حافظ إبراهيم وزير الثروة الحيوانية السودانى فى حواره لـ«روزاليوسف»: أكبر مشروع لإنتاج اللحوم بين مصر والسودان

تتعدد مجالات التعاون والتنسيق المصري السودانى فى الفترة الحالية، وتتنوع المشروعات المشتركة بين البلدين بما يحقق منفعة مشتركة لشعبى وادى النيل، ويأتى فى مقدمة هذه المجالات مشروعات الأمن الغذائى والإنتاج الحيوانى، حيث تسعى الحكومتان المصرية والسودانية لتطوير التعاون المشترك فى هذا المجال.

 

هذا التعاون ظهر فى زيارات متبادلة وتوقيع اتفاقيات مشتركة كان أحدثها توقيع مذكرة تفاهم لتأسيس شركة مساهمة مصرية سودانية تتركز أعمالها على الإنتاج الزراعي والحيوانى.. ليس هذا فقط، بل إن وزير الثروة الحيوانية السودانى حافظ إبراهيم، خلال زيارة عمل له بالقاهرة، كشف عن عدة مشروعات استراتيجية فى مجال الأمن الغذائى، تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتى من اللحوم والغذاء للبلدين، وتحدث فى حوار خاص لـ«روزاليوسف» عن تفاصيل بعض هذه المشاريع.

 

 تنسيق كبير بين الحكومتين المصرية والسودانية ، وتقريبًا لا يمر أسبوع دون أن يكون هناك زيارات متبادلة أو اتصالات مشتركة.. حدثنا عن تفاصيل زيارتكم للقاهرة ولقاءات المسؤولين بمصر؟

 

- الزيارة تأتى فى ظروف تمر بها العلاقات المصرية السودانية فى أميز حالاتها، وتأتى تنفيذًا لاتجاهات القيادة السياسية فى البلدين، والزيارة تأتى فى إطار بحث العلاقات المشتركة خاصة العلاقات التجارية وما يخص قطاع الثروة الحيوانية.

 

والسودان تمتلك ثروة حيوانية هائلة، ثروة تغطى حاجة السوق المصرية من صادرات اللحوم والماشية، وعلى هذا الأساس كان لقائى مع وزير الزراعة السيد القصير وكان الحديث عن ملفات كثيرة بداية من الاشتراطات الصحية لاستيراد اللحوم، بجانب التعاون فى مجال اللقاحات والأمصال والتدريب والتأهيل.

 

كما تناولنا قضية مهمة ومقلقة لنا فى السودان ومصر، وهى تهريب رؤوس الماشية عبر طرق غير شرعية، لأننا لن نضمن الحالة الصحية للماشية التي يتم تهريبها، وبالتالى قد تكون مصابة أو حاملة لمرض.. ونحن فى السودان لدينا شروط فى التصدير على رأسها اشتراطات صحية، وعلى هذا الأساس اتفقنا على وضع آلية لمعالجة قضية التهريب، ووضع آليات التعاون مع السلطات الأمنية فى مصر والسودان لمواجهة هذه المسألة.

 

مشروع اللحوم الاستراتيجى

 خلال لقاءاتك بالمسؤولين فى مصر كان هناك عدد من المشروعات المشتركة المستهدف تنفيذها فى الفترة المقبلة، نريد تفاصيل عنها؟

- من المشروعات المهمة التي نعمل عليها مع مصر مشروع اللحوم الاستراتيجى, هذا المشروع يساهم فى سد احتياجات مصر والسودان من اللحوم واستهلاك السوق المحلية، ويوفر فائضًا للتصدير بالخارج.

 

والتعاون بين مصر والسودان فى هذا المشروع يشكل ضمانًا للأمن الغذائى فى المنطقة بأكملها.

 

 كيف ذلك وما حجم الإنتاج الذي يستهدفه هذا المشروع من إنتاج اللحوم؟

 

- هذا المشروع يستهدف وفقًا للتقديرات التي ناقشناها إنتاج كميات كبيرة من اللحوم تفى باحتياجات السوق المصرية من اللحوم، وهو شراكة بين مصر والسودان فى إنتاج اللحوم وسنعمل على تنفيذه فى المرحلة المقبلة.

 

 تفاصيل التعاون هو دعم مصر للسودان بإنشاء مسالخ آلية لإنتاج اللحوم. تفاصيل هذا المشروع؟

 

- من المشاريع التي نعمل عليها جيدًا وفتحنا فيه المجال للاستثمار.. ونتعاون مع مصر فى هذا المشروع بهدف زيادة الإنتاجية.

 

 فى الفترة الأخيرة تم توقيع مذكرة تفاهم بين مصر والسودان لتأسيس شركة مساهمة مشتركة فى مجال الإنتاج الحيوانى واللحوم، أهمية هذه الشركة فى مشروع اللحوم؟

 

- خلال الزيارة كان هناك لقاء مع وزير التموين المصري، ووزارة التموين لديها ارتباط مباشر مع الواردات السودانية من اللحوم.. وهناك تعاون بين شركات سودانية حكومية مع وزارة التموين فى مصر.. وهى من المشاريع الاستراتيجية.

 

وناقشنا زيادة الواردات السودانية من اللحوم ، وعرضنا خطتنا فى الوزارة لزيادة الإنتاج والإنتاجية وهذا يتطلب أن نحافظ على  الأسواق الرئيسية لنا وعلى رأسها السوق المصرية. ونستهدف مع نهاية العام زيادة صادرات اللحوم السودانية ثلاثة أضعاف, ومصر من الأسواق الكبيرة, ونحن حريصون على الحفاظ على السوق المصرية خاصة, والسودان من أكثر الدول الإفريقية من حيث الثروة الحيوانية بواقع 141.83 مليون رأس ماشية.

 

 كم تستورد مصر من رؤوس الماشية من السودان؟

 

- وفقًا لآخر إحصاء تم تصدير نحو 16 ألفًا و921 رأس ماشية خلال شهرى فبراير ومارس الماضيين.. وبلغت واردات مصر من الأبقار الحية 26 مليونًا و99 ألف دولار فى يونيو الماضى، مقابل 7 ملايين و858 ألف دولار فى نفس الشهر عام 2019، بزيادة بلغت 18 مليونًا و241 ألف دولار، وبلغت واردات مصر من اللحوم 126 مليونًا و464 ألف دولار فى يونيو الماضى.

 

الأمن الغذائى

 

 قلت لدينا أفكار كثيرة لتحقيق الأمن الغذائى بين مصر والسودان. ما هى أبرز هذه الأفكار التي تعملون عليها؟

 

- تحقيق الأمن الغذائى هدف مشترك بين مصر والسودان ، وواحدة من الأفكار المهمة مشروع اللحوم الاستراتيجى بين البلدين.. وهو مشروع يستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتى من اللحوم وتحقيق فائض للتصدير.

 

أيضًا فى السودان فتحنا الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص للاستثمار خاصة فى هذا المجال وهذا يعطى مساحة كبيرة جدًا لأن يكون هناك استثمار..

 

 كمستثمر مصري حابب أستثمر فى السوق السودانية، ما هى التسهيلات والضمانات التي توفرها الحكومة السودانية فى هذا المجال؟

 

- هناك كثير من التسهيلات وفرها قانون الاستثمار الجديد فى السودان، كل المعوقات التي كانت موجودة فى السابق تم علاجها، وهناك إصلاحات اقتصادية تعمل عليها الحكومة منها قرار تعويم سعر الصرف، وبجانب الانفتاح على المجتمع الدولى وكلها بيئة مهيأة للاستثمار.

 

 من ملفات التعاون التي تستهدف دعم الثروة الحيوانية الاستفادة من الخبرات المصرية فى مجال اللقاحات والأمصال. ما تفاصيل التعاون؟

 

- فى مجال اللقاحات والأمصال والأدوية البيطرية، كان من المهم الاطلاع على أحدث البحوث فى هذا المجال سواء فى معهد صحة الحيوان وهيئة الأمصال واللقاحات.. والمراكز البحثية التي تخص قطاع الثروة الحيوانية فى مصر متطورة جدًا وعليه جئنا لنستفيد من هذه الخبرات.

 

وخلال لقائنا مع وزير التعليم العالى المصري اتفقنا على زيادة المنح للدارسين السودانيين فى الجامعات المصرية خاصة طلبة الدراسات العليا فى مجال بحوث الثروة الحيوانية، ووافق الوزير على زيادة المنح وهذه مبادرة ممتازة فى إطار التعاون.

 

مزرعة مصرية بالسودان

 

من المشروعات مشروع مزرعة نموذجية للثروة الحيوانية مصرية فى السودان؟

- هذا مشروع مزرعة للثروة الحيوانية.. طرحها المسؤولون فى مصر وهى فكرة تساعد وتساهم فى تطوير الثروة الحيوانية وفى إنتاج الأعلاف وأيضًا الثروة الداجنة.. وجار دراسة هذا المشروع ومكان تنفيذه.

 

ونحن لا نستهدف فقط مزرعة واحدة ولكن مجموعة مشاريع مشتركة تعود بالنفع على البلدين سواء مزارع أو مشروع إنتاج اللحوم الاستراتيجى.

 

الاستزراع السمكى

 

 من الملفات المهمة التي تم مناقشتها ملف الاستزراع السمكى، ما شكل التعاون فى هذا الملف؟

 

- مصر حققت نجاحًا كبيرًا فى مشروعات الاستزراع السمكى، ولديها خبرة كبيرة فى المنطقة فى هذا المشروع، ومن أولويات الوزارة تطوير الثروة السمكية ، وعليه تحدثنا مع المسؤولين فى مصر بأن نستفيد من تجربة الاستزراع السمكى والاستفادة منها فى السودان خاصة أننا نمتلك القدرات لإنشاء مثل هذه المشروعات.

 

 ما ملفات التعاون الأخرى التي تم مناقشتها مع المسؤولين فى مصر؟

 

- من النقاط المهمة مشروع تنمية عسل النحل، نسعى للتعاون مع مصر للاستفادة من الخبرات المصرية فى هذا الملف

 

 واحدة من التحديات بالنسبة للمواطن السودانى هو توفير السلع والخدمات للمواطن السودانى، كيف تعملون عليها؟

 

- الفترة الانتقالية فترة صعبة، ونحن كحكومة لدينا خطة لتجاوز هذه الصعوبات وعلى رأسها مسألة الإصلاح الاقتصادي.. ونحن نسير فى الطريق الصحيح ويومًا بعد يوم ستتضح نتائج هذه الإصلاحات.