الصين تحظر أكل الحيوانات البرية بعد تفشي كورونا
عادل عبدالمحسن
أقرت اللجنة التشريعية العليا في الصين، اليوم الاثنين، اقتراحًا بحظر جميع أنواع تجارة الحيوانات البرية واستهلاكها، حيث يعتقد أنها مسؤولة عن تفشي فيروس كورونا القاتل في البلاد.. وفقاً لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وكتبت صحيفة الشعب اليومية الحكومية أن بكين لم تعدل، بعد، قانونها لحماية الحيوانات البرية، لكن إقرار الاقتراح "ضروري" و"عاجل" في مساعدة البلاد على كسب حربها ضد الوباء.
ويعتقد الخبراء أن الفيروس التاجي الجديد قد انتقل إلى البشر عن طريق الحياة البرية التي تباع كغذاء، وخاصة الخفافيش والثعابين.
وقالت صحيفة "الشعب" اليومية إن السياسة الجديدة "تحظر بشكل شامل استهلاك الحيوانات البرية" و"ستفرض عقوبة أشد" ضد الجناة.
وقالت وكالة شينخوا الرسمية للأنباء إن الاقتراح قدم إلى اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني.
مشيرة إلى أن الاقتراح يهدف إلى حظر أكل الحيوانات البرية تمامًا ومنع الاتجار غير المشروع في الحياة البرية".
وأضافت أن الإجراء يهدف أيضاً إلى "حماية الصحة العامة والأمن البيئي"، لافتة إلى أن اللجنة الدائمة مسؤولة عن عقد المجلس الوطني لنواب الشعب الذي يضم 3000 عضو، لكنها قررت تأجيل الجلسة السنوية بسبب الأزمة الصحية.
وقال مسؤولو الصحة الصينيون إن الفيروس ظهر على الأرجح في سوق بمدينة ووهان بوسط البلاد، في أواخر الشهر الماضي، بعد أن بدأ الوباء ينتشر في جميع أنحاء البلاد، أمرت الصين بفرض حظر مؤقت "حتى ينتهي الوباء الوطني".
وتسبب فيروس كورونا الجديد في وفاة 592 2 شخصًا في الصين، وإصابة حوالي 77 ألف شخص بالمرض حتى الآن وشل اقتصاد البلاد.
وعلى الصعيد العالمي، أودى وباء الفيروس التاجي بحياة ما لا يقل عن 2628 شخصًا، وأصاب أكثر من 79،700 وانتشر في عشرين دولة على الأقل.
ويتهم أخصائيون في الحفاظ على البيئة الصين بالتغاضي عن تجارة غامضة في الحيوانات الغريبة من أجل الغذاء أو استخدامها في الأدوية التقليدية التي لم يؤكد العلم فعاليتها.
وكانت الصين قد فرضت حظراً مؤقتاً مشابهاً بعد أن تسبب فيروس السارس "المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة" في وفاة مئات الأشخاص في الصين وهونج كونج في 2002-2003، كما تم تتبعه لاستهلاك الحيوانات البرية.
لكن تجارة الحياة البرية سرعان ما استؤنفت، ويقول خبراء الصحة إنه يشكل خطراً كبيراً ومتزايداً على الصحة العامة من خلال تعريض البشر لمسببات الأمراض الخطيرة التي تنقلها الحيوانات.
ولا يزال المصدر الدقيق للفيروس التاجي غير مؤكد، حيث يعتقد العلماء بشكل مختلف أنه نشأ في الخفافيش، أو البانجولين، أو بعض الثدييات الأخرى.
ويقول العلماء إن السارس نشأ على الأرجح في الخفافيش، ووصل في وقت لاحق إلى البشر عن طريق الذباب. وتسبب الفيروس المعروف باسم السارس في موفاة 775 شخصًا وإصابة أكثر من 8000 شخص على مستوى العالم خلال وباء بين عامي 2002 و2003.