عاجل
الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي

والدة شهيد : ابنى تَربّى مكافحًا وزغردت يوم زفافه لحور العين

الشهيد المجند مصطفي خضر مع والدته
الشهيد المجند مصطفي خضر مع والدته

"ودعته يوم زفافه لحور العين بالزغاريد، وارتديت الملابس البيضاء فى جنازته، فقد نذرت فى حياته أن أرتديها يوم زفافه، لكن قدّر الله له الشهادة".. تقول الحاجة سلوى محمد أحمد على، أمّ الشهيد مجند "مصطفى خضر".



 

وتضيف: "ربيته على الرجولة وتحمُّل المسؤولية، وحُب العمل، والاعتماد على النفس، فكبَر أمام عينى بارّا بأسرته، مكافحًا، يعمل بمجرد أن بات قادرًا على العمل لدعم أسرته والوقوف إلى جوار أخوته، فقد ترك ملذات الدنيا وعاش مكافحًا".

 

تضيف والدة الشهيد: "مصطفى أول فرحتى، أنجبته في ٢ مارس ١٩٩٣، أوليته اهتمامًا كبيرًا منذ صغره، فأدخلته مدارس خاصة، كان متفوقًا يتمنى أن يصبح "صيدلى"، وبدأ يخطط لهذا فحصل على المراكز الأولى فى المرحلتيْن الابتدائية والإعدادية، مما يؤهله للدخول للمرحلة الثانوية العامة، ولكن حدث ما لم يخطر على البال، مرض والدُه العائل الوحيد للأسرة، وقرر الأطباء احتياجه لإجراء عملية "قلب مفتوح"، ولم يتمكن مصطفى من تحقيق حلمه، وصمم أن يلتحق بالتعليم الفنى الصناعي، حتى لا يُحمل الأسرة أعباءَ الثانوية العامة فى ظل احتياج والده للعلاج، وليساعد الأسرة خلال الدراسة".

 

تتذكر والدة الشهيد "التحق بقسم التبريد والتكييف، وبدأ رحلة كفاح معى، فخلال الدراسة عمل فى مهن حُرّة، فعمل بأكثر من صنعة ليوفر دخلًا يساعد أسرته، ثم بدأت رحلة الكفاح الحقيقية لابنى فلذة كبدى والذي لم يستمتع بطفولته مثل باقى الأطفال، كان أمْرًا مُرهِقًا جدّا على طفل فى سنّه أن يتحمل العمل بثلاث وظائف فى وقت واحد، نهارًا فى الاستثمار، وبعد الظهر كان يعمل فى محل شنط، وفى المساء عمل فى تصوير الحفلات، وساعدنى كثيرًا على سداد مصاريف علاج والده".

 

 تضيف أمّ الشهيد: "عندما أتم عامَه التاسع عشر من العمر، قام بتقديم أوراقه للجيش لأداء واجبه الوطني، وفى هذا اليوم التقى بجميع أصدقائه وقالوا له حد يقدم فى الجيش من غير ما يتم استدعاؤه؟! فقال لهم أنا بحب مصر ونفسى أموت شهيدًا، فظلوا يمزحون: "أنت بتتمنى الشهادة، وأنت لسّه أول يوم؟!" وكأن أبواب السماء مفتوحة، فرد عليه صديقه محمد مصطفى :أنا كمان نفسى أموت شهيد.. وسبحان الله محمد استشهد قبل مصطفى فى أحداث سجن بورسعيد أيام ثورة 25 يناير. 

 

وقالت أمّ الشهيد إن قلبها كان مقبوضًا  قبل استشهاده بأسبوعَيْن وشاهدت حلم وفاته، وكان قد قضى 9 أشهُر خدمة كان خلالها نموذجًا للالتزام والقدوة الحَسَنة، وفى الزيارة الأخيرة جمع العائلة وعزمهم على الطعام ووزع علينا كروتًا عليها اسمه وصورته، فضحكنا وقلنا عامل فيها وزير، فضحك وقال "أنا أفضل من الوزير، سأعمل سائقًا".

 

لم يكن مُرتبًا لمصطفى أن يخرج هو فى المأمورية التي استُشهد فيها؛ حيث كان مكلفًا بها مجندٌ آخر من زملائه، لكنه مرِض، فتم تكليف ابنى، فذهب برفقة 5 شهداء آخرين- ظابط وأربعة من زملائه المجندين- لإحضار تعيين الكتيبة، كان هو سائق السيارة، وهم لا يعلمون أنهم على موعد مع القدر العظيم والمكانة العالية من رب العالمين، وفى طريق أبوصوير بالإسماعيلية هجمت عليهم عدة سيارات تقل إرهابيين، واشتبكوا معهم يوم 7 أكتوبر 2013، فاستشهد ابنى، ابن مصر ومحافظة بورسعيد الباسلة.    

 

نقلًا عن الكتاب الذهبي

اقرأ أيضًا

والدة شهيد: ابنى واصل القتال مصابًا.. وعليكم بالصبر لبناء الوطن

الحاجة سعاد: محمد ضحى بروحه من أجل مصر فلا تضيعوها

والدة شهيد: ربيته على الأمانة والصدق وحب الوطن وحباه الله بحدة الذكاء  

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز