عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مرصد الأزهر يرصد مظاهر الاستعلاء في خطاب الجماعات المتطرفة

 



 

  اكد  مرصد الأزهر ان المتابع لحديث المتطرف في خطاباته المكتوبة وفيديوهاته المنثورة عبر الشبكات العنكبوتية، تتجلى له صورٌ متعددةٌ من مظاهر الاستعلاء لدى الجماعات المتطرفة، وفي هذا المقال نتعرف على بعض تلك المظاهر:

 

اضاف ان المتطرفين يستعلون  بإيمانهم، وكأنهم اتخذوا عند الله عهدًا أنهم من المصطفَينَ الأخيار، وقد بدا هذا في الإصدار الأول الذي أعلن فيه زعيم "تنظيم داعش" الإرهابي "أبو بكر البغدادي" عن خلافته المزعومة من خلال عَنونة التنظيم لذلك الإصدار بقولهم: {ولو كَرِه الكافرون}، فمن هذا العنوان تتضح نبرة الاستعلاء الإيماني عندهم؛ حيث حكموا على كل مخالف لهم بالكفر، ثم بدأ تطبيق تلك الصيحة على يد أتباعه، فقد وضعوا العالم كلَّه من غير أتباعهم  بين كافر ومُرتدّ، وكان هدفهم جعل أتباعهم في برج عُلوي تُزينه أحكامهم المغلوطة، أما غيرهم من الناس فلا يستحقون إلا الموت، فالمؤمن عند التنظيم من كان على هواهم ولا يخالفهم مطلقًا، فإذا خالفهم أصبح مرتدًا يستحق القتل وإهدار دمه.

 

 ومما يؤكد على نظرية الاستعلاء بالإيمان لدى الجماعات المتطرفة، ما حدث بين تنظيم "داعش" الإرهابي وغيره من التنظيمات المتطرفة، حين اختلفوا على الزعامة فيما بينهم، فأخذ يُكفّر بعضُهم بعضًا، ويقتل أتباعُ كلِّ زعيمٍ غيرَهم ممن كانوا يحكمون بعلوّ إيمانهم، ولعل أوجه الصراع تلك كانت خير دليل على استعلاء كل فريق بنفسه فقط.

 

 

ولفت إلى أنه كثيرًا ما يحكي المتطرفون عن الجهاد؛ محاولين تنزيل أفعالهم الإجراميّة تحت باب الجهاد ليستتروا خلفه، متفاخرين بذبح الأبرياء ممن لا حول لهم ولا قوة، فالمتابع لحديث تلك التنظيمات الذي يبثّونه للناس يرى أن جلَّها لا تترك مقالًا إلا وتُقحم فيه الحديث عن جهادهم المزعوم، وترفع من شأن مجاهديهم! فتارة يسمونهم "أولياء الله وخاصته"، وتارةً "خواص الله ونوره"، فمنْ يحاربهم أراد أن يطفئ نور الله. لقد وصل حال الاستعلاء بالجهاد الذي لا يوجهون فيه أسلحتهم إلا إلى صدور المسالمين، وصل استعلاؤهم بتلك الأفعال أن أطلقوا سلسلة فيديوهات تحت عنوان "عيد المجاهدين!".

 

 

 

ومن مظاهر الاستعلاء لدى الجماعات المتطرفة، كما اوضح مرصد الأزهر ، استعلاؤهم بالأماكن التي في حوزتهم وتحت سيطرتهم، حيث جعلوا تلك الأماكن دار هجرة! وكتبوا سلسلة مقالات بعنوان "ملمّات الدولة النبويّة الأولى تعيد نفسها في الدولة الإسلاميّة الحديثة" واعتبروا الأماكن التي يسيطرون عليها بمنزلة مدينة النبي صلى الله عليه وسلم التي هاجر إليها المسلمون الأوائل لمّا اضطّرهم أذى قريش إلى أن يتركوا بيوتهم وأموالهم.

 

وشدد المرصد ان هذا  افتراء على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليساووا بين إجرامهم وإفسادهم بذبح وسَفك لدّماء طاهرة، وبين بيئة صالحة قامت على أرضها دعائم الدولة التي تحمل السلام والأمان للدنيا كلها، فمدينة النبي صلى الله عليه وسلم  صَلُح حالها بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم ونزوله فيها، فأين هذا من تلك الصراعات التي وقعت في البقاع التي حكمتموها والتي تفوق في جرمها صراعات الجاهليّة نفسها

 

وقال تقرير مرصد الازهر : إن مرض الكِبر جعل المتطرفين حريصين على تنزيل أنفسهم في مكان غير مكاننا، وزمان غير زماننا؛ فوقعوا في مخالفات شرعيّة كثيرة، وسرقوا مصطلحات خاصة بعصر النبوة ليستتروا خلفها بجرائمهم، ويظهروا إفكهم في صورة حقائق ثابتة. إن مصطلح الغزوات خاص بزمن الرسول – صلى الله عليه وسلم-، أما تنزيلها على إجرامهم فلا يدل إلا على جهلهم وغيابهم عن المنهج الإسلاميّ الصحيح.

 

 

واوضح المرصد  إن التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم "داعش" الإرهابي قد مرَّت بمراحل مختلفة، وفي كل مرحلة نرى مظهرًا من مظاهر الاستعلاء يبدو في حديثهم وأفعالهم. فبعد الاستعلاء بالإيمان الذي كان غاية حديثهم في مرحلة التكوين والبداية، نرى انصباب الحديث نحو الرفع من شأن المقاتلين أتباعهم في مرحلة القتال، وما أن استولوا على بقعة من البقاع أخذوا في تفضيلها على غيرها من بقاع الأرض، ثم بعد انهيار حكمهم الزائف وانتهاء دولتهم المزعومة، يستمرون في النبرة الاستعلائيّة نفسها في حديث التنظيم الآن رافعًا شعارًا جديدًا تحت عنوان "باقية وتتمدّد" فلا هي باقية ولا هي تتمدّد، وسيسقط هذا القناع قريبًا إن شاء الله.

 

 ومن هنا يرى مرصد الأزهر أن دراسة النفسيّة المتطرفة، وسَبر أغوارها، خطوة جادة في محاربة هذا الفكر المتطرف لا ينبغي إهمالها على أهل الاختصاص.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز