الجامعة العربية تؤكد اهتمامها بالتنمية المستدامة

 أكدت مدير إدارة الملكية الفكرية والتنافسية بجامعة الدول العربية وزير مفوض الدكتورة مها بخيت أن الجامعة تولي موضوع التنمية المستدامة اهتماماً خاصاً وأصبحت بنداً دائماً ورئيسياً على جدول أعمال القمم العربية والقمم التنموية والمجالس الوزارية المتخصصة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي.

جاء ذلك في كلمة الدكتورة مها بخيت اليوم الأربعاء أمام الاجتماع الإقليمي حول الملكية الفكرية والتنمية المستدامة، الذي نظمته المنظمة العالمية للملكية الفكرية بالتعاون مع جامعة الدول العربية، عبر تقنية الاتصال المرئي، وذلك بمشاركة نائب المدير العام ورئيس قطاع التنمية الوطنية والإقليمية بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية بجنيف، وعدد من خبراء المنظمة، بالإضافة إلى المسؤولين الحكوميين عن مكاتب الملكية الفكرية بالدول العربية.

وقالت "إن اختيارنا لموضوع الملكية الفكرية وأهداف التنمية المستدامة هو بلا شك نابع من أن موضوع التنمية المستدامة أصبح من اهم الموضوعات المطروحة على الساحة العالمية لدورها الحيوي في تعزيز الاقتصاد العالمي والوطني وتشكيل مستقبل كافة البلدان". 

وأشارت إلى أن الجامعة العربية بادرت بتنظيم اول مؤتمر على المستوى الوزاري في العالم حول تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 وذلك في إبريل 2016 بالقاهرة وصدر عن هذا المؤتمر الإعلان العربي لتنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 والذي تبنته القمة العربية التي عُقدت في موريتانيا عام 2016 والذي أكد على أهمية ادماج الحكومات العربية خطة التنمية المستدامة ضمن عمليات التخطيط والسياسات والاستراتيجيات الوطنية.

وأضافت أنه حرصاً من الأمانة العامة للجامعة العربية على متابعة تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 صدر قرار من المجلس الاقتصادي والاجتماعي بإنشاء اللجنة العربية لمتابعة تنفيذ اهداف التنمية المستدامة 2030 في المنطقة العربية. وقامت هذه اللجنة باعتماد الإطار الاسترشادى العربي لدعم تنفيذ اهداف خطة التنمية المستدامة 2030 لوضع رؤية عربية موحدة بشأن الأولويات والتحديات وآليات التنفيذ.

وتابعت: "وبما أن العلم وتشجيع الابتكار والتكنولوجيا ( الهدف 9 من اهداف التنمية المستدامة 2030) هو المحرك الرئيسي لدعم تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 ،فقد أُنشئت الشبكة العربية للعلوم والتكنولوجيا من اجل التنمية المستدامة، والتي تتبناها اللجنة العربية لمتابعة تنفيذ اهداف التنمية المستدامة 2030 والتي تشرفت إدارة الملكية الفكرية بالمشاركة في صياغة بنودها وتضمين بند الملكية الفكرية والابتكار بها".

ووجهت "بخيت" الشكر للمنظمة العالمية للملكية الفكرية على مجهوداتها والدعم الفني المستمر الذي تقدمه للمنطقة العربية، وخاصة في ظل العهد الجديد الذي تشهده المنظمة بعد تولي دارين تانغ منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية والذي سيشهد عهده رؤى وتوجهات جديدة لتعزيز وجود الملكية الفكرية في الحياه اليومية للشعوب. وأكدت حرص الجامعة العربية على استمرار التعاون البناء والمثمر مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية منذ توقيع مذكرة التفاهم بين الجانبين عام 2000 والتي أرست قواعد التعاون والعمل المشترك مع الوايبو بما يحقق مصالح المنطقة العربية في موضوع الملكية الفكرية وذلك بالتنسيق والتعاون مع الجميع،مشيرة إلى أنه تم في عام 2018 تحديث مذكرة التفاهم لتصبح اكثر شمولية لمجالات متعددة في مجال الملكية الفكرية لتتوافق مع متطلبات المرحلة الحالية، وقام بتوقيعها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط والمدير العام السابق للمنظمة العالمية للملكية الفكرية الدكتور فرانسيس غيرى.

كما أكدت أن المنطقة العربية جنت ثمار هذا التعاون الناجح والشراكة الذكية وتمثل ذلك في بناء القدرات والمساعدات الفنية التي ارتقت بأداء جميع مكاتب الملكية الفكرية في المنطقة العربية والتزام الحكومات العربية بالوصول إلى نظام فعال ومتوازن للملكية الفكرية في دولهم.

وأشارت إلى أنه جرى إنشاء اللجنة الفنية للملكية الفكرية بموجب قرار وزاري من المجلس الاقتصادي والاجتماعي وهي لجنة دائمة تعقد اجتماعاتها بشكل سنوي بهدف وضع قواعد للتعاون بين الدول العربية في مجال الملكية الفكرية، وتم التوافق على أن يكون أحد مهام هذه اللجنة تنسيق الموقف العربي للاستفادة من البعد التنموي للملكية الفكرية خاصة في إطار لجنة التنمية بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية.

وتضمن جدول أعمال الاجتماع عدة محاور أهمها استعراض جهود جامعة الدول العربية والمبادرات والاستراتيجيات التي تبنتها من خلال القمم العربية والتنموية والمجالس الوزارية لدعم الابتكار وسُبل تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030، والدعم الذي تقدمه المنظمة العالمية للملكية الفكرية لمراكز التكنولوجيا ودعم الابتكار، وتعزيز الابتكار الأخضر، وكذلك عرض لأهم التجارب الناجحة في مجال الابتكار ومناقشتها وذلك لتبادل الخبرات بين الدول في هذا المجال.

ويأتي الاجتماع في إطار التعاون المستمر بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمنظمة العالمية للملكية الفكرية.