فيروس كورونا والحظر هيآ المناخ للفرز والاختيار
الرابحون في سباق مسلسلات وبرامج دراما «رمضان 2020»
أحمد أحمد
خلقت حالة الحظر وقيد الحركة التي فرضتها ظروف مكافحة فيروس كورونا، مناخًا جيدًا لمُتابعة الدراما الرمضانية المُقدمة في 2020، بشكل مُغاير عما سبقها من أعوام، فيما أثرت الحالة المزاجية "المُتحفزة"، لهؤلاء القابعين داخل منازلهم، في تسليط الضوء بشكل أكبر، على هذا السباق الكبير، الذي يخوض غماره العشرات من نجوم الصف الأول، أو المتمسكين بتلابيبهم من مُدعي البطولة الزائفة.
وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات السوشيال ميديا، في تأجيج هذا الصراع المُشتعل، على لقب الأفضل والأسوأ لهذا العام، بعدما تلقفوها وفرزوها لـ"يسلقوا" السيئ منها بـ"ألسنة حداد"، فيما رفعوا بعض الأعمال والبرامج إلى عنان السماء، بعدما لمسوا جهد صانعيها، واحترامهم عقول المُشاهدين.
وجاءت نتائج استطلاعات رأي المشاهدين، لتكون بمثابة البوصلة التي استرشدت بها "بوابة روزاليوسف"، لتقدم تحليلها الفني للمُشاركين في "المولد الرمضاني السنوي"، الذي يشهد صراعًا محمومًا وشرسًا، للحصول على كعكة الأعلى مُشاهدةً.
“البرنس”.. محمد سامي يتخلص من “عقدة نمبر وان”
نجح المخرج محمد سامي في التخلص من أسر سيطرة النجم محمد رمضان، ليتحرر ويقدم شكلًا دراميًا مُغايرًا لما قدمه خلال الأعوام السابقة، ويبدو أنه انتبه أخيرًا لكذب أسطورة "البطل الأوحد"، الذي يدور في فلكه باقي الممثلين، ليتم تفصيل السيناريو له وحده، بالشكل الذي يُفقد العمل مصداقيته، ويشكل مُناخًا طاردًا للمشاهدين، الذين حفظوا تكنيكه عن ظهر قلب، وهو الخطأ الذي سقط فيه مرارًا وتكرارًا بدايةً مسلسل "الأسطورة" وانتهاءً بـ"ولد الغلابة".
ولم تتوقف مكاسب مسلسل "البرنس"، واستفاقة المخرج صاحب الـ36 عامًا عند هذا الحد، بل إنه زاد في الشعر بيتًا، حينما أفلت يد زوجته "مي عُمر"، لتخوض تجربتها الخاصة مع "الفتوة"، بعيدًا عن مظلته "الشرعية" بمحض إرادته، ورُغم أنها تبدو بادرة إيجابية إلى حد كبير، إلا أنها جاءت مُراهقة وغير مكتملة، حيث حلت الشقيقة "ريم سامي" محل الزوجة، وكما يقول العامة "وكأنك يا أبو زيد ما غزيت".
تفوق محمد سامي في سباق هذا العام لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة توظيف قدرات نجوم العمل بالشكل المناسب، ليُغرد كلً منهم على النحو الأكمل، صانعًا فلكه الخاص الذي يزدان بنوره، ويتنافس الجميع لتقديم مباراة ووجبة فنية دسمة، أتخمت عقول المُشاهدين الذين تعلقت قلوبهم وازداد معدل ضرباتها مع كل مشهد لهم.
وبعيدًا عن اللغط المُثار حول سرقة النص، أو اقتباسه من تيمات سابقه أبرزها "دكان شحاتة"، أو استلهامه من القصص القرآني عبر ملحمة النبي "يوسف" الصديق، وإذا ما تجاوزنا عن بعض القيم السلبية، التي طرحها العمل ككل، جاء تألق عناصر مسلسل البرنس وعلى رأسهم العائد بقوة أحمد زاهر، والنجمة المُتلونة روجينا، ومن خلفهم: القديرة سلوى عثمان، عبد العزيز مخيون، إدوارد، نجلاء بدر، نور، دنيا عبد العزيز، وغيرهم، ليؤكد أن المخرج محمد سامي استوعب الدرس، ليصحح مساره ويضع قدمه على طريق المُخضرمين، من صناع الدراما المصرية لسنوات قادمة.
ملحمة "الاختيار"
احتل مسلسل "الاختيار" مكانة مميزة لا يُنافسه فيها أي عمل آخر، لتسليطه الضوء على تضحيات أبطال قواتنا المُسلحة، الذين يحملون على عاتقهم لواء الدفاع عن هوية المنطقة العربية وأمنها، ويخوضون حربًا لا هوادة فيها ضد شياطين الإنس، ومن عاونهم ومولهم من الخونة والعملاء.
ولمس مسلسل الاختيار شغاف قلوب المصريين، بتناوله الصادق والأمين لحياة هؤلاء الأبطال، الذين يقدمون أرواحهم على طبق من ذهب، في سبيل حماية هذا الوطن، وتطهيره من دنس هؤلاء المخنثين، الذين باعوا ضمائرهم لمن يدفع أكثر.
وقدم الممثل الشاب أحمد العوضي، أفضل أدواره على الإطلاق، في دور الإرهابي "هشام العشماوي"، بغض النظر عن بعض محاولاته اليائسة لرسم ملامح الشخصية، التي حاول كبح جماحها، بانفعالات فاقت الحد المطلوب في بعض الأحيان، لتكون مثار سخرية بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه بالإجمال نجح في سكب المزيد من الزيت على نار كراهية هؤلاء المرتزقة، فيما جاء أداء أمير كرارة خافتًا بعض الشيء، لكن اسم الشهيد أحمد المنسي زاده حُسنًا، وسد هذه الثغرة الفنية لتكتمل الصورة، بتسليط الضوء على المزيد من قصص "شهداء العزة والكرامة" من أبناء قواتنا المسلحة.
“النهاية”.. يوسف الشريف ورهانه الرابح على المستقبل
جاء اختيار الفنان يوسف الشريف لبطولة مسلسل "النهاية" مثاليًا كالمعتاد، ليؤكد أن جعبته ما زالت تحمل المزيد من المفاجآت، ليكسب جولة جديدة من رهان عشاقه ومريديه، والذين اختاروه ليكون قبلتهم الوحيدة، في هذا السوق الدرامي الذي يحفل بما لذ وطاب من مُقبلات ومُشهيات.
ولعل رهان "الشريف" على المُستقبل والنهاية جاء في توقيته الأنسب، في خضم كل هذه التحولات العاصفة، والصراعات والمواءمات التي يحفل بها عالمنا، ليُجيب به عن عدة تساؤلات مهمة، لم تخلُ من إسقاطات سياسية لها دلالتها المقصودة، حملت ردًا بليغًا وموجهًا، ولعل حالة الصخب التي أثارها الكيان الصهيوني، في بيان رسمي لوزارة الخارجية، حمل انتقادًا مباشرًا، واتهاًمًا صريحًا ضد المسلسل، يؤكد مدى براعة صانعيه في توجيه رسائل ضمنية واضحة، بأن الفن المصري لا يزال قادرًا على الإبداع والريادة، وأنه يمثل القوة الناعمة للشخصية والإرادة المصرية.
محاولات للحاق بركب الصدارة
خيانة عهد، بـ100 وش، الفتوة، ونحب تاني ليه، لما كنا صغيرين، ليالينا 80
في مسار موازٍ للثلاثي الأول، الذي اختطف موقعه في صدارة السباق على لقب الأفضل، تحاول 4 مسلسلات أخرى اللحاق بركب المُنتصرين، بعدما أثبتت حضورًا مؤثرًا إلى حد ما، بشهادة الجمهور والنقاد.
وحافظت النجمة القديرة يسرا، على موقعها بثبات بين الكبار بمسلسها "خيانة عهد"، فيما أكدت "نيللي كريم" قدرتها على التلون والتغيير بـ100 وش، لتقدم الجديد من مخزون موهبتها الذي لا ينضب، فيما يأتي "الفتوة" بالنجم ياسر جلال الذي يسعى لكتابة اسمه بين نجوم الدراما المصرية للعام الرابع على التوالي بعد ثلاثيته الناجحة "ظل الرئيس، رحيم، لمس أكتاف" التي قدمها خلال المواسم الثلاثة الماضية.
وقدمت المتألقة ياسمين عبد العزيز، تابلوهًا رقيقًا لعشاق الرومانسية بمسلسل ونحب تاني ليه، فيما دخل "لما كنا صغيرين" الساحة بصراعاته الخاصة بسبب أفيش وبرومو المسلسل، الذي تصدرت فيه الممثلة الشابةريهام حجاجالمشهد على حساب محمود حميدة، وخالد النبوي، وهو ما جذب الأنظار بشدة لهذا العمل، الذي تفوق فيه الثنائي الكبار على نفسيهما، وقدما درسًا جديدًا في فنون الأداء والتجسيد.
فيما يعود بنا النجم "خالد الصاوي" لأجواء الثمانينيات مرة أخرى، رفقة غادة عادل وإياد نصار في ليالينا 80، ليقدما سويًا وجبة دسمة من الأداء الدرامي الراقي، الذي يُعد بمثابة "التحلية"، بعد تناول وجبة فنية دسمة.
للعام الثالث على التوالي يواصل الشاب الإماراتي "غيث"، تقديم رسالته السامية عبر برنامجه قلبي اطمأن، التي تسعى لتسليط الضوء على النماذج المُشرفة، ومد يد العون لكل محتاج بغض النظر عن لونه أو هويته أو معتقداته الدينية، رافعًا شعارًا جامعًا ومانعًا لكل معاني الخير "بسم الله نبدأ فرحة جديدة" و"الناس للناس"، وياله من معنى ويالها من رسالة محترمة، فرضت نفسها بقوة دون الحاجة لدعاية براقة خادعة، وبعيدًا عن طبول المُدعين والباحثين عن الأضواء، ورغم حالة الجدل التي أثارتها الحلقة الثانية والعشرون، التي ظهر فيها أحد الفنانين المعروفين وهو يتلقى دعمًا ماديًا من البرنامج، إلا أن ردود الأفعال كانت إيجابية في مجملها تجاه فكرته وهدفه النبيل.
برنامج ترفيهي نجح في الاستحواذ على حصته من المُشاهدات والترويج، قدمته اللبنانية الرشيقة رزان مغربي والنجم أحمد السقا، قائد الرعيل الأول لأفلام الإثارة والحركة المصرية، التي يتبارى فيها يوميًا مع أحد النجوم للفوز بجائزة مالية، يُهديها لإحدى المؤسسات أو الهيئات الخيرية، وهي الدعوة التي لاقت قبول واستحسان الجماهير المصرية، مع بدء بث حلقاته الأولى.