عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
قائد أم مدير؟

قائد أم مدير؟

’’طريقتي أو لن يتم التنفيذ‘‘ هكذا تحدث المدير بنبرة حادة لأحد المرؤوسين في الشركة الكبيرة، ورغم أن الأخير ظل يشرح ويفند وجهة نظره موضحًا أنها ستختصر الوقت والمجهود، رفض المدير وظل يهدد ويهمهم وبقبضة حاسمة على مكتبه أنهي الحوار. خرج الرجل محبط من مكتبه فقد باءت كل محاولاته لتعديل مخطط العمل بالفشل. 



ولعله ليس هو الشخص المحبط الوحيد في عمله، فهناك غيره أرادوا أن يبدعوا ويبتكروا فصدمهم الواقع وذبح حماسهم، فتثبطت هممهم وتحول مكان الإنجاز لروتين يومي متكرر. وكان السبب الأساسي هو الإدارة. فالمدير هو من يقود قطار العمل إما لمحطات متعاقبة من الإنتاج أو نحو طريق مسدود.  

 

إن عملية شد الخيوط في عالم الأعمال، أو قيادة الآخرين نحو مصلحة المؤسسة عملية  تتطلب مهارة وتدريب كبير. ونظرًا لتنوع اللاعبين داخل مسرح الحياة هناك من يؤثرون ومن يتأثرون. المؤثرون هم من يشدون خيوط الآخرين عن حنكة وذكاء لقيادتهم نحو السياق المطلوب وبما يتناسب مع مصلحة الجماعة. فقيادة جماعة ما لتحمل هدف واحد ورؤية واحدة ليست بالعملية الهينة. ولكن إن وُجدت أنجحت أي مؤسسة. ولكن لو كان المؤثرون غير ماهرين في شد الخيوط المحركة للطاقات والهمم ستواجه المؤسسة صراعات داخلية تُنهك العاملين بها وتحول أنظارهم عن الهدف الأساسي من وجودهم داخلها وهو العمل إلى الصراعات مع الأشخاص والقيل والقال والعائد المادي القليل. 

 

وبينما تنفق بعض المؤسسات الكثير من أموالها لتدريب وتحسين أداء موظفيها تمهيدًا لشد خيوط الحماسة والاتقان، تقف الكثير من المؤسسات صريعة لعمليات شد وجذب خيوط التفاهم بين أفرادها، بما يذيب حبال الود ويخلق جو مسمم غير صالح للإنجاز.

 

بالطبع لا يمكننا أن نتهم الإدارة على طول الخط قد يكون السبب هو الأفراد، فالمسؤولية مشتركة. وعدم قبول المرؤوسين بإتمام أعمال محددة قد يقود الإدارة للتعامل بسلطوية. وبالعكس قد يقود تعامل الإدارة بسلطوية إلى التمرد على الأدوار والمسؤوليات من جانب المرؤوسين.

 

في عالم الأعمال، يوجد نمطان يقوما بشد خيوط المرؤوسين ويدفعونهم للعمل والانجاز، النمط الأول هو المدير والثاني هو القائد. بالطبع ليس شرطًا أن يكون القائد في موضع رسمي للمسؤولية كالمدير. ولكن ما أروع أن يكون المدير قائد لأنه سيتحرك على مسرح الأحداث بشكل صحيح وفي انسجام مع الآخرين بما يقود لنجاح المؤسسة. 

 

والمدير منصب له سلطة قانونية يمارس بها عمله بسبب موقعه، بينما القائد هو الشخص الذي يملك القدرة في التأثير على الآخرين وليس شرطًا أن يكون على رأس الجهاز الإداري. وبينما يهتم المدير بالأداء والإنجاز دون الرجوع للمرؤوسين وسماع مقترحاتهم يهتم القائد بتطوير الأشخاص وايجاد أفكار توافقيه باعتبارهم رأس المال الحقيقي لأي منظمة مستمدًا سلطته من سماته الشخصية وعلاقاته بهم. 

 

وإذا كان المدير يخطط منفردًا لصنع القرار في نمط اتصال أحادي من أعلى لأسفل مبلغًا المرؤوسين بالتعليمات ومقدما مجموعة مهام محددة دون أن يترك للأفراد حرية اختيار ما يفضلون انجازه، يخطط القائد على المستوى الاستراتيجي من أجل أهداف مستقبلية طويلة المدى تاركًا للمرؤوسين الفرصة لاختيار مهامهم في نمط اتصال ثنائي متبادل بينه وبين المرؤوسين لمعرفة ردود أفعالهم معتمدًا على التفويض أحيانًا كثيرة لتمكين المرؤوسين من المشاركة في صنع القرار. 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز