خبراء الأمن: مصر بترت يد الإرهاب بعدما كانت رائحة الموت في كل مكان
محمد هاشم
فؤاد علام: المواجهة الأمنية نجحت فى مواجهة الجماعات الإرهابية.. وأطالب باستراتيجية عربية موحدة لإخراج أفكارها المتطرفة من مجتمعاتنا
محمد نجم: الشعب هو البطل الحقيقي في 30 يونيو وقواته المسلحة أوصلته إلى بر الأمان
"حمداً لله على السلامة يا مصر وحشتينا يامصر".. بهذه الكلمات استقبل المصريون خبر سقوط جماعة الإخوان الإرهابية في ثورة 30 يونيو العظيمة، التي حررت البلاد والعباد من الاختطاف وطمس الهوية.
كانت مصر قد شهدت أياماً عصيبة طوال عام من حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وتغلغل أفرادها في جميع مؤسسات الدولة سائرين فى تنفيذ مخطط الانفلات الأمني والمجتمعي.
ونشطت الجماعة وعلا صوت خلاياها النائمة، والشعب لا يجد من يحنو عليه، فيما عجز البسطاء عن قضاء حوائجهم وتوفير قوت يومهم، في ظل عجرفة قواعد الجماعة الإرهابية ومحاولتهم للسيطرة على خطوط الإمداد والتموين اليومية للفقراء ومحدودى الدخل، مثل أسطوانات البوتاجاز ورغيف الخبز، والدقيق المدعم، والوقود، وغيرها من السلع الضرورية التي توفرها الدولة للسيطرة على الأسعار وتلافى حدوث أزمات زيادة الطلب وقلة المعروض، وفى سبيل سيطرة الجماعة الإرهابية سقط قتلى وضحايا في طوابير الخبز، وشح الوقود بشكل جعل من انقطاع التيار الكهربائي يومياً ولساعات طويلة أمراً عادياً ومفروغاً منه، فيما نشطت عصابات السطو المسلح لبث الرعب فى قلوب المواطنين، فلا يقدرون على المقاومة ووقف الزحف الحثيث على مقدراتهم.
وفى 30 يونيو 2013 تنفس الشعب الصعداء، وبدأ الظلام الحالك ينجلى رويداً رويداً ايذاناً بميلاد فجر جديد تنقشع فيه الغمة وتخرج الدولة من مأزقها، فيما عمت الفرحة الميادين، وعاد الشعب رجالاً وشيوخًا وأطفالًا ليملأ الطرقات والشوارع بالبهجة وعلم مصر، رافضاً "الإرهاب" و"الأخونة"، والصعود إلى السلطة على جثث الشهداء.
يقول اللواء فؤاد علام، وكيل مباحث أمن الدولة الأسبق، والخبير الأمني، إن الدولة المصرية نجحت في القضاء على الإرهاب، وكسر العمود الفقري للخلايا الإرهابية، وتجفيف منابعها، التي كانت تقوم على دعم تركيا وقطر، ومؤخراً نجحت الدولة دبلوماسياً في قطع التمويل القطري لجماعة الإخوان، فيما نجحت القوات المسلحة فى ضرب الإرهاب بقوة في سيناء، والإجهاز على إمكانياته المادية بحرفية شديدة.
وأوضح "علام" أن سيناء اكتشف بها أكثر من 3000 نفق لتهريب الأسلحة للجماعات الإرهابية، وكانت تمثل طريق إمداد حيوى وسرى وآمن لها، وأسهمت الضربات الأمنية الاستباقة التي قامت بها وزارة الداخلية في تحقيق النجاحات الكبيرة التي تحقق فى ضرب معظم الخلايا الإرهابية.
وأشار إلى أن إعلام جماعة الإخوان الإرهابية من المحتمل أن ينشط فى أوروبا، وذلك بعد أن تم ايقاف سيل أكاذيبه التي كانت تبث من تركيا، وأكد "علام" ضرورة مراجعة المفاهيم الدينية المغلوطة، وعمل مراجعات فكرية وفق استراتيجية مصرية عربية إسلامية موحدة، لمواجهة الأفكار المتشددة التي بثتها الجماعات المتطرفة فى المجتمعات العربية منذ الستينيات من القرن الماضي، لافتاً إلى أن المواجهة الفكرية لا تقل أهمية عن المواجهة المسلحة مع هذه الجماعات الإرهابية.
كانت رائحة الموت في كل مكان، رعب داخل كل بيت على مستقبل مصر، إهمال واستهتار بمقدرات الشعب لا حدود له، لا أحد يعرف مصيره، مؤسسات الدولة تائهة، وهيبتها في خطر، ولا صوت يعلو فوق صوت الغوغاء الذين يسعون بدأب للسيطرة على مفاصل الدولة.
ويري اللواء محمد نجم، مساعد وزير الداخلية الأسبق، والخبير الأمني، أن 30 يونيو من أعظم ثورات مصر في التاريخ الحديث، حيث واجهت اختطاف الدولة وضياع هوية الوطن، وكان الشعب المصري هو البطل الحقيقي برفضه ذلك، ولا يمكن إنكار دور الرئيس السيسي والقوات المسلحة فى الاستجابة لمطالبه في استعادة الهوية والدولة.
طوال عام كامل كأنه الدهر
وتدريجياً عادت ثقة الشعب بدولته القوية، وشهدت مصر طوال 7 سنوات طفرة من المشاريع العملاقة التي تمت بأيادٍ مصرية تعمل كخلية نحل فى سبيل بناء الجمهورية الجديدة التي لازمتها المحنة والحزن طوال عام كامل كأنه الدهر.
وأشار "نجم" إلى أن 30 يونيو كان لها انعكاساتها الايجابية على جميع مؤسسات الدولة، حيث بدأت الجهود التنموية الحثيثة والكبيرة في جميع المجالات والقطاعات بالمحافظات والمدن والقرى، كما استعاد الجهاز الأمني عافيته وأخذ زمام المبادرة بعد دعمة بالمعدات الحديثة والأفراد وجميع الإمكانيات اللازمة لحماية عمليات التنمية، ومستقبل البلاد والسير بها إلى بر الأمان.
وأضاف أن الرئيس السيسي عمل على استعادة جهاز الأمن الوطني عافيته وقوته، ما جعله يوجه ضربات استباقيه مكثفة ومنظمة للخلايا والعناصر المتطرفة، فى سبيل القضاء على الإرهاب نهائياً، ويشير الواقع إلى عدم وجود عمليات إرهابية منظمة في الوقت الحالي، وهو ما يدل على نجاح الجهاز الأمني، كما نجحت الدولة في قطع الإمداد والتموين للخلايا الإرهابية من خلال التحفظ علي أموال جماعة الإخوان الإرهابية والكيانات التابعة لها التي كانت تستغل الأرباح التي تجنيها من الاقتصاد المصري فى تمويل الإرهاب سراً للقيام بعمليات تخريبية، مشيراً إلى أن الدولة نجحت أيضاً في وقف تمويل الإرهاب باستخدام "الحقائب الدبلوماسية".