عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
ثورة 30 يونيو
البنك الاهلي

د. هويدا صالح تكتب: كيف رأي المثقف المصري 30 يونيو؟

ثماني سنوات مرّت منذ أن وقف أمامي شابان خجولان  في ميدان التحرير وكنت متجهة إلى دار نشر تنشر كتبي في وسط البلد.



 

مد أحدهما استمارة بيد خجلى وقال: وقعي معنا الاستمارة دي لو أنت متضررة من الإخوان ورئيسهم وتريدين رحيله، قفزت في ذهني مباشرة صورة الإخواني الذي دخل معي في مناظرة على الهواء في قناة النيل الثقافية قبل الاستفتاء على دستورهم المعيب وكنت واحدة من الذين قادوا حملة دعائية لقول لا لدستور الإخوان الإقصائي. 

 

نعم قلت لا لـ”لحملة الصناديق” وتعرضت لتنمر وهجوم كثير من عيال الإخوان سواء في الواقع أو حتى في الواقع الافتراضي لدرجة أنهم سرقوا صفحتي الرئيسية واستعدتها بعد ذلك بمراسلة إدارة فيس بوك  بهويتي الرسمية وإثبات ملكيتي للصفحة. 

 

المهم أمسكت الاستمارة بحماس شديد ولم أتوقف لأتساءل من وراء حملة تمرد.

 

وقعت باسم الشهرة واسمي الثلاثي وأثبت رقمي القومي وانصرفت، هل تصورت ساعتها أن هذه الحركة يمكن أن تنجح في حشد الشعب؟ لا أعلم، فقط أجري دوما وراء الأحلام اليوتوبية وأملك يقينا وحسا كبيرين عن إمكانية تحقيق هذه الأحلام.

 

ثماني سنوات مرت منذ أن استجبنا لنداء النزول للميدان لخلع رئيس الإخوان الذي أرادوا لمصر الشر المجهول الذي لم نكن نتصور تغلغله في عمق الأرض المصرية.

 

ثماني سنوات مرت بعد أن خلعناهم كما يخلع الضرس المعيب من أفواهنا حتى نتمكن من النوم براحة.

 

من تعامل معهم في فترة وجودهم لمدة عام يعرف عمق وتجذر المخطط الذي كانوا يضمرونه لهذا البلد، لقد وصل بهم التجبر والصلف حد أنهم كانوا يتحدثون باسم الإله ويكفرون من يخالفهم لمجرد أنه خالفهم ولو في رأي بسيط.

 

نعم كان يجدر بنا أن ننزل لنقول لهم ارحلوا لقد انكشف مخططكم.. ارحلوا فلستم أبناء هذه الأرض الطيبة بل أنتم أبناء المرشد وأستاذية العالم.

 

ارحلوا فلن تتمكنوا من تغيير الهوية المصرية مهما فعلتم، فأنتم زائلون ومصر باقية بأبنائها المخلصين. 

 

أذكر أنني كنت في يوم من أيام الميدان أقلب بصري في السماء وأنا أشاهد الطائرات التي ترسم بالألوان علم مصر في سماء ميدان التحرير وأهمس للكاتب سعيد نوح زوجي خائفة واجفة: "هل سيتخلى عنا الجيش؟!" كنت أقلب بصري في السماء وأشاهد الألوان التي تتقاطع وترسم هويتنا الثقافية وأدعو الله ألا يتخلى عنا جيش مصر الذي لم يخذلنا يومًا، خاصة أن الإخوان كانوا يشيعون أن الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع حينئذ إخواني الهوى، وأنه كان ضمن الخلايا النائمة التي زرعها الإخوان في القوات المسلحة. 

 

لكن الله وجيش مصر ووزير دفاعه لم يخيبوا ظننا بهم أبدا، لقد تمكنا من خلع الإخوان وإلقائهم في مزبلة التاريخ.

 

لقد كنت ضمن نخبة من المثقفين المصريين أول وقود للمعركة ضد الإخوان حينما اعتصمنا في وزارة الثقافة لنندد بممارسات وزيرهم "علاء عبد العزيز"، معركة دخلناها ونحن ندرك مخاطرهم جيدا، ولا غرو في ذلك، فالمثقف المصري كان يعي خطورة تغيير الهوية الثقافية التي كان ينوي الإخوان غير المسلمين على فعلها وقد كان، كنا قاطرة قوية وصلبة جرت قطار خلعهم التاريخي.

 

إن هذا اليوم التاريخي يستحق عن جدارة أن يسجل في التاريخ بحروف من نور، فهو لا يقل أهمية عن 25 يناير الذي نزلنا إليه أيضا ونحن متحمسون لتغيير حقيقي يعيد لمصر مكانتها التاريخية ويعيدها إلى أبنائها بعد أن اختطفت لصالح أبناء مبارك وتوريثهم، بل إن 30 يونيو أكثر أهمية لأننا في يناير كنا نثور على الاستبداد وغياب الحريات، لكن مع الإخوان كنا نثور على سرقة البلد وتغيير الهوية الوطنية لها ومحو شخصيتها القومية وهذا الأمر أهم كثيرا من ذي قبل. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز