عاجل
الأحد 20 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

مقرر القومي للسكان السابق: في دفتر مشاكل المصريين.. فتش عن السكان

دكتور عمرو حسن
دكتور عمرو حسن

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، خلال كلمته في افتتاح عدد من المشروعات السكنية المتنوعة بمدينة بدر: "إن الدولة المصرية تتحرك في سياق متكامل ولها تصور متكامل فيما يتعلق بتطوير العشوائيات".



 

وأضاف: «النمو السكاني فوق طاقة البلد، وسيترتب عليه ممارسات وسلوكيات، وسيؤدي إلى تدمير الدولة أو كاد أن يؤدي إلى تدمير الدولة في عام 2011».

 

وقال: أن العشوائيات ظهرت لأن الدولة لم تستطع أن تلبي احتياجات المواطنين، مضيفًا: "مش موضوع فساد المحليات، الدولة لم تستطع السيطرة على حالها".

 

وأوضح أن قضية الوعي أخطر قضية تواجه المجتمعات ليس في مصر فقط ولكن في كل العالم.

 

الحياة الجيدة قبل الجديدة

 

من جانبه أوضح دكتور عمرو حسن، مقرر المجلس القومي للسكان السابق، أن هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يلقي الرئيس خلالها الضوء على مشكلة الزيادة السكانية؛ والواقع أن مصر لن تنطلق وتتحق شخصيتها الكامنة بوجهها الحقيقي، إلا إذا تحررت من عبء الزيادة السكانية التي تشل حركتها وتثقل خطاها، وتضغط على أخلاقيات الشعب ونفسيته وشخصيته، بما يهدد جوهر معدنه في الصميم، فإذا كان بناء السد العالي قد حررنا من فيضانات النهر العشوائية، و إذا كان تنويع الإنتاج يحررنا من ذبذبات السوق العالمية، وإنتاج السلاح وتنويع مصادره لاستقلال قرارنا السياسى والعسكرى، فإن ضبط النمو السكاني الكبير يجب أن يكون هو كلمة المستقبل، وأن يكون شعارنا الاجتماعي "الحياة الجيدة قبل الجديدة" ، وأن يكون لدينا التخطيط السكاني، وتخطيط الأرض، هو أول وأهم فصول التخطيط القومي.

 

ترك المشكلة يظلم الأجيال القادمة

 

وأكد أن الفقر إذا كان نتيجة لزيادة عدد السكان فإنه سبباً أيضاً، ونحن الآن أمام خيارين إما تنظيم الإنجاب أو زيادة الفقر والجوع والأمية ، فمصر لديها فائضاً ضخماً من السكان يزيد على إمكانيات البلد الراهنة، فالمجتمع  المصري يتناسل بصورة مذهلة تحرمه من أن يتمتع بمستوى معيشة المجتمعات العصرية.

 

وأشار د.عمرو إلى أنه إذا كان جيلنا قد ورث مشكلة الزيادة الكبيرة في عدد السكان من الأجيال السابقة، فعلينا نحن أن نحسم هذه المشكلة ونغلق هذا الملف نهائياً حتى لا نظلم الأجيال القادمة إذا ما تركنا لهم المشكلة مضاعفة.

 

حل أي مشكلة يبدأ من السكان

 

ولفت إلى كتاب "شخصية مصر"، حيث وضع العلامة الدكتور جمال حمدان، قاعدة عامة لكل مشاكلنا وهي قاعدة "فتش عن السكان"، فهو يقول إن المشكلة السكانية في مصر هي واحدة من أخطر المشكلات التي تواجهها، إنها المشكلة الأم أو المشكلة المفتاح التي تكمن أصابعها خلف أي مشكلة نوعية في حياتنا اليومية ويقول أيضاً: ما من مشكلة في مصر إلا ومشكلة السكان طرف أساسي فيها وتكمن خلفها : الزراعة والصناعة، العمالة، الدخل، مستوى المعيشة، التمدن، القرية، الإدارة .... إلخ، إنها القاسم المشترك الأعظم، والعامل القاعدي الجذري، في كل مشاكل مصر، إنها المشكلة الأس والرأس، ومن هنا فلا حل لأي مشكلة في مصر أو لمشاكل مصر ما لم يبدأ من مشكلة السكان، "السكان أولاً " ، "السكان وإلا فلا "، يعني ، وإلا فشل كل علاج لأي مشكلة أخرى ما دامت تلك المشكلة قائمة.

 

إفراط السكان عبء حقيقي على التنمية

 

وقال أيضا: إذا كان علماء السكان يسمون خطر تناقص المواليد نتيجة إفراط ضبط النسل في الغرب " بانتحار الجنس"، فإن لنا بالتأكيد أن نسمي خطر طوفان النسل عندنا ب"الانتحار السكاني" وإن الكم لم يتناسب قط تناسب عكسياً مع الكيف مثلما يفعل الآن في حالة السكان عندنا، إن حجم السكان قد فاق حجم الإنتاج ولا نقول الموارد، وأن نمو السكان قد تجاوز نمو الدخل، وأن مصر تعاني الآن من الندرة في كل شي تقريبا إلا شيئاً واحداً تعاني فيه من الوفرة إلى حد التخمة والإفراط وهو السكان ، ولن تتغير مصر وهي تعاني من إفراط السكان كما قال : إن إفراط السكان أصبح عبئاً حقيقياً علي تنميتنا الاقتصادية.

 

ضغط السكان يضغط على أخلاقيات الشعب ونفسيته

 

وتابع صاحب شخصية مصر معلناً أن المشكلة السكانية تكمن وراء الانحدار في كل شئ، ابتداء من الغذاء والتغذية إلي جودة الصناعة ونوعية الإنتاج إلى مستوى الخدمات والأداء والإتقان والنظافة والذوق بل وحتى مستوى الخلق والأخلاقيات في المعاملات اليومية العادية، ويسجل أن ضغط السكان قد أخذ يضغط على أخلاقيات الشعب ونفسيته وشخصيته بما يهدد جوهر معدنه في الصميم  وأن الموقف يقيناً قد تجاوز ضغط السكان الحميد إلى إفراط السكان الخبيث، وأن إفراط السكان يمكن أن يكون مقتل مصر ما لم نسارع نحن فنقتله قبل أن يستفحل ويستشري.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز