عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
خطة «تمكين الإخوان» بالصحف القومية

الصحافة الورقية قضيتى.. لماذا 8

خطة «تمكين الإخوان» بالصحف القومية

مَرّ عامٌ ونصفُ العام على رؤساء تحرير «عمرو عزت سلامة» لينقَضّ عليهم مجلس شورَى الإخوان..



 

عندما أعلن اختياره للجُدُد فى أغسطس 2012، من خلال قصة بوهيمية أطلق عليها مُسَمّى (لجنة الاختيار والتقييم)، شُكّلت من 14 عضوًا لتيارات مختلفة لا ينتمون للمجلس، لكن المفارَقة فى مَن ترأسَّهم وهو المهندس «فتحى شهاب الدين» الإخوانى رئيس لجنة الإعلام والثقافة بالشّورَى، الذي قام بتمثيل دوره باقتدار عندما ترَك شيوخ المهنة الذين كانوا أعضاءً باللجنة، مثل «صلاح منتصر ورجائى الميرغنى» وغيرهم؛ بوضع معايير يتم على أساسها الاختيارُ للمتقدّمين للترشّح على منصب رئيس تحرير، التي كانت عبارة عن (السيرة الذاتية- أرشيف بالأعمال الصحفية المميزة- تقديم خطة تطوير للإصدار)، وحدّد لكل ملف درجات يجتازها المرشحُ ليصل لمصفاة الاختيار الأخيرة لتتولى الأجهزة الرقابية بَعد ذلك القيام بالتأكد من الذّمّة المالية وسير السلوك.

 

كانت المعاييرُ بالفعل مِثالًا جيدًا ويحتذَى به؛ خصوصًا أنها خضعت لعدّة مَراحل لفلترة أوراق المتقدّمين الذين بلغ عددُهم 233 مرشحًا على 54 إصدارًا قوميّا؛ ليأتى التحكيمُ ورصد الدرجات؛ حيث المفروض أن تكون المعيار النهائى للاختيار، هذه اللافتة التي لوَّحَ بها الإخوانُ أمامَ المجتمع منوّهين عن مدَى شفافيتهم؛ ليتوارَى هذا وتظهر تُقيَتهم الفَجّة لكشف أكاذيبهم، التي لم تهدأ يومًا منذ نشأتهم.. طبعًا هذه اللجنة كانت عبارة عن ذَرّ رَماد فى أعين الوسط الصحفى وكرفان لحياكة خطة (تمكين إخوانى) هو الأول من نوعه فى تاريخ الصحافة المصرية.

 

كشف الأستاذ «صلاح منتصر» المخطَّطَ فانسحب، فى حين فضّل البعضُ الاستمرارَ لعلهم يفلحون فى حماية تحكيمهم الذي نُفّذ بكل نزاهة من طرفهم، واستكملت (تُقيَة التمكين) بتدخُّل من نقيب الصحفيين وقتذاك الإخوانى «ممدوح الولى»؛ ليُرسل لمجلس الشّورَى خطابًا يطلب التأجيل فى إعلان أسماء مَن وقَع عليهم الاختيارُ؛ لأن النقابة تريد أن تُغَير بعضَ المعايير، وقد قام «الولى» بهذا الفعل من أجل تهدئة الوسط الصحفى بَعد تسريب أفعال الشّورَى وتدخُّلها فى عمل اللجنة، وأكملت التمثيلية الهزلية بأن يرد الإخوانى «شهاب الدين» على الإخوانى «الولى» برفض طلب النقابة؛ لأنه ليس من حقّها الاعتراض على اختصاص الشّورَى.

 

والحقيقة كانت هناك لجنة (ظِلّ) إخوانية مكونة من «صلاح عبدالمقصود- ممدوح الولى- قطب العربى» وآخرين، تقوم بالاختيار بمعزل عن اللجنة المعلنة من قبَل الشّورَى، علاوة على وسَاطات من شخصيات فى حكومة الإخوان على رأسهم «هشام قنديل»؛ للتوسُّط لشَغل صحفيين للمنصب، وعليه صارت اختياراتُ اللجنة المعلنة فى خبر كان، ووضعت اختيارات مَبنيّة على حيثيات ضَمان التبعية والولاء للإخوان، واستبعاد كل من قام بنقد أو كشف ألاعيب الجماعة من قبل 2011 وبَعدها، وكان هؤلاء الصحفيون قد تقدّموا للجنة الحيادية المعلنة من واقع أحقيتهم، وأغلبهم كان يعلم أنه مرفوض إخوانيّا ولكنه أراد فَضْح الجماعة، وقد قمتُ أنا أيضًا بهذا وأعلنتُ اعتصامًا بمكتب «الولى» فى النقابة وعمل مُداخلات فى الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرَى؛ لأعلن كذبهم عن الحيادية والشفافية المزعومة.

 

لم يكن كل مَن وقَع عليهم الاختيار إخوان تنظيميين؛ ولكن أصحاب هوَى إخوانى أو متعاطفين وأصدقاء «الولى» من المحررين الاقتصاديين، وقد بَذل من أجلهم مجهودًا مضنيّا؛ لأن درجات تقييمهم لم ترقَ لاختيارهم، مما أوقع «الولى» فى مأزق كشف أمره ومحسوبيّته للمُقرّبين منه والذي يرى أنه ذو تأثير عليهم فى تنفيذ ما يطلب، وربما مَن كان متحررًا نوعًا ما من هذا الفخ الإخوانى هم أصحاب الوساطات الذين قفزوا سريعًا من قطار الهوَى الإخوانى؛ ليلحقوا بفترة تمهيد الشعب لـ 30 يونيو والذي بدا واضحًا منذ اختطاف الجنود السَّبع مع بداية عام 2013، وتجلى الغضبُ فى شهرَى مارس وأبريل ليتم إعلانه فى يونيو ويتوَّج فى 3 يوليو.

 

من هنا كان قلة من رؤساء تحرير (شورَى الإخوان) هم الذين انضموا إلى صفوف الشعب، فى حين الأغلبية ظلت مراقبة للموقف لمن سيكون الغلبة الشعب والجيش أمْ الإخوان، وللأسف البعض منهم كان يرفض نشر أى كلمة عن الجماعة مُنَفّذًا لتعليمات مَن جلبَه للمنصب «الولى أو عبدالمقصود» اللذين طلبا منهم عدم السماح بنشر أى شىء عن فساد وألاعيب الجماعة أو ينتقدهم، ورُغْمَ أن الإخوان ظلوا عامًا واحدًا فى الحُكم ثم لفظهم الشعب؛ فإن رؤساء تحريرهم ظلوا عامَيْن كاملَيْن فى أماكنهم من أغسطس 2012 حتى نهاية يوليو 2014 و المؤسَّسَات القوميّة تَئِنّ منهم وأفعالهم، وبعضهم قام بأعمال مًخلة ضد الدولة الوطنية.

 

الأمرُ لم يقف عند رؤساء تحرير (شورَى الإخوان) داخل أروقة الصحف والمجلات وأيضًا الإدارات؛ بل تعدّاه لتمكين الأرباب والأعوان فى مواضع عدّة من مَفاصل المؤسَّسَات التي ضجّت بنوبة صَحَيان للخلايا النائمة التي قامت بنفض العباءة والإعلان الكامل عن أنفسهم دون موارَبة، والغريب فى الأمر أنه بَعد الانتفاضة الشعبية ضد الإخوان وفاعليات ثورة 30 يونيو عادت هذه الخلايا إلى جحورها تستأنف نومَها بفحيح الثعابين مُعلنين حالة الكمُون والانكماش حتى إشعار آخر. 

 

 

 (يُتبَع) 

 

من مجلة روزاليوسف  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز