ارحل يا سفاح.. التفاصيل الكاملة لثورة تونس ضد الغنوشي وحزب النهضة الإخواني
بوابة روز اليوسف
تظاهر مئات المحتجين في العاصمة التونسية وعدة مدن أخرى يوم الأحد ضد حزب النهضة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في تونس، مطالبين باستقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي وباقي الحكومة بالتنحي وبحل البرلمان الذي يتزعمه زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي.
وقال شهود عيان إن مئات أيضا خرجوا في قفصة وسيدي بوزيد والمنستير ونابل وصفاقس وتوزر. وفي سوسة، حاول المتظاهرون اقتحام المقر المحلي لحزب النهضة الإسلامي، التابع للإخوان. واظهر فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي محتجون يضرمون النار في مقر النهضة في توزر بجنوب تونس.
وطالب المحتجون بالإطاحة بحكم الإخوان الذين يترأسون البرلمان الحالي، ويفسدون في مفاصل الدولة، مرددين شعارات مناهضة لرئيس البرلمان وزعيم حركة النهضة في تونس راشد الغنوشي مطالبين بمحاسبته وكل من تورط معه من حلفائه.
وردد الآلاف في مسيرات مناهضة للإخوان، شعار "ديقاج" ضد حكم "النهضة". و"ديقاج" تعني باللهجة الدارجة "ارحل"، وهي كلمة اقتحمت لأول مرة الشارع التونسي منذ 10 سنوات، حين خرجت احتجاجات للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس زين العابدين بن علي يوم 14 يناير 2011
وقالت متظاهرة ترفع علم تونس اسمها إيمان “نحن غاضبون.. نحن هنا ضد الغنوشي ودميته المشيشي.. إنهم يقودون البلاد للخراب.. لقد دمروا البلاد”.
ورفع المتظاهرون شعارات أخرى تطالب باسقاط الحكم ” ارحلوا سئمنا منكم” وهتفوا باسم الغنوشي “يا غنوشي يا سفاح يا قتال الأرواح”، و”الشعب يريد إسقاط النظام”.
وقالت الإذاعة التونسية إن وقفة احتجاجية في باردو شهدت مناوشات بين الأمن ومحتجين يطالبون بحلّ البرلمان وتغيير المنظومة، وتحميل المسؤولية لمن تسبب بالوضع الصحي والاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه تونس. وتم إلقاء القوارير، وحاول المحتجون اجتياز الخط الأمني للوصول إلى مقر مجلس النواب.
وفي وقت سابق، أفادت الإذاعة نفسها بأن عدداً من المحتجين في مدينة توزر جنوب غربي تونس اقتحموا مقر حركة "النهضة" في المدينة وعمدوا إلى تهشيم محتوياته، مشيرة إلى أن بعض تجهيزات المقر تعرّضت للحرق.
وقالت الإذاعة أيضاً إن عدداً من المحتجين تجمعوا في شارع الحبيب بورقيبة بنابل، قبالة ساحة الجرة، معلنين انطلاق مسيرة احتجاجية بالنشيد الرسمي التونسي، ورددوا هتافات مناهضة للحكومة والبرلمان.
كما رفعت شعارات هاجمت الغنوشي رئيس البرلمان الحالي، والذي قالت الإذاعة إن المحتجين اتهموه "بالسمسرة".
وفي مدينة الكاف، تجمع عدد من نشطاء المجتمع المدني أمام مقر الولاية، ورفعوا شعارات منددة بالحكومة وحركة "النهضة" وطالبوهم بالرحيل من المشهد السياسي، محمّلين الطبقة السياسية مسؤولية ما وصفوه بـ"التدهور الذي تعيشه البلاد على جميع المستويات".
وفي قفصة، أشارت الإذاعة إلى تجمع عشرات المطالبين بتغيير الطبقة السياسية وحلّ البرلمان ومحاسبة الفاسدين، بحسب وصف المحتجين.
وفي سيدي بوزيد، خرج عدد من نشطاء المجتمع المدني في مسيرة سلمية جابت الشارع الرئيسي، وتوقفت أمام مقر بلدية المكان، حيث رفع المحتجون شعارات مناوئة للحكومة، وأخرى تطالب بحلّ البرلمان ومحاسبة من وصفوهم بالضالعين في تفشي فيروس كورونا.
كما قام مواطنون وبعض نشطاء المجتمع المدني في جندوبة بوقفة احتجاجية أمام مقر الولاية احتجاجاً على الوضع الصحي والسياسي والاجتماعي الذي تمرّ به البلاد عامة والولاية بصفة خاصة، وفقاً للمصدر نفسه.
وفي القيروان، حاول عدد من المحتجين اقتحام مقر حركة النهضة، مرددين شعارات ضدّ حركة "النهضة" ورئيسها، قبل أن يتم منعهم من قبل العناصر الأمنية.
وطالب المحتجون بضرورة حل البرلمان ومحاسبة الفاسدين وتشغيل الشباب، محملين المسؤولية التامة في تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبرلمان وخاصة رئيسه، ولرئيس الحكومة هشام مشيشي.
من جانبه، حاول رئيس مجلس نواب الشعب التونسي وحركة النهضة، راشد الغنوشي، الأحد، احتواء الثورة ضده وقال إن بلاده بحاجة أكيدة إلى وحدة مؤسساتها وتضامن نخبها والابتعاد عن التجاذبات.
وتأتي هذه الاحتجاجات، في وقت تواجه فيه تونس أزمة سياسية واقتصادية بسبب ممارسات الإخوان، وموجة غير مسبوقة من انتشار فيروس كورونا، إذ سُجلت أرقام قياسية لم تعرفها البلاد منذ بدء الجائحة في مارس 2020، فضلاً عن تردي الأوضاع المعيشية.
وتشهد البلاد أزمة سياسية ونزاعات دستورية بين الرئاسة من جهة، والحكومة والبرلمان من جهة ثانية. ويطالب الرئيس قيس سعيد، بتغيير النظام السياسي الحالي والذهاب إلى نظام رئاسي، وهو ما ترفضه حركة «النهضة» التي يترأس زعيمها راشد الغنوشي البرلمان.
اعتبر الأمين العام لـ"اتحاد الشغل" في تونس، نور الدين الطبوبي، اليوم، في ذكرى اغتيال السياسي محمد البراهمي سنة 2013، إن مؤسسات الدولة تفككت والمنظومة الحاكمة حاليا انتهى توقيتها.
وقال إن "الأزمة التي تعيشها البلاد حاليا ليست وليدة اللحظة، لكنها تراكمات لعديد من السنوات بعد الثورة".
وأوضح أن التونسيين اختاروا المسار الديمقراطي، ومن وقع انتخابهم هم مؤتمنون على أمن التونسيين الغذائي والصحي ويجب أن يعملوا على تحسين الأوضاع المعيشية، وليس تشكيل لوبيات".
وأضاف الطبوبي أن مؤسسات الدولة التونسية تفككت وأصبحت أسرارها ومراسلاتها الداخلية الرسمية منشورة في صفحات التواصل الاجتماعي.
جدير بالذكر أن تحقيقات تونسية كشفت أن ثروة الغنوشي بلغت نحو مليار دولار، في شكل ودائع بنكية موجودة في سويسرا، وحصص في شركات خارج تونس، بينها 3 شركات في فرنسا.
وبخصوص مصادر هذه الثروة الخيالية، أوضحت التحقيقات أن الوساطة في تهريب الأسلحة إلى ليبيا تمثل أبرز روافدها، حيث سهل مرور أكثر من 20 شحنة أسلحة إلى ليبيا مقابل عمولات بلغت 30 مليون دولار.
وأشارت إلى أن الغنوشي حصل من خلال عملية تهريب المقاتلين على عائدات خيالية، موضحة أنه يحتكر وظيفتين أساسيتين، هما المال والعلاقات الدولية.
وخضع الغنوشي في يوم الثالث من يونيو الماضي لجلسة مساءلة من قبل البرلمان التونسي حول علاقاته السرية بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومة الوفاق الليبية، ودوره المشبوه في الحرب الليبية.