عاجل
الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نشوى سلامة تكتب: الخروج من الشرنقة

نشوى سلامة
نشوى سلامة

ساعات البني آدم بيبقى موش مصدق نفسه في أمور كتير، انه لسه عايش مثلا، انه بياكل، انه بيشرب، انه بيلبس، إنه قادر يعيش، فبيلجأ لتأكيد الشعور بالذات لناس غيره، تعكس له الإحساس ده، يمشى مثلا ف الشارع، فحد يشوفه، يشاور له، فيفهم انه موجود، مرئي.



 

بيحتاج انه يعمق الشعور ده اكتر، فبيعمل في نفسه- البدع- كما يقال، لمزيد من لفت الانظار، ومزيدا من تأكيد الشعور بالذات، بيفتعل مواقف، بيخلق مشاكل، بالعربي بيعمل دوشة، وأحيانا بيلجأ للكذب الاجتماعي، يعني بيتظاهر بما عليه، ليرى ردة فعل الناس، بس بتصادفه، هنا مشكلة، ان لو محيط البني ادم ده هو نفسه لا يتغير ولا يختلف، فإن وجوده سيصبح كعدمه لانهم سيعتادون عليه وعلى سلوكه، سيلتفتون تارة، وتارة اخرى سينشغلون، أو سيعتادون، أو بالأحرى سيكشفونه، وهنا سيفقد هذا الكائن قدرته على ممارساته لتأكيد ذاته والاحساس بها، وينتهي، لا يموت ولكن يخبو بريقه الرائف.

 

كذلك تكن الطفرات الاجتماعية التي تظهر على مجتمعاتنا، فلا تلبث ان تختفي بسرعة، لانها غير مرغوبة، غير حقيقية، لن تستطيع ان تصمد طويلا، لن تستطيع أن تفرض نفسها لتبقى، فالجراثيم مثلا، لها فترة حياة، وتتطور في شكلها وحجمها ثم تنتهى، ولكن بعد أن تحدث تأثيرًا، أحيانًا مفيدًا لأننا نكون مناعة، والمناعة هنا هي الخبرة بالشخوص كي لا نكن عُرضة سهلة مرة أخرى لأمثالهم، وأحيانًا تأثيرًا ضارًا لأن وجود تلك الشخصيات في حياتنا ترهقنا تصرفاتهم، تسلبنا من الطاقة ما يجعلنا كحبيسي الشرانق، لا نقوى على الخروج من خيوطهم المتشابكة الا اذا كسرناهم، ولذا علينا الاسراع بإنقاذ أنفسنا.

 

وفي كتب العلاج النفسي هناك مقولة مشهورة تقول مفادها قتل كسر الشرانق، وهذا ما أقصد به كسرهم، فإذا كان هؤلاء الذين يسلبونك طاقة روحك بشرنقة مزاجيتهم عليك، فلا عليك الا ان تكسرها وتخرج وتنجو بحالك، اترك أشخاصا مزيفين وارحل بعيدا، استغنَ عمن يتعب نفسيتك ويجعلك حائرًا من أحوالهم، حتى يسقط جسدك متعبا، وحين تقوى مرة أخرى وتستعيد نفسك ستجد أنك حر وقوى، غير مُتعب، لا انكسار في نفسك، وأنك أخيرًا استطعت أن تخرج من الشرنقة.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز