طارق مرسي
روعة تامر حسنى
فى تصرُّف ليس مثل أبطال «نسل الأغراب» الذي غنى مقدمته فى رمضان الماضى أو هؤلاء المطربين الذين يفضلون الإقامة الجبرية فى أبراجهم العاجية العالية بعيدًا عن عشاقهم ومريديهم وبعضهم لا يُصدِّر للجمهور إلا أزماته الشخصية.
المطرب «تامر حسنى» كسر كل ذلك وتلك هذه القواعد فى لمسة إنسانية تضاف لرصيد كتالوجه الغنائى وتضاعف فى الوقت نفسه جمهوره، عندما استجاب الأسبوع الماضى لنداء صفحة فى فيس بوك تحمل اسم «نحن نجعل الحلم حقيقة» we make dreams true تُصدر طاقة إيجابية إلى متابعيها طلبت منه بعد الوصول إليه تلبية دعوة فتاة صغيرة تعانى من إصابة خطيرة ووسط آلامها وأحزانها طلبت لقاء المطرب الشاب وتحقيق حلم رؤيته وعلى طريقة الأفلام الكلاسيكية القديمة وكما يبدو فى الفيديو المنشور بسيناريو مفاجئ للفتاة تحققت رغبتها وعن كم المشاعر والانفعالات الإنسانية النبيلة التي لا تُعدّ ولا تُحصى من المشاهد فحدث ولاحرج.
صفحة تحقيق الأحلام كتبت:
(ندى 15 سنة بتتعالج من ورم سرطانى فى ايدها وإن شاء الله تتعافى من المرض. ندى بتحب تغنى وبتعشق تامر حسنى وكان حلمها أنها تشوفه وتسمعه صوتها. تواصلنا مع الفنان الجميل تامر حسنى واستجاب بسرعة ورحب جدا بأنه يساعدنا على تحقيق حلم ندى الكبير جدا بالنسبة ليها.
تامر دعانا فى بيته عشان نسجل فى الاستوديو الخاص بتاعه دويتو مع ندى واتفقنا إننا نعمل اللقاء ده مفاجأة لندى اللى كانت فاكرة أننا رايحين ستوديو صوت فى الأول عشان تتمرن فيه قبل ما تقابل نجمها المفضل.
شكرًا جدًا للنجم الجميل وصاحب القلب الحلو تامر حسنى على استضافته لينا وتحقيق الحلم فى خلال أيام معدودة من طلبها). ونشرت نفس الصفحة فيديو رائع يسجل تفاصيل اللقاء النبيل.
تامر لم يكتف بمجرد اللقاء بل فى الفيديو المنشور شاركها بالغناء فى دويتو إنسانى بامتياز وسط سعادة لا توصف من والدة الفتاة الصغيرة وأعضاء الصفحة التي لو تعلمون نبيلة فى أهدافها.
لقاء «تامر» و«ندى» لاقى استجابات جميلة فى الوسط الفنى قبل الجمهور وسارع الشاعر الكبير «أيمن بهجت قمر» وهو أكثر أبناء جيله تنوعًا وإبداعًا بتوجيه الشكر لـ «تامر» وكتب بالحرف الواحد: «برافو تامر إنت كل يوم بتعلى فى نظرى أكتر من اليوم اللى قبله» الذي شهد سيلًا من التعليقات الجميلة تشيد بموقف تامر واستجابته النبيلة مع نشر فيديو اللقاء الإنسانى والذي تأكد فيه أيضا روعة صوت الفتاة المريضة (ندى).
تامر حسنى الملقب بمطرب الجيل وهو لقب يستحقه بامتياز لأنه أكثر أبناء الجيل إنتاجًا وتنوعًا ويتميز باحتفاظه بالسمات الشرقية فى صوته وأعماله الى جانب تميُّزه بامتلاكه موهبة التلحين ورغم ذلك لا يخرج لجمهوره فقط بما صنعت يديه بل يتعاون مع أبناء جيله ولا يتأخر عن تقديم الدعم لمستحقيه؛ سواء من المطربين الجدد أو من يجد فيه الموهبة وتضاف إلى هذه السمات، إنه أكثر المطربين تواضعًا ورجولة لا يتأخر عن المواقف الإنسانية سواء داخل الوسط الغنائى أو خارجه (راجعوا):عندما ساهم فى محنة المطرب والملحن القدير طارق فؤاد عندما هاجمت الآلام حنجرته وتطلب المرض علاجه بالخارج وتكفل تامر بمصروفات علاجه ولم يكتف بهذا بل قرر الاستعانة بألحان طارق فؤاد وتقديمها بصوته واعتبرها إضافة لمشواره الغنائى.
«من صلب بعض على الورق وفروعنا من طريقين
والود فى قلوبنا انحرق عدى السلف والدين
صدق إلى قال إن الزمن لو تأمنه ينهيك
نسلك يا آدم من زمن فيه الخسيس والزين
دبحوا الأصول لأجل الوصول دول كدابين ذفة
كتر السواد وعمى العباد خلى القلوب جفة
عجبى على إللى عماه غروره عايش سنين خراب»
كلمات بديعة ولحن عظيم قدّمه تامر حسنى فى رمضان الماضى فى تيتر مسلسل «نسل الأغراب» الذي ألفته بمهارة سارة سعيد ولحنه باقتدار هيثم نبيل ووزعه فهد ومرحت فيه إمكانياته الكبيرة وحسه العالى ورغم أنه كان ضحية الإعلانات فإنه من أروع التيترات الغنائية الدرامية فى 2021 أداءً وصدقًا ويضاف إلى حالة الصدق الفنى الذي يعيشه تامر وأيضًا الصدق الإنسانى النبيل البعيد عن نسل الأغراب.
من مجلة روزاليوسف