الخيول تنقذ شواطئ الغردقة من "ركود كورونا"

ابتكر أصحاب الخيول التي تعمل بالسياحة بمدينة الغردقة طريقة فريدة ومميزة لجذب السائحين الأجانب من مختلف الجنسيات، وتعتمد على تدريب خيولهم على المشى على شاطئ البحر والدخول إلى مياهه دون خوف وهى تحمل على ظهرها السائح، ثم العودة قبل الوصول للمناطق العميقة.

هذه الطريقة المبتكرة فى تنشيط السياحة انتشرت كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية، ونجحت فى تحويل شاطئ المدينة الواقعة على البحر الأحمر إلى ساحة لهواة ركوب الخيل من الأجانب، لكنها ليست مثل كل الساحات المتعارف عليها، وليست مضماراً يتنافس فيه الخيول والخيالة على إظهار قدراتهم الفنية والجمالية، لكنها أصبحت ساحة للاستمتاع بمياه البحر والشمس والهواء النقى من على ظهر الخيول المدربة، وعمدت  العديد من شركات السياحة إلى ضم تلك الهواية الفريدة ضمن برامجها الترفيهية.

 

 

فريد عدلي، مدرب خيول يبلغ من العمر ٢٩ عاماً، من مواليد نزلة السمان بالقاهرة، لكنه يقيم منذ سنوات بمدينة الغردقة، ويعمل فى مهنة تربية الخيول وأيضاً تدريبها على المشى على شاطئ البحر ودخول المياه والعودة بالسائح إلى الشاطئ مرة أخرى. وتشتهر نزلة السمان بأنها إحدى المناطق القليلة التي يعمل جميع أهلها تقريباً فى تربية وتدريب الخيول على العمل بالسياحة بمنطقة أهرامات الجيزة، كما يقومون بالتدريب للغير بحس احتياجات صاحب الحصان.. 

يقول فريد إنه يمتلك اسطبل جنوب مدينة الغردقة، ولديه من الخيول العربية الأصيلة الفرسة ياسمين، وأرزاق، وليلى، وصبرنا، وحبيبة، وسارة، وبشرى. وأوضح أنه جاء إلى المدينة من سنوات قليلة للعمل بالسياحة، وحفزه حبه للخيول وقدرته على تدريبهم وهى المهنة التي ورثها أباً عن جد، فى تأسيس الاسطبل وتدريب الخيول على العمل بالسياحة على شاطئ البحر، مضيفاً أنه فى البداية وجد صعوبات تمثلت فى خوف السياح على ركوب الخيل والدخول بها إلى مياه البحر، لكن مع الوقت أصبحت هذه الطريقة المبتكرة إحدى الهوايات شديدة الانتشار بين السياح من جنسيات مختلفة، وسنوياً تشهد المدينة زيادة فى عدد المقبلين على هذه الهواية.

وعن طريقة التدريب يقول: الخيول تشعر بمدربها، وإذا أحبته تفعل كل ما يطلبه منها عن طيب خاطر، ولهذا فإن هناك مدرب سريع فى إنجاز مهمة تدريب الحصان وأخر يتأخر عنه قليلا، وثالث قد يفشل فى تدريب نفس الحصان، وذلك حسب درجة التفاهم والتآلف بين الحصان ومدربه. 

 

 

ويضيف: الحصان يشعر ويبكي ويتألم، وصديق وفى، موضحاً أن شاطئ الغردقة يعمل فيه الحصان العربي الأصيل، والحصان الإنجليزي، والحصان المهجن، وأذكاها بالطبع الحصان العربى. 

وتابع: استئناف الحركة الجوية من روسيا إلى المدن السياحية المصرية، حجم بشكل ملحوظ تأثر السياحة سلباً بجائحة كورونا، وكان لعودة السياح الروس فرحة كبيرة لدى العاملين بالقطاع السياحى بالمدينة. وتوقع أن ترتفع نسبة الإشغالات الفندقية بفنادق البحر الأحمر  تدريجياً مع استئناف الحركة الجوية الروسية للمقاصد السياحية المصرية، وسيشجع ذلك شركات السياحة العالمية على زيادة عدد رحلاتها إلى مصر. 

 

 

وتقول "بيا" سائحة ألمانية، إنها مبهورة بهواية ركوب الخيل على شاطئ مدينة الغردقة، مشيرة إلى أنها تفعل ذلك للعام الثانى على التوالى، موضحة أنها كانت فى المدينة فى أغسطس من العام الماضى، وعادت إليها هذا العام أيضاً لأنها اسمتعت كثيراً فى إجازتها العام الماضى، وعاشت أياماً من السعادة والمرح.

تحب "بيا" اللون الأبيض فى الخيول، وأنها تعلمت ركوب الخيل لأول مرة فى حياتها على شاطئ مدينة الغردقة، مع مجموعة من أصدقائها الذين عاد بعضهم معها هذا العام أيضاً. 

 

 

ويوضح الخبير السياحى عامر شبيب، أن سياحة ركوب الخيول دخلت ضمن الخريطة الترفيهية بالغردقة، وأصبحت جاذبة بشدة للسياح من مختلف دول العالم، فالسير على ظهر الخيل داخل البحر هواية ليست منتشرة فى كل العالم، وتدريب الخيول على ذلك يحتاج صبر وجهد ووقت، لك المدينة حالياً لديها عدد كبير من الخيول التي تعلم جيداً المطلوب منها خلال الموسم السياحى، وهو أمر جيد بكل تأكيد، ويعد بمثابة أحد البنى الأساسية للسياحة على شاطئ البحر الأحمر. 

 

وأضاف أن شواطئ الغردقة تتميز بطبيعتها الخلابة، وهناك المثير من المناظر الطبيعية التي تبهر السياح من مختلف الجنسيات. 

وتابع: عودة السياح الروس بعد غياب استمر نحو 7 سنوات أضاف زخماً للسياحة المصرية، ولمدينة الغردقة تحديداً، حيث كانت إحدى المقاصد ذات الأولوية لدى السائح الروسى قبل وقف السفر.