عاجل
الخميس 11 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

اللغة العربية.. لماذا أخفقنا في تعليمها؟!

اللغة بالنسبة لأي أمة أداة للتواصل، وطريقة للتفكير، وأسلوب تعبير، ومصدرٌ للفخر، وموضعٌ للعزة، ورمزٌ للكرامة.. أما اللغة العربية فهي للعرب، ونزيد عليها أنها لغة دين، وكتاب موصى به.



 

اللغة العربية، لغة مقدسة، لغة القرآن، لغة عبادات وشعائر، فرضها الله سبحانه وتعالى وأوجبها على عباده، لهذا كانت هذه اللغة مقدسة ومشرفة، شرفها الله على سائر اللغات، وجعل الله- عز وجل- فهمها وتعلمها ضرورة لفهم مراده، والوقوف على أسرار كتابه ومعرفة معانيه، خاصة أن مما استقر واشتهر في تاريخ العلم عند المسلمين، أن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، وهذا الأمر ذكره القرآن الكريم في مواضع عدة.

 

هذا الكتاب الذي بين أيدينا "مشكلة اللغة العربية لماذا أخفقنا في تعليمها وكيف نعلِّمُها؟!".. لفضيلة الشيخ محمد عرفة، عضو "جماعة كبار العلماء"- هكذا كان اسمها وقت حصول الشيخ على عضويتها، ثم أعاد إحياءها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف 2012، تحت مسمى "هيئة كبار 

 

العلماء"- يعرض جانبًا من أسباب الإخفاق في تعليم اللغة العربية، ويكشف عن دوافع العزوف عنها أو الغمز واللمز بها، والدعوة إلى استبدال العامية بها، وفي الوقت ذاته يشير الكتاب إلى أساليب المعالجة وأدوات العودة بها إلى مكانها المستحق وموضعها المقدس.

 

ويناقش الكتاب- أيضًا- العديد من القضايا منها:

طرائق تدريس اللغة العربية في عصر المؤلف، الأسباب الحقيقية لإخفاق تعليم اللغة العربية، أسلوب تعليم العربية وبيان قصوره وأوجه عيوبه، أن اللغة ملكة، والملكة تكتسب بالتكرار لا بالقواعد، أن محاكاة الفطرة في تحصيل الملكة اللغوية هي الطريقة المثلى، الموازنة بين تلقي العربية بالمشافهة وتلقيها عن طريق القواعد، الحديث عن منهجه الجديد في تعليم اللغة العربية، أهمية استخدام طريقة النصوص في المرحلة الابتدائية، خطورة العامية على اللغة العربية وواجبنا نحوها، أهمية الدمج بين الأصالة والمعاصرة في تعلم اللغة.

 

العودة بالعربية إلى مكانها لدى الناطقين بها

 

وعلى الرغم من تعدد المحاولات التي قصد من ورائها العودة بالعربية إلى مكانها لدى الناطقين بها، من خلال التجديد في علومها وأدواتها وآلاتها، لم تخل من إخفاق، الأمر الذي دفع بفضيلة الشيخ محمد عرفة عضو جماعة كبار العلماء في كتابه: "مشكلة اللغة العربية لماذا أخفقنا في تعليمها وكيف نعلمها؟!"، أن قام بتشخيص الداء ووضع له الدواء، وذلك من خلال مقالات عشر نُشرت تباعًا في مجلة "الرسالة"، ثم طبعت فيما بعد بمطبعة الرسالة.

 

طرائق تدريس اللغة العربية والأسباب الحقيقية لإخفاق تعليمها 

 

 

وقد جاءت المقالة الأولى، مخصصة لطرائق تدريس اللغة العربية، التي كانت سائدة في عصره، وفي المقالة الثانية تناول المؤلف الأسباب الحقيقية لإخفاق تعليم اللغة العربية

 

أسلوب تعليم اللغة العربية وبيان قصوره وأوجه عيوبه

 

في حين تناول المؤلف في المقالة الثالثة، أسلوب تعليم العربية وبيان قصوره وأوجه عيوبه، وفي المقالة الرابعة أكد المؤلف أن اللغة ملكة، والملكة تكتسب بالتكرار لا بالقواعد، أما المقالة الخامسة، فقد برهن فيها المؤلف على أن محاكاة الفطرة في تحصيل الملكة اللغوية، هي الطريقة المثلى والصحيحة في تعليم العربية.

 

تلقي العربية بالمشافهة وتلقيها عن طريق القواعد

 

وفي المقالة السادسة يوازن المؤلف بين تلقي العربية بالمشافهة وتلقيها عن طريق القواعد، أما المقالة السابعة، فقد خصصها المؤلف للحديث عن منهجه الجديد في تعليم اللغة العربية

 

استخدام طريقة النصوص في المرحلة الابتدائية

 

ولأهمية النصوص عند المؤلف نراه في المقالة الثامنة ينصح باستخدام طريقة النصوص في المرحلة الابتدائية، ولخطورة جماعة العامية نراه يفرد لها المقالة التاسعة، مشيرًا إلى أثرها على عربية اللغة وواجبنا نحوها، وكيفية التعامل معها، خاصة في المؤسسات التعليمية.

 

ونظرًا لتعلق المؤلف بالتراث وتقديره له واعترافًا بدوره في التجديد والتطوير، يخصص المقالة العاشرة؛ لبيان أن طريقته ليست بدعًا من الطرق، وإنما هي في الواقع ترجع إلى أصول الأوائل، إذ لم تكن طريقتهم مقصورة على القواعد، بل ضموا إليها الشواهد والتمثيل من النثر والشعر وأقوال العرب، وكل هذا يكشف لنا عن مناقب الرجل وقدره ونظرته للغة العربية وعنايته بها.

 

الشيخ محمد عرفة في سطور:

 

هو العلامة الناقد المجدد الفيلسوف الداعية المصلح المفسر شيخ النحويين: محمد بن أحمد بن عرفة المالكي الأزهري.

ولد عام 1309هـ/1891م.

تلقى تعليمه الأولي بمسجد دسوق، والتحق بمعهد دسوق الديني عام 1904م، وحصل منه على الابتدائية الأزهرية.

التحق بمعهد الإسكندرية الديني، وحصل منه على الشهادة الثانوية الأزهرية عام 1917م، ليلتحق بعدها بالقسم العالي بكلية الشريعة، ويحصل على شهادة العالمية عام 1921م.

 

عين مدرسًا بمعهد الإسكندرية الديني، ثم أستاذًا بكلية الشريعة عام 1931م، ووكيلًا للكلية نفسها في العام 1933م، ثم عمل أستاذًا للفلسفة الإسلامية، وظل بها 13 عامًا.

 

نال في العام 1943م، عضوية جماعة كبار العلماء، وفي العام 1946م، اختير مديرًا للوعظ بالأزهر الشريف.

من مؤلفاته: رسالة الأزهر في القرن العشرين، النحو والنحاة بين الأزهر والجامعة.

 

توفي يوم الأربعاء 6 من ذي الحجة 1392هـ/ 10 يناير 1973م.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز