كانت الشوارع ممتلئة بالمواطنين ياخذوننا بالاحضان، ويقبلوننا، ويعطوننا الورود، وأيضاً شرفات المنازل كانت ممتلئة هي الأخري بالسيدات، والفتيات وكبار السن، الجميع يردد كلمة " الله أكبر " ويلقون علينا من الأعلي الورود، الجميع يحمد الله ويشكره، ويثني علي الجيش المصري، الفرحة والسعادة الغامرة كانت تنتاب جميع أبناء الشعب المصري، الكل يعبر عن فرحه وسعادته، والحمد لله أصبحنا عند ثقة الشعب المصري بنا. 

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز