أيمن عبد المجيد
عام جديد.. ومازال قتال "كورونا" مستمرًا
كل عام وحضراتكم وأسركم بخير وسعادة.. كان عام 2020، به الكثير من اللحظات الجميلة، رغم ما حمله للإنسانية من آلام.
شاء الله أن يضع الإنسانية جمعاء، في اختبار لم يُسبق له مثيل، فلم تواجه البشرية من قبل جائحة، تهددها بالفناء، كما فعل فيروس "كورونا" المستجد، "كوفيد 19".
لم يسبق لمن يعيشون على الكوكب الأخضر، الآن، أن عاصروا تحديًا، يدفع الواحد منهم أن يتجنب الاقتراب من الآخر، يخشى مصافحة الآخرين، يعزل نفسه حتى عن أهل بيته، إذا ما شعر بأعراض نزلة برد عادية، فما أكثرها الإجراءات الاحترازية التي اضطررنا إليها في الأشهر الماضية.
ولنأخذ من الجائحة جانبها المضيء، فلقد ذكرتنا جميعًا أن فوق كل ذي علم عليم، وذكرتنا أن العالم الذي يتقاتل ويتنازع يمكن أن يكون جميعه في مواجهة عدو خفي، وما أضعف هذا العالم، عندما يواجه "فيروس" أقل من أن تراه العين المجردة.
والأهم أن نُدرك نعم الله علينا، تلك التي لم نكن نُدرك أهميتها، نعم أن تلتقي أحباءك وأن تزور المرضى، وأن تصافح من تحب، نعم جعلت المريض معزولًا بلا زوار، والمشاعر جافة نتبادلها عن بُعد.
لنستقبل العام الجديد، بطاقة حب، وإخلاص، نطهر قلوبنا من الضغائن، ونتجاوز عن الصغائر، نحب الخير لبعضنا البعض، فلا نعلم من منا مفارق، وقد لا يسعفنا الوقت لتضميد جراحات الصراعات الوهمية.
بالعلم والعمل نبني دولتنا، بالعلم نواجه تحديات المستقبل، الرسالة التي جاء بها فيروس "كورونا" للعالم، أوقفوا القتال فيما بينكم، واستعدوا لعدوكم الحقيقي، الفقر والجهل والمرض.
تلك الأموال التي تُنفق لتطوير الأسلحة لسفك الدماء، أولى بها البحث العلمي، وتلك القذائف التي تدمر وتحرق في ساحات القتال، ثمنها كان يمكن أن ينمي ويُعمر.
لكن هيهات أن يصغي المعنيون بإشعال الحروب والدمار، السمع، شياطينهم توسوس لهم بأن يستغلوا الأزمة، لتحقيق أرباح تفوق ما يحققونه من السلاح والحروب.
ويبقي الأمل في عام قادم أفضل، وعالم أكثر أمنًا وسلامًا، وطمأنينة.
عامكم سعيد.. يحقق الله فيه أمنياتكم وأحلامكم.