عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي

والدة شهيد: ابنى واصل القتال مصابًا.. وعليكم بالصبر لبناء الوطن

والدة الشهيد نقيب محمد عبده مصر ستظل شامخة رغم أنف المغرضين
والدة الشهيد نقيب محمد عبده مصر ستظل شامخة رغم أنف المغرضين

فى عرين الأسود رجالٌ، قاتلوا ببسالة، دفاعًا عن الوطن، "فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ".. هؤلاء صنعتهم أسَرُ أبطال، قبل أن يتخرّجوا فى القوات المسلحة مَصنع الأبطال. أمّهات الشهداء، تحدثن لـ"الكتاب الذهبى"، كيف صَنعن الأبطال، ما هى القيم والمبادئ التي غرسنها فى نفوسهم؛ لتثمرَ وطنية وبطولة وفداءً.. كيف ترى الأمهاتُ تكريمَ الله لأبنائهم بالشهادة، وماذا قُلن لشباب مصر، الذين ضحى من أجلهم أبناؤهن.



 

حكاياتُ الأمهاتِ وذكرياتُ نشأةِ أبنائهن وأمنياتهن، وساعات والأيام ما قبل الشهادة، توحى بأن للشهداء كرامات، فما من أمّ التقيناها إلا وأكدتْ أن ابنها طلبَ الشهادة من الله، ومنهم من طلبَ من أمّه أن تدعو له أن ينولها.

 

الأمّهاتُ لا يَقللنَّ بطولة وفداءً، فقد تحمّلن لوعة القلق، ومرارة الفَقد، محتسبات صابرات، مؤكدات أن مصرَ تستحق تضحية أبنائهن بأرواحهم، بَيْدَ أنهن يُطالبن شبابَ الوطن أن ينتبه إلى أن هناك من ضحّوا بأرواحهم من أجل الوطن وشعبه، فعليهم الحَذر من الشائعات ودعاوى التحريض والتخريب والهدم، طالبن الشباب بأساليب مختلفة مع اتفاقهن فى المضمون بأن يُعمروا مصرَ ويصبروا فى تلك المعركة، فمن أجل بقاء الوطن مرفوع الرأس، من أجل البناء والاستقرار، ضحّى الشهداءُ، فلنحقق لهم ما ضحّوا من أجله.

 

 

"مصرُ ستظل شامخة رُغْمَ أنف المغرضين".. تقول السيدة أمل المغربى، والدة الشهيد نقيب "محمد أحمد عبده"، لم تمنعها آلام الفَقد التي تضاعفت، بفُقدان ابنتها المهندسة "منة" التي لحقت بأخيها الشهيد قبل أيام من موعد زفافها، فقد رأت أخاها الشهيد فى منامها، قبل مرضها، يطلب منها ترك الدنيا للحاق بها فى جنة الخلد. تقول الأم: "حكت ابنتى لى الرؤيا، قبل أن تدخل فى غيبوبة استمرت ثلاثة أيام ثم فاضت روحها إلى بارئها".

 

المقربون لقّبوا أمَّ الشهيد بالخنساء، فهى الصابرة المُحتسبة، الراجية رحمة ربها، المُحبة لوطنها، لم يكن من السهل أن نتحدث إليها فتجتر ذكرياتها، وما يصحب ذلك من ألم الفراق، لكنها تحدثت، فلديها ما ترويه عن تربيتها لابنها الشهيد، وما تريد أن تقوله لشباب مصر لأجل الوطن.

 

تقول: "رزقنى الله بمحمد، طفل جميل، يمتاز بالشقاوة والذكاء، فدخَل المدرسة الابتدائية مبكرًا، كان مُطيعًا رُغم شقاوته، نابغًا متفوقًا فى جميع المراحل التعليمية، فما من عام دراسى فى مرحلة تعليمية إلا وحصل على شهادة تقدير لتفوقه.

 

 تضيف الأم "حصل فى الثانوية العامة على نسبة 94% علمى رياضة، اقترحتُ عليه الالتحاق بكلية الهندسة، لكنه تمسّك بحلمه فباركتُ تقدّمه للالتحاق بالكليات العسكرية، لتمسّكه بحلمه.

 

 وفّقَه الله واجتاز الاختبارات وكان من المقبولين، فى الكلية الحربية، تخرّج عام 2010، والتحق بالمدرعات وكان مُلمّا بتفاصيل الدبابة، قادرًا على صيانتها فى حال أى أعطال، فحقق أمنيتى له بأن يصبح مهندسًا، وكذلك حلمه وحلم والده بأن يصبح ضابطًا".

 

تواصل أمُّ الشهيد: "فور تخرُّجه مباشرةً خدم فى سيناء عامًا ونصف العام، ثم اجتاز اختبارات قوات حفظ السلام، وذهب فى بعثة إلى الكونغو لمدة 11 شهرًا، ثم عاد إلى الخدمة بسلاح المدرعات بالإسماعيلية، لم يخبرنى أنه عاد إلى سيناء، وفى الإجازات كما نتحدّث عن بطولات قواتنا فى سيناء، فيقول ربنا معاهم ولم يخبرنى، رأفةً بى حتى لا يثاورنى القلق عليه.

 

كنتُ أنتظر يومَ عودته على أحَرّ من الجَمر، أعلم مواعيد إجازاته، كان فى ذلك اليوم يفترض أن يأتى فى إجازة قبيل الظهر، تأخر اتصلتُ به فكان هاتفه مغلقًا، بدأ القلق يصيبنى؛ لأفاجأ بابنى "مازن" قام يصرخ ماما ماما أخى استشهد ومواقع التواصل الاجتماعى ناشرة صورته، صرخت واحتسبته عند الله شهيدًا.

 

علمتُ من قادته أنه كان شجاعًا مقدامًا، فقد استطاع فى أربعة أشهُر قضاها فى سيناء بعد نقله من الإسماعيلية أن يصنع مَجدًا، فكان من أبطال الأول من يوليو 2015، واجه الإرهابيين وقتل منهم كثيرين، فى ذلك اليوم الذي شهد هجومًا متزامنًا على الأكمنة فى الشيخ زويد لاحتلالها مبنى حكوميّا لرفع العَلم عليه، لكنه والأبطال أحبطوا المخطط".

 

تقول الأم: "روى لى قائده أنه صلى الفجر فى ذلك اليوم، وجهز حقيبته لنزول إجازته هو وبعض رفاقه، وقبل التحرك جاءت رسالة استغاثة تفيد تعرُّض أكمنة لهجوم إرهابى متزامن، إلا أنه من دون تفكير قرر المشاركة فى قوات الدعم، قال له قائده أنت فى إجازة غير مكلف لكنه أبَى إلا أن يكون بين رفاقة مقاتلًا.

 

وصل لموقع الاشتباكات، فجَّر وحده 20 سيارة دفع رباعى، تناثرت أشلاء التكفيريين، وخلال الاشتباكات أصيب بطلق نارى فى ذراعة، أصر على مواصلة القتال قائلًا: اليوم فرصتنا لنفنى الإرهابيين ونأخذ بحق الشهداء، فظل يقاتل حتى أصيب بشظايا قذيفة آر بي جيه، فنطق الشهادة كما أخبرنى زملاؤه قبل أن يلقى الله شهيدًا فى أرض المعركة".

 

نقلًا عن الكتاب الذهبي

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز