بدأ نشاطه بدعوة من الإمام محمد عبده
الهلال الأحمر المصري يد العون للمنكوبين على مر الأزمنة
علياء أبوشهبة
على مر العصور ومع اختلاف الأزمنة والأحداث كان الهلال الأحمر المصري ومازال داعمًا قويًا في أوقات الأزمات والكوارث، وهو كيان يعمل باجتهاد ينجح بجهود المتطوعين الذين يمدون أيدي المساعدة للمنكوبين، ومؤخرًا برز دورهم في دعم منكوبي السيول وبالتحديد في منطقة الزرايب في 15 مايو وفي حادث قطار إمبابة، كما تم توجيه مساعدات طبية لدولة جنوب السودان، ونشر التوعية بفيروس كورونا بين الفئات التي لا يصلها الإعلام في القرى والنجوع ومن اللاجئين وذوي الإعاقة من الصم والبكم.
كانت بداية النواة عالميًا لفكرة تأسيس جمعية تقدم العون للمتضررين في أوقات الأزمات عام 1859 عندما أسس رجل الأعمال السويسري هنري دونان جمعية الصليب الأحمر الدولية، داعيًا لوجود جمعية مماثلة في كل دولة تقدم الدعم للمصابين وأسرهم في أوقات الأزمات والكوارث والحروب، ولا تتبع لأي طرف أو جهة من أطراف النزاع.
مساندة منكوبي استعادة السودان
جمعية الهلال الأحمر المصري هي جمعية أنشأت عام 1911 ذات صفة عامة لها شخصية اعتبارية معترف بها دولياً من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بجنيف وأصبحت عضواً في الاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمر، مهند فخر الدين، المنسق الإعلامي لجمعية الهلال الأحمر قدم لروزاليوسف معلومات تاريخية عن نشأة الهلال الأحمر ودوره التاريخي، وكانت البداية في عام 1898عندما خرجت حملة مصرية إلى السودان لاستعادته إلى السيادة المصرية بعد انفصاله عنها، أدى ذلك إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى ومشوهي الحرب المصريين؛ لهذا تحرك المصريون وعلى رأسهم الإمام محمد عبده تجاه العمل الإنساني وقام بتأليف لجنة خاصة قوامها رجال القضاء وأهل الثقة من كبار الأغنياء، أخذت على عاتقها فتح اكتتاب عام لمساعدة جرحى الجيش وعائلات قتلاهم. ودعمت بعض الصحف هذه الفكرة الإنسانية وعملت على حث المصريين على مساندتها والتبرع لها لتأليف جمعية أهلية للهلال الأحمر المصري إلا أنها لم تمكث طويلاً بسبب قلة الأموال والإحجام عن التبرع، إلا أنها عادت عام 1911 على يد الشيخ علي يوسف صاحب جريدة المؤيد، وكانت إرسال أولى بعثاتها الطبية خارج القطر المصري على ظهور الجمال لتقطع آلاف الأميال عبر الصحراء الغربية الى ليبيا.
مدرسة الهلال الأحمر بأمر من الملك فؤاد
أصدر الملك فؤاد مرسوما ملكياً في 5 إبريل عام 1923م باعتراف الحكومة المصرية بالجمعية باعتبارها الجمعية الوحيدة للهلال الأحمر في البلاد المصرية واعتماد قانونها الأساسي، وكانت تتطوع بها الأميرات وسيدات المجتمع الراقي، وأنشأت بالاتفاق مع مصلحة الوقاية " مدرسة الهلال الأحمر " للتدريب على أعمال الوقاية وبلغ عدد من تخرجوا فيها منذ أكتوبر 1938م حتى فبراير 1940م عدد 1500 متطوع و450 متطوعة.
وخلال حرب أكتوبر عام 1973 شاركت سيدات الهلال الأحمر المصري في رعاية الجنود والمصابين وزيارتهم بالمستشفيات، وتوفير المعلومات عن المفقودين في الحرب وفرز وتسليم الرسائل يومياً للأسر ، ووصلت أعداد المتطوعات في الهلال الأحمر إلى 5000 متطوعة منذ بدء المعركة حتى منتصف شهر أكتوبر.
مجالات العمل الحالية
تغطي أنشطة الهلال الأحمر المصري خمس مجالات رئيسية هي:الإغاثة ومواجهة الكوارث والتنمية الصحية وتشجيع التبرع بالدم والتنمية الاجتماعية وتنمية قدرات الهلال الأحمر المصري وتوثيق التعاون مع المجتمع الدولي.
لا يقتصر التطوع بالهلال الأحمر المصري على الأطباء فقط، أو ذوو الخلفية الطبية، بل يتاح التطوع لكل من لديه الرغبة في خدمة العمل الإنساني على ألا يكون دون الستة عشر عاماً.
يقوم الهلال الاحمر المصري بمساعدة الجهات المعنية بالاستجابة في حالات الطوارئ والكوارث وذلك وفقاً لخطة مسبقة، أعضاء فرق الاستجابة للطوارئ مدربون على تقديم كافة خدمات الإسعافات الأولية والدعم النفسي الاجتماعي ومختلف أنواع التقييم المطلوبة وإدارة المخيمات بشكل كامل.
كما تقدم وحدة الدعم النفسي الكثير من البرامج منها للدعم الاجتماعي ونبذ العنف، هذا بالإضافة لخدمات التبرع بالدم وتدربيات الإسعافات الأولية والخدمات المجتمعية عبر27 مقر في كل المحافظات.
غرف عمليات لمتابعة 70 فرقة ميدانية
وعن دور الهلال الأحمر في أوقات الأزمات وكيفية تدريب المتطوعين قالت دكتورة آمال إمام، مدير إدارة الشباب والتطوع في الهلال الأحمر المصري، قالت إن مهامه الأساسية أنه معاونًا للدولة في وقت الأزمات والكوارث، بالتالي يظهر دور المتطوعين في أوقات الأزمات سواء كانت طبيعية مثل السيول والزلازل، أو حوداث مثل حوادث القطارات أو الحرائق أو هدم عقار سكني.
أضافت إمام قائلة: على مدار العام لدينا خطط لمواجهة الأزمات وهي عبر ثلاثة مراحل: المرحلة الأولى هي مرحلة الإعداد وفيها يتم تدريب المتطوعين على كل الخدمات التي يمكن أن يقدموها في أوقات الأزمات على سبيل المثال تقديم الإسعافات الأولية وإخلاء المصابين وعمل مخيمات الإيواء وإدارتها وتقديم الاحتياجات الأساسية، وتقييم الاحتياجات للمتضررين وتقديم الدعم النفسي لهم ولذويهم، وأيضًا خدمات التقصي ولم شمل الأسر؛ لأن بعض الحوادث ينتج عنها مفقودين.
تكمل قائلة وفي حالة الأزمات يتم توجيه فرق العمل الميدانية وتقوم غرف العمليات التي تعمل على مدار 24 ساعة بمتابعة عملهم، وهي الأولى من نوعها في مصر التي تعمل من خلال متطوعين لرصد الأزمات والكوارث، سواء تحتاج لتدخلهم أو التواصل أيضًا مع الأجهزة المعنية بحل المشكلات في كل جهة حكومية. وفي مرحلة التنفيذ أو الاستجابة أيضًا يتم نشر الفرق المختلفة منها فرق الطوارئ وفرق الدعم النفسي وفرق لم شمل الأسر، وغيرها وجميعهم يتحركوا بشكل ميداني في أماكن الكوارث والأزمات بناء على ما خضعوا له من تدريبات. كما لفتت دكتورة آمال إمام إلى تخصيص خط تليفوني ورقمه (0225985639 ) لتقديم الدعم النفسي للأشخاص المصابين بالخوف والهلع إما بسبب إصابة ذويهم أو بسبب الخوف من الإصابة، أو عن طريق خدمة واتس اب على الرقم:( 01152072077)، أو عن طريق الرسائل على صفحة وحدة الدعم النفسي الاجتماعي عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
التطوع للجميع وليس الأطباء فقط
يشمل التطوع في جمعية الهلال الأحمر لجميع الفئات والتخصصات بداية من سن 16 سنة وبدون حد أقصى، وكل فئة يتم الاستفادة منها في الخدمات المقدمة، حيث يوجد فرق تقدم أنشطة في عدة مجالات باستثناء "فريق الصحة" والذي يقدم خدمات طبية متقدمة ويضم أطباء ويقدم خدمات توعية طبية في بعض الأحيان ويضم طلبة كلية الطب أو خريجين، وكل المتطوعين يتم إدراتهم بنفس الشكل ونكون حريصين على تعليم جميع المواطنين وليس المتطوعين فقد أصول الإسعافات الأولية، وهي هامة جدًا لتقديم الرعاية اللازمة لكل مصاب قبل وصول فريق الخدمات الطبية المتخصصة.
أضافت مدير إدارة الشباب والتطوع في الهلال الأحمر المصري، إن الجمعية تستهدف جذب المتطوعين ليس فقط من تخصصات مختلفة ولكن أيضًا من فئات مختلفة؛ لضمان الوصول للجميع، وأوضحت دكتورة آمال إمام أن وجود متطوعين ومقار لجمعية الهلال الأحمر في 27 محافظة يساعد على توجيه المتطوعين لأماكن الكوارث والأزمات من نفس البيئة المحلية بدون الحاجة إلى سفر متطوعين؛ وهو ما أدى إلى إمكانية توجيه الدعم خلال السيول الأخيرة.
دعم اللاجئين والمهاجرين
كما تحدثت دكتورة آمال إمام عن تقديم الدعم النفسي والتوعية لفئات اللاجئين وفي الأزمة الحالية يتم الوصول لمجتمعات اللاجئين من خلال متطوعين من داخل هذه المجتمعات ممن يتحدثون نفس لغتهم؛ بهدف توصيل رسائل التوعية، والتي يتم ترجمتها من خلال المتطوعين وتوصيلها عبرهم أيضًا، وكذلك السيطرة على الشائعات لتوعيتهم حول فيروس كورونا، وكذلك توعية ذوي الهمم من أصحاب الإعاقات السمعية والبصرية لكي تصل لهم رسائل التوعية بنفس الكيفية التي تصل بها لأي مواطن آخر.