عاجل
الأربعاء 11 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
فهمنا "الأهلي" غلط.. و10 رسائل للتاريخ

فهمنا "الأهلي" غلط.. و10 رسائل للتاريخ

من حق الأهلي وجمهوره أن يفرح بما يحققه على أرض الواقع من بطولات، فليس ذنبه أنه لا يواجه منافس قوي سواء في الدوري المحلي أو في القارة السمراء، وهذا ليس تقليلا من إنجازات «المارد الأحمر» في الفترة الأخيرة، وتحديدا مع المدرب الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، الذي أتوارى خجلا من انتقاده حاليا، فالرجل يحقق العلامات الكاملة في أي مكان يتواجد فيه، وأي حديث بخلاف ذلك سيكون هراء أو افتراء، وإن كنت أنتظر أن يواجه موسيماني منافسا قويا قادرا على الضغط عليه وعلى لاعبيه، وهي مؤكد مرحلة وستأتي، ليبين لنا "الموس" قدراته، فليس هناك أفضل من الأهلي لتمثيل القارة الإفريقية في كأس العالم للأندية هذه المرة وكل مرة، فهو القوة الثابتة على الأرض السمراء بحق.



 

بات على موسيماني- أمام حالة الاستقرار الفني والإداري هذه- أن ينتشل الأهلي من مركز الثالث عالميا على مستوى الأندية، وأعتقد أنه هدف سينظر له المدرب، بعد أن علا طموحه، وذلك قبل أن توجهه الإدارة نحو ذلك الهدف، فالأهلي يملك كتيبة من اللاعبين باتت أهدافهم المرسومة في علو شديد، وقريبا سيكونون محملين بمهمات وطنية في المنتخبات الوطنية، سواء الأول أو الأولمبي، ذلك هو قدر الأهلي الذي اعتاد على الإنجاز وسط الطعن في الظهر بالسهام، فكثيرا ما انجرفنا وتعاطفنا مع نجم كرة سابق هنا أو هناك، خرج على شاشات التلفاز أو الحوارات الصحفية ليهاجم الأهلي الذي غدر به، وهذه أقل تهمة توجه للكيان، لكن الأيام تثبت أن الأهلي وسياسته هي الحق والحقيقة.

 

النظام الصارم هو مصدر البطولات في الأهلي، معلومة قد نكون فهمناها في وقت متأخر، فمهما تغيرت أجيال اللاعبين أو الإدارات يظل الأهلي على منصات التتويج دائما، ولو غاب لفترة، نتأكد ونثق أنه يعد العدة لولاية جديدة من التربع على عرش البطولات، هكذا البطل دائما، لا يهدأ ولا يكل ولا يمل عن تحقيق أهدافه وإن تكررت، ولذا لم يعد غريبا أن يستأثر «المارد الأحمر» بالأرقام القياسية والفريدة في إفريقيا، كما فعلها من قبل على الصعيد المحلي، إذن أنت أمام نظام محكم الغلق، ودائرة تشعر أنها تدور بمفردها أحيانا من شدة الانضباط، فقد يكون النظام جافا وعنيفا أحيانا، لكن مرحبا به إذا حقق تلك النوعية من النجاحات المبهرة، ولا داعي للانجراف وراء كلمات رنانة من لاعب تم استبعاده، فمؤكد جاء ذلك لعدم تواؤمه مع النظام المتجدد، فالأهلي هو "الصح"، ونظامه هو النموذج لمن أراد النجاح.

 

كتب النادي الأهلي على نفسه- منذ تأسيسه- العمل في صمت دون ضجيج وصياح، فكانت النتائج والبطولات والأرقام من نصيبه، والآن بعد أن حقق بطولة دوري الأبطال الإفريقية العاشرة في مسيرته، بات يصدر لنا 10 رسائل مهمة للتاريخ، هي:

 

1- لا يوجد منافس حقيقي على أرض الواقع محليا وقاريا، وأسباب ذلك كثيرة، ترجع جميعها إلى موقف المنافسين، وليس للأهلي أي دخل فيها لا من قريب أو من بعيد، فالأهلي القوى الوحيدة الثابتة على الأرض بشكل فعلي.

 

2- قضية نادي القرن، صحيح قديمة ويسعى لها الزمالك قانونيا من وقت إلى أخر، لكن أين الزمالك وهو يعرض مظلوميته الآن، ومنافسه الذي يشتكيه، بات المطارد الوحيد لريال مدريد على صدارة الأندية العالمية من حيث عدد الألقاب بـ26 لقبًا، ولا يفصل الأهلي عن تجاوز هذا الرقم سوى 3 ألقاب فقط.

 

3- من ترك الأهلي أمثال رمضان صبحي وعبد الله السعيد وأحمد فتحي ومن قبلهم عصام الحضري وإبراهيم سعيد وغيرهم، ضل الطريق، والنتيجة العملية تقول ذلك، فالأهلي لا يقف على أحد، وجمل واقعية وليست شعارات.

 

4- على النقيض تماما فإن من ينضم لكتيبة الأهلي يدخل فورا في منظومة النجاح، فقبل 8 أشهر حضر محمد شريف من إعارة لنادي إنبي، وأكرم توفيق من الجونة، واشترى الأهلي طاهر محمد طاهر من المقاولون العرب، لينضموا إلى أبطال إفريقيا الذين حصدوا التاسعة، والثلاثة باتوا من الركائز الأساسية والمساهمين بقوة في حصد البطولة العاشرة، باتوا على ثقة في كيفية الوقوف على منصات التتويج.

 

5- هل ينال الشباب الغرور بعد الإنجازات التي تحققت على أقدامهم؟ بالطبع لا.. هناك نظام وإدارة صارمة تراقب وتتابع، وحال خروج أي فرد عن المنظومة يكون مصيره الاستبعاد الفوري، حتى لا يفسد الآخرين، خصوصا أن الأهلي ملتزم باتفاقياته المالية والإدارية، ولذا لا يخرج عليه أحد بطلب هنا أو هناك، والدليل محمود كهربا الذي كان في الزمالك بشكل، وفي الأهلي فرد داخل منظومة يعززها كبار أمثال وليد سليمان، النجم الكبير والغائب عن المشاركة والمساهمة الفعلية، ورغم ذلك يمتثل، لأنه يحترم المنظومة، ضاربا مثالًا للشباب الجديد داخل الكيان.

 

6- الأهلي قادر على بناء وتجديد نفسه باستمرار، تغيرت الإدارات واللاعبون والمدربون، وظل على منصات التتويج، فلا يتغير مع الزمن، ولا ينال منه العمر، والسر وراء هذا التجديد، هي مجموعة أفكار يتوارثها الأجيال، فالنظام الصح والصارم لا يشيخ أبدا.

 

7- توارث الروح، وأنت تتابع شريط تتويجات الأهلي، ستلاحظ عندما كان هادي خشبة يحمل الكأس كان ينادي زميله في المكانة وليد صلاح الدين، وكذلك الأمر فيما بعد بين شادي محمد ووائل جمعة، ثم حسام غالي وعماد متعب، بالتأكيد ليس صدفة أو حركات متفقا عليها، هو فكر يدرس حتى بات طابعًا في الشخصية الأهلاوية، والآن لا تجد أفشة إلا ومعه محمد شريف، بالتأكيد حالة الحب والاتفاق سر العلاقة.

 

8- العين الخبيرة الفاحصة لا تنام في الأهلي، فهي من اختارت الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، في مفاجأة غير متوقعة، والآن بات من المصنفين عالميًا، ومن قبل اختيار محمد الشناوي حارس بتروجت ليكون الأفضل في القارة السمراء والأساسي في المنتخبات دون منافس.

 

9- الطموح، وهي الجزئية التي غابت عن رمضان صبحي، فليس الطموح مهما كانت قدراتك أن تذهب لفريق يمتلك المال، وتتخيل أنك ستحمله على طريقة سوبرمان لتحصد له البطولات، إنه عمل جماعي، والطموح بحق ما يفعله الأهلي عمليا، عندما حصد التاسعة تحدث عن العاشرة، كي يهديها للخطيب وهو رقمه المفضل، والآن الحديث عن الـ11، هذا هو الطموح الحق.

 

10- الاحترام، الكل يعمل بحسب الدور المرسوم له، مهما كانت درجة الخلافات وحجم المناقشات بين الخطيب ورفاقه، لكن يظل الاحترام قائما، والرأي الأول والأخير لمن اختارته الجمعية العمومية، فلا يوجد نادي يضم خبراء في الكرة أكثر من الأهلي، لكن الجميع في حالة احترام للكيان ولمن يقوده.. فكان النجاح.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز