عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مجلس التعاون المصري الخليجي

مجلس التعاون المصري الخليجي

يقال إنه لو اجتمع عدد 10  أشخاص من دول الاتحاد الأوروبي لتطلب الأمر عدد 9 مترجمين، لسبب بسيط، وهو أن عدد اللغات الرسمية في دول الاتحاد الأوربي 23 لغة، خلاف اللغات غير الرسمية. في حين أنه لو اجتمع العرب جميعاً في مكان واحد لن يحتاجوا لأي مترجم، وبالرغم من ذلك اتحدت دول أوروبا.



محاولات عديدة للوحدة او التعاون بين عدد من الدول العربية وجميعها أجهضت. ويمكن ان نستثني من ذلك جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي اللذان لم يعلن وفاتهم حتى الأن. سأكون صادق مع نفسي ومعكم ـ النار تحت الهشيم والخلافات بادية للعيان – بالرغم من أن توافر عوامل النجاح فكل العرب يتحدثون لغة واحدة، ويشتركون في تاريخ واحد، وتقريباً يدينون بدين وقبلة واحدة، ويمتلكون موارد متنوعة.

تعددت ظروف وحدة العرب والفشل واحد. لعل أهم أسباب أجهاض محاولات التعاون العربي هو غياب الإرادة السياسية، وتعارض المصالح والأهداف، بالأضافة الى تباين نظم الحكم وتنوعها بين قبلية وملكية وجمهورية، بل وجمهورية بالوراثة ( جملكية )، بالرغم من ان التنوع دائماً يثرى التجارب ولدينا الدليل على ذلك فانظمة الحكم في اوربا متنوعة وبالرغم من ذلك تم الأتحاد الأوربي. فإذا أضفنا الى ذلك تباين الثروات وانقسام العرب الى دول غنية وأخرى فقيرة، وانا أرى ان هذا التنوع يفيد ويثرى تجارب التعاون.

يرجع سعادة السفير جمال بيومي الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب السابق أن اسباب اجهاض محاولات التعاون الى : "هيمنة العاطفة على قراراتنا وتوجهاتنا فبالعاطفة نقرر الوحدة وبالعاطفة نقرر الانفصال، وبالعاطفة نكون أشقاء وبالعاطفة يلعن بعضنا بعضا"، وانا أقول أنه مر على الأمة العربية فترة عندما كان يتباوس بحرارة زعيمين عربيين على سلم الطائرة كان يتم أعلان الأتحاد في اليوم التالي.

ونقلاً بتصرف عن بعض السطور التي كتبها سعادة السفير جمال بيومي، أنه في احدي زياراته للمشاركة في مؤتمر في أبو ظبي. كان رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد أحد المشاركين بكلمة. ووقتها سأله أحد الحضور: أليست تجربة مجلس التعاون لدول الخليج العربية،  تجربة رائدة وعظيمة وناجحة ومشرفة .... الخ . فكان  رد مهاتير محمد وببراءة شديدة: طبعا هي تجربة جيدة ولابد أن تنجح. لكن نجاحها بهذا الحجم هو أشبه بنجاح تجربة معمل. ولكي تثبت نجاحها الكامل لابد من تطبيقها علي حجم أكبر وأوسع .  فتعداد دول الخليج الست لا يتجاوز 30 مليون. وسوف يثبت النجاح اذا انضمت لهم دولة ذات سوق يقترب من المائة مليون مثل مصر.

سأبدأ كلامي من حيث أنتهى سعادة السفير جمال بيومي – وأرى ان كل عوامل نجاح التعاون المصري الخليجي متوفرة، وأنه من الممكن التغلب على عوامل الفشل، ومن أهم عوامل النجاح وجود الرغبة الشعبية في تحقيق هذا التعاون، بالأضافة الى أختلاف الموارد الأقتصادية بين تلك الدول، فإذا أضفنا الى ذلك التحديات والمخاطرالمشتركة التي تواجهها امتنا العربية لتبين لنا أهمية هذا التعاون، كل الأسباب مواتية لنجاح الفكرة لو صدقت النوايا، وتغلبنا على المصالح الشخصية الضيقة.

 ويبقى الأمل.. في أن يتحقق الأمل وان يكون هناك مجلس تعاون مصري خليجي ينضم الية بعد نجاحة دولة السودان الشقيق، ويتبع ذلك أنضمام باقي الدول العربية وبما يحقق المصالح المشتركة للجميع.

 

 خبير اقتصادي

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز