![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
13 أكتوبر .. تسليم العلم الإسرائيلي شرط قبول استسلام قوات الاحتلال
![ضابط إسرائيلي يسلم علم بلاده إلي الرائد زغلول فتحي](/UserFiles/News/2020/10/13/773911.jpg?201013135800)
عادل عبدالمحسن
13 أكتوبر 1973، يوم حفرت فيه كتيبة صاعقة مصرية، فصلًا من فصول بطولتها بأحرف من ذهب في قلب حجر صوان لا يمحوه الزمن، عندما أشترط الرائد زغلول محمد فتحي قائد الكتيبة 43 صاعقة، ضمن تشكيل المجموعة 127 صاعقة، التي كان يقودها العقيد فؤاد بسيوني في نطاق الجيش الثالث الميداني، خلال حرب أكتوبر المجيدة، بأن يكون استسلام القوة الإسرائيلية في حصن لسان بور توفيق، بتسليم العلم الإسرائيلي.
كان اللواء عبد المنعم واصل إبان حرب السادس من أكتوبر عام 1973م قد وضع خطة مبنية على عدم الاستيلاء على حصن لسان بور توفيق، في اليومين الأول، والثاني للقتال والاكتفاء بمحاصرته بواسطة الكتيبة 43 صاعقة التي كان يقودها البطل الرائد آنذاك زغلول فتحي، لأنه كان يريد منع الدبابات الثماني الموجودة كاحتياطي تكتيكي له من الاشتباك مع قوات المشاة، التي ستعبر قناة السويس، وبالتالي إعاقتها عن إتمام مهمة العبور بنجاح.
وأعطى أوامره بعدم استهداف الموقع ضمن المواقع، التي ستقصفها المدفعية المصرية بعد نجاح الضربة الجوية بعد ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1973م كي تلوذ هذه الدبابات بالموقع مع أول طلقة مدفعية، وهنا تحقق المطلوب منها بعدم الاشتباك مع القوات، التي تقوم بعملية العبور.
أصدر قائد الجيش الثالث، أوامره إلى الرائد فتحي زغلول بأن الموعد المحدد لمهمة كتيبته في الإغارة على حصن لسان بور توفيق في الساعة الخامسة مساء يوم 6 أكتوبر عام 1973م ومهاجمة الموقع بالمواجهة، والذي أصبح به 11 دبابة بدلا من 3 دبابات، وبدأت قواتنا الهجوم، من خلال العبور بمجموعة من أقصى يمين الحصن ومجموعتين من أقصى يساره، وذلك لمنع قوات العدو المتمركزة داخل الحصن من الخروج منه من اتجاه سيناء و3 مجموعات من المواجهة، وكانت مهمة هذه المجموعات الثلاث تمثل المجهود الرئيسي لقواتنا، وعلى الرغم من نيران العدو الكثيفة، تمكنت هذه المجموعات من الوصول إلى الساتر الترابي والاستيلاء عليه وإصابة دبابتين للعدو، كما قامت بعمل كمائن مهمتها قطع الطرق خارج وداخل منطقة لسان بور توفيق ورص حقلين للألغام لإعاقة حركة الأفراد والدبابات.
وفي الساعة السادسة والدقيقة الأربعين من مساء يوم 6 أكتوبر عام 1973م، دفعت سرية الصاعقة المخصصة لمهاجمة النقطة القوية الرئيسية من المواجهة، وعلى الرغم من أن النيران المركزة، انهمرت عليها أثناء عبور القناة مما أدى إلى استشهاد قائدها وبعض أفرادها، فقد تمكنت السرية من الوصول إلى الساتر الترابي، ونجحت إحدى فصائلها في مهاجمة، واحتلال الجزء الجنوبي للحصن المنيع وتدمير العدو به.
ومر اليوم الأول من القتال، وجاء اليوم الثاني فقام العدو بشن هجوم مضاد على هذه الفصيلة مرتين إحداهما في أول ضوء والثانية وفي آخر ضوء يوم 7 أكتوبر عام 1973م ولكن المحاولتين باءتا بالفشل الذريع، وظلت الفصيلة متمسكة بموقعها، وحاولت قواتنا استغلال نجاح هذه الفصيلة فتم الدفع بفصيلتين، لتعزيزها وتحت قصف ستر نيراني مركز من الساعة السابعة من مساء يوم 7 أكتوبر عام 1973م وقامت الفصائل الثلاثة بمهاجمة النقطة القوية الرئيسية في الحصن من اتجاه الجنوب ولكنها عجزت عن اقتحامها، فتقرر سحب هذه الفصائل إلى الضفة الغربية لإعادة تجميعها.
وعند منتصف ليلة 7/8 أكتوبر عام 1973م قرر الرائد زغلول فتحي، تنفيذ عملية الهجوم على الحصن مرة أخرى بقوة سرية جديدة كاملة بوحدات دعمها وكانت هذه السرية تعمل كاحتياطي للكتيبة غرب القناة، وقامت هذه السرية بعبور القناة بقواربها في سكون مستغلة ساعات الظلام، ودون أي ستر من نيران المدفعية، وفور وصولها إلى الشاطئ الشرقي للقناة اندفعت لمهاجمة النقطة القوية ولكن نظرا لقوة تحصينها لم تتمكن من اقتحامها فأصدر قائد الكتيبة أوامره بضرب الحصار حول الموقع وعزله تماما عن العالم الخارجي.
وفي يوم 10 أكتوبر عام 1973م حاول اليهود اختراق حصار الحصن عن طريق البحر بواسطة الضفادع البشرية وقوارب برترام، وذلك لإنقاذ القوة الإسرائيلية المحاصرة في الموقع، إلا أنها هربت من كثافة النيران المصرية.
وفي اليوم التالي أقدم العدو على محاولة مستميتة لإنقاذ رجاله المحاصرين بالموقع، من خلال هجمات جوية عنيفة على الكمائن، التي أعدتها الصاعقة المصرية عند مدخل اللسان لإجبارها على التخلي عن مواقعها حتى يمكن له إرسال تعزيزات إلى الموقع أو سحب المحاصرين داخله، ولكن مجموعات الكمائن ظلت متمسكة بمواقعها، رغم ما حاق بها من خسائر وأمام الحصار الحديدي الذي ضربه رجال الكتيبة 43 صاعقة بقيادة الرائد البطل زغلول فتحي أدرك قائد الموقع الإسرائيلي الملازم أول شلومو أردينست والذي تولي قيادته بعد مقتل قائده الأصلي وكان برتبة رائد ولكنه قتل يوم 8 أكتوبر عام 1973م أن موقعه محاصر من جميع الجهات ولكنه لم يكن لديه شك في أن قوات الجيش الإسرائيلي ستأتي لنجدته سريعا وترفع الحصار المصري عنه، ولكن بعد مرور بضعة أيام زاد وضعه حرجا داخل الحصن فقد أخذت الذخيرة في التناقص ونفذت حقن المورفين والأمصال والضمادات والأدوية وراح الجرحى يتلوون من آلامهم.
ووصلت إلى الحصن رسالة لاسلكية من القيادة الجنوبية الإسرائيلية، كان نصها إذا لم نستطيع خلال 24 ساعة إرسال التعزيزات إليكم يمكنكم الاستسلام وفي تمام الساعة الثامنة من مساء يوم 12 أكتوبر عام 1973م تحدث قائد الجيش الثالث الميداني اللواء عبد المنعم واصل إلى الرائد زغلول فتحي وقال له: "أوقف الضرب، الموقع طلب التسليم، وسيأتي إليك مندوب من المخابرات الحربية ليبلغك بترتيبات التسليم.
وفي صباح يوم 13 أكتوبر عام 1973م وصل مندوب الصليب الأحمر الدولي وعبر إلى الموقع الإسرائيلي، وسجل فيه أسماء الموجودين فيه برتبهم واشترط الرائد زغلول فتحي أن يكون استسلام القوة الإسرائيلية بقيادة الضابط الإسرائيلي الملازم أول شلومو أردينست بتسليم العلم الإسرائيلي، إلى قائد الكتيبة المصريةوتمت عملية تحرير حصن لسان بورتوفيق، من الاحتلال الإسرائيلي.