توقعات صندوق النقد الدولي للاقتصاديات العالمية وتداعياتها علي أسعار "الذهب"
عادل عبدالمحسن
سادت حالة من التفاؤل لدى خبراء صندوق النقد الدولي بشأن وضع الاقتصاد في 2020، ولكن المستقبل البعيد ما زال مثيرًا للمخاوف. ولهذا، يتوقع الصندوق ارتفاع مؤشر السلع النفيسة.
وفي تقرير الملامح المستقبلية لشهر أكتوبر من صندوق النقد الدولي للاقتصاد العالمي، كانت الرسالة الأساسية توقع تباطؤ الانكماش في 2020، ولكن في 2021 التعافي سيكون أبطأ. والاقتصاد العالمي متوقع له الانخفاض بـ 4.4% هذا العام، والارتفاع بنسبة 5.2% في العام المقبل، مقابل التوقعات السابقة في شهر يونيو بـ -5.2%، و5.4%.
الأسواقالناشئة
وزاد وضع الدول الناشئة سوءًا، فيما عدا الصين، مع تراجع الاقتصاد بأكثر من المتوقع في 2020. وبالتالي، عكس الوباء مسار التعافي الذي بدأ في تسعينيات القرن الماضي فيما يخص الفقر العالمي.
وفيما يخص الاقتصاد الأمريكي من المتوقع التراجع بـ 4.3%، وينمو بـ 3.1% العام المقبل، مقارنة بالتوقعات السابقة بـ -8%، وارتفاع بـ 4.5% العام المقبل. ولكن السبب الرئيسي للاحتفالات محدود، مع ضعف التعافي.
ويري صندوق النقد الدولي أن الدين العالمي يتزايد ويثقل كاهل الاقتصاد العالمي، بما فيه اقتصاد الولايات المتحدة.
ولكن وفق صندوق النقد الدين العام المتضخم ليس المشكلة الوحيدة التي تعترض مسار الشركات الأمريكية. فخلال أزمة فيروس كورونا، أخذت الشركات مستويات دين مرتفعة ربما أعلى من قدرتها على السداد، ومع خفوت التعافي العام المقبل، تظل تلك المشكلات بلا حل.
إلى الآن، سياسات الدعم والتحفيز وشراء السندات من الفيدرالي هي ما يقف بين الشركات وبين الإفلاس.
ويقول الخبراء الاقتصاديون من البنك الدولي للتسويات إن الافلاسات في الدول المتقدمة (SE:2330) ربما ترتفع عمّا كانت عليه في 2019، بنسبة 20% خلال 2021.
تداعياتهذاعلىالذهب
ماذا تعني تلك التوقعات بالنسبة لسوق الذهب؟ إذن، على المدى القريب، تحسن مستقبل الاقتصاد الأمريكي يضر بالمعدن الثمين. ولكن مع تباطؤ التعافي في 2021 وما بعدها تزيد إيجابية الذهب. فالاقتصاد العالمي يلزمه وقت أطول للتعافي لمستويات ما قبل فيروس كورونا. بعبارة أخرى، مع استمرار عدم اليقين، يستمر الدعم للذهب.
ويتوقع الصندوق ارتفاع مؤشر المعادن الثمينة بـ 28.4% في 2020، ويرتفع بـ 10.4% في 2021، وسط زيادة مخاطرة السياسات الحمائمية.
ومع زيادة حالات فيروس كورونا، يزيد تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، وتدفع الانتخابات الأمريكية الذهب فوق 1,900 دولار للأوقية.
والأهم هنا هو معاودة الذهب الصعود فوق 1,900 دولار للأوقية، رغم التوتر المحيط بحزمة التحفيز الأمريكية، بما يسبب هبوط إس آند بي 500. يفصل الذهب نفسه عن سوق الأسهم، بما سيزيد دوره كملاذ آمن.
ولكن، ربما يحوم الذهب فقط حول 1,900، وسط حاجته لمحفز جديد. ولكن تظل الانتخابات الأمريكية المجهور الأكبر، بلا مخاطرة تناظره. وما زلنا ننتظر.