د. عمر علم الدين
سيدة القطار وسلطان القانون
المثل الصيني يقول "إنك لا تنزل النهر مرتين "والقول المأثور "المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين" ولكننا نشمر وننزل النهر مرات ومرات، ونقف على الجحر ونتخيل أن العقرب مات ، وهذا ما أخرنا كثيرا ، ولكننا أصبحنا نرى الدولة تتعلم من موقف لتعالج قضية كبرى، ويجب أن نتعلم أن "كرامة المواطن أسمى من أي إنجاز" ولكن ما حدث فى قضية المجند "المحترم" والكمسري "المفتري" والسيدة صفية أبوالعزم "الأم الشهمة" يلفت الانتباه إلى عدة نقاط :
أولاً: وجوب إعلاء قيمة القانون للجميع وعلى الجميع ، فالكمسري لو طبق القانون على الشاب وعامله باحترام ، ولم يتعمد إهانته لم يكن لأحد أن يدينه أو يتكلم بكلمة واحدة، ولكنه أصبح جابياً يريد الجباية ، ومراجعاً لأفكار الشاب، وايضا يريد أن يخلع الكمامة انتقاما لنفسه أنه لم يتودد له وقوفا وتعاملا.
ثانياً : من يطبق القانون يطبقه كلية لا يؤمن ببعضه وينكر باقيه وفى القانون التذكرة مثل الكمامة بل التذكرة ب٢٢جنيها ومخالفة الكمامة"التي لم يلتزم بها الكمسري " ٤الاف جنيه. فقد خلع الكمسري الكمامة وتجاهل من خلعها وتمسك بالتذكرة.
ثالثاً: مثل موقف السيدة صفية أو سيدة القطار كما أصبحت تلقب تستحق كل الدعم ولا يكفى معها تكريم جهة بعينها ، بل لابد من تكريمها من كل مواطن فمثل هذه المواقف تحيي القيم فى الأمم، فبدلا من أن نسمع عن سلوكيات ومواقف لا تتناسب مع قيمنا نرى ونسمع هذه المواقف القيمة النبيلة من سيدة لشاب استشعرت فيه البنوة فواجهت معه ضربات الزمن، واحترمت وطنيته فى زيه وهو بادلها العطاء بعزة النفس وأصر ودفع لها ما يملك.
رابعاً : موقف الشاب الذي يستحق الثناء فرغم قوته البدنية تعرض للإهانة والتقليل منه والبلطجة اللفظية فصرخ داخليا وملك نفسه خارجيا ،وتحمل بأدب جم وهنا أدركت قيمة توقف اعفاء دفعات كاملة من الخدمة العسكرية و كلمات سمعتها من الرئيس السيسي وهو يقول لدينا فرصة سنويا لتقويم وتعليم ودعم مليون شاب بدخولهم التجنيد وهذه نتيجة رأيناها رؤيا العين . خامساً : التعاطف الشعبي على السوشيال ميديا له دافعه... رفض تكرار الموقف ، حب الناس الفطري للجيش وتعامل الشاب الراقي مع الموقف الصعب، وأيضا الخير فى الناس فقد أحبوا السيدة صفية وهم لم يتعرضوا للموقف أو تدفع لهم؛ ولكنها فعلت ما تمليه الفطرة نهضت وسط الصمت فاطرقت الشجاعة،ودفعت من مالها القليل وقت الخزلان فاطرقت العطاء واحتوت وقت التخلي فاطرقت الرحمة والود.
سادساً: مطلوب تعديل يجعل من يرفض دفع تذكرة او يتعدى على المال العام تحرر له مخالفة تدفع خلال شهر في القسم التابع له وفى حالة عدم الدفع تحول المخالفة للقضاء.
سابعاً:نحتاج جميعا أن نجعل القانون هو السيد فى جميع معاملاتنا فهو الذي ينصف الضابط على سيدة المحكمة المستشارة" وهو الذي ينصف المواطن البسيط على الوزير وبه يشعر الناس بالعدل ومن أجله يدافعون عن أوطانهم بضراوة لأنهم يأخذون حقوقهم فيها بالقانون ويؤثرنى دائما حديث الفقيه القانوني المحب لوطنه حتى النخاع د. محمود كبيش وهو يقول الرئيس السيسي يعمل ليل نهار لينقل بلده لمنطقة أخرى ولديه انجازات لا تحصى ولكن ما يهددها بعض التشريعات والقوانين التي تحتاج إلى تعديل وفهم أعمق في التطبيق.. وهنا أكرر لأمر تظهر بوادره، القانون للجميع وعلى الجميع، ولم يعد أحد الآن في مأمن عن العقاب إن أخطأ حتى لو غفلت عنه عين العدالة حيناً لكنها ستصيبه سهامها عما قريب، ولابد أن ندرك ونرى أننا بالقانون يستطيع كل مواطن أن يأخذ حقه من أي شخص وبهذا لا يمر الموقف دون تعلم ويكون كالسحاب الكثيف إذا سقطت مطرا صفت السماء ولكن غرقت الارض.