عاجل
الثلاثاء 17 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

السباق على رئاسة حزب ميركل يحتدم

اشتدت المنافسة على زعامة الحزب المسيحي الديمقراطي، حزب المستشارة ميركل، وكذلك مرشحه المحتمل لمنصب المستشارية. فقد دخل متنافس رابع على الخط بعد أن كان الحديث يدور حول ثلاثة مرشحين محتملين. فمن هم هؤلاء الرجال الأربعة؟



يتخبط الحزب المسيحي الديمقراطي، حزب المستشارة انغيلا ميركل، في أعمق أزمة في تاريخه. فقد أعلنت أنغريت كرامب كارنباور، رئيسة الحزب نيتها التخلي عن منصبها بعد 14 شهرا على انتخابها. والرجلان اللذان تنافسا معها في خريف 2018 على رئاسة الحزب، وزير الصحة ينس شبان والرئيس الأسبق لكتلة الاتحاد المسيحي في البرلمان الألماني "بوندستاغ" فريدريش ميرتس، يستعدان لخوض المعركة مجددا حتى لو أنهما لم يعلنا ترشيحهما رسميا بعد.

 

ويُذكر في محيط ميرتس بأن الرجل البالغ من العمر 64 عاما مصمم على الترشح، ويعلم بأن القاعدة الحزبية تقف خلفه ويشعر بالتشجيع من خلال استطلاعات الرأي الحالية التي تضعه في المقدمة. واكتفى ينس شبان، الذي يمثل خطا قوميا محافظا في الحزب، بالقول إنه مستعد لتحمل المسؤولية.

 

وحتى آرمين لاشيت، رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا، له تطلعات، إلا أنه لم يكشف بعد عن مخططاته بشكل رسمي. في المقابل أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني نوربرت روتغن عن ترشحه رسميا لزعامة الحزب المسيحي الديمقراطي. وبذلك يرتفع عدد المتطلعين لزعامة حزب ميركل إلى أربعة كلهم رجال ينحدرون من ولاية شمال الراين وستفاليا. فمن هم هؤلاء الساسة الأربعة؟

نوربرت روتغن ـ الخبير في الملفات الخارجية

نوربرت روتغن هو السياسي المسيحي الديمقراطي الأول الذي تجرأ على الظهور أمام الكاميرات معلنا ترشحه لخلافة أنغريت كرامب كارنباور على زعامة الحزب المسيحي الديمقراطي. وعقب إعلان تراجع كرامب كارنباور روج روتغن لخلافة سريعة. "أعتقد أننا نحتاج قبل عطلة الصيف لمؤتمر حزبي يحسم قضية رئاسة الحزب ". وكان روتغن من 2009 إلى 2012 وزيرا للبيئة وتفوق في 2010 خلال استفتاء للأعضاء لشغل رئاسة الحزب في ولاية شمال الراين ويستفاليا على آرمين لاشيت، رئيس حكومة الولاية الحالي واحد أبرز الاسماء المطروحة.

 

بيد أن روتغن خسر الانتخابات البرلمانية في الولاية عام  2012 مما دفع المستشارة أنغيلا ميركل إلى التخلي عنه وإقالته من منصبه كوزير للبيئة. ويعتبر روتغن الوزير الوحيد الذي تقيله ميركل بهذه الطريقة ما أثر على العلاقة بينهما. نوبرت روتغن، الذي قال في مؤتمره الصحفي أثناء إعلان ترشيحه إنه تعلم من أخطائه، تألق على المستوى الدولي كرئيس للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان.

 

ينس شبان ـ الوزير الشاب

"هل الحزب المسيحي الديمقراطي عصري بما يكفي لمستشار مثلي؟"، كما عنونت صحيفة شعبية ألمانية وتعني بذلك وزير الصحي الحالي ينس شبان المتزوج منذ 2017 من رجل. ومن يعتقد أن التوجه الجنسي للرجل البالغ من العمر 39 عاما يتماشى مع نظرة ليبرالية للعالم، فإنه مخطئ، إذ يمثل شبان قيما مدنية محافظة. ففي سياسة اللجوء والهجرة شدد الوزير الشاب عقب أزمة اللجوء 2015 على تغير في النهج.

 

وفي النقاش الدائر حول ما يُسمى الحد الأقصى لعدد اللاجئين ولم الشمل العائلي يؤيد شبان  تقليصا إضافيا. كما أكد على  أنه يجب على المهاجرين أن يعتادوا على الحياة في مجتمع منفتح وليبرالي، وإلا فإن المجتمع الألماني يتهدده خطر أن يصبح "معاديا للسامية وللمثليين وذكوريا ويميل للعنف" أكثر من ذي قبل.

فريدريش ميرتس ـ المدافع عن القيم المحافظة

الخبير الاقتصادي المحافظ فريدريش ميرتس هو أمل المحافظين في الحزب المسيحي الديمقراطي الذين يعتبرون نهج أنغيلا ميركل ليبراليا وعفويا. وعلى غرار شبان يُعتبر ميرتس منتقدا قويا لسياسة اللجوء التي ابتعتها ميركل ويميل لتشديد قوانين اللجوء. ويأمل داعموه أن يعيد إحياء القيم المحافظة التي دافع عنها الحزب المسيحي الديمقراطي سابقا. وخلال تلك الفترة تألق ميرتس وبقي طوال سنتين رئيسا لكتلة الاتحاد المسيحي في البرلمان الألماني قبل أن تبعده ميركل في 2002 وتحل محله لتجمع بين زعامة الحزب ورئاسة الكتلة. وفي 2009 تخلى ميرتس عن مقعده البرلماني وانتقل إلى قطاع الاقتصاد الخاص.

 

ويُعد ميرتس خطيبا لامعا وبات أكثر ظهورا في الآونة الأخيرة في المناسبات العامة، ويفضل الاهتمام بموضوعات سياسية خارجية كبيرة ويظهر كرجل دولة. وفي خطاب أخير ألقاه في ينايرأيد ميرتس إقامة تحالف وثيق بين الأوروبيين والولايات المتحدة. "هناك في العالم شركاء تجاريون مثل الصين وروسيا، لكننا لا نتقاسم مع هذه البلدان قيمنا حول حرية التعبير وحرية الصحافة وحرية التدين وباقي الحقوق المدنية"، كما قال ميرتس.

 

آرمين لاشيت ـ الأكثر وفاء لميركل

تحفظ رئيس وزراء حكومة ولاية شمال الراين ووستفاليا في 2018 بشأن الترشح لرئاسة الحزب، وذلك بغية عدم التأثير على فرص أنغريت كرامب ـكارنباور، زعيمة الحزب المستقيلة، بحكم قربه من خطها السياسي. ويُعد الرجل البالغ من العمر 58 عاما من الأوفياء لأنغيلا ميركل وأكثر المدافعين عنها خلال أزمة اللجوء في 2015 وكذلك فيما بعد.

وحتى 2010 ظل لاشيت وزيرا للاندماج في أكبر ولاية من حيث عدد السكان في ألمانيا. وتماشيا مع موقفه الليبرالي في سياسة الأجانب والاندماج باشر هذه المهمة  بشكل متميز، ما شكل شوكة في أعين الدوائر المحافظة داخل الحزب المسيحي الديمقراطي. ودافع لاشيت عدة مرات عن الاعتراف رسميا بالاسلام كمكون من مكونات المجتمع الألماني كالمسيحية واليهودية.

 

وعلى عكس ينس شبان وفريدريش ميرتس يُعتبر آرمين لاشيت "مستعدا للدخول في تحالفات" ليس فقط مع الحزب الليبرالي الذي يحكم معه في تحالف في ولاية شمال الراين ووستفاليا، بل أيضا مع حزب الخضر. وفي السياسة الأمنية هو يمثل خطا متشددا، وهو يترك السلطة لوزير الداخلية في ولايته لمكافحة الجرائم، كما أنه أنشأ لجنة حكومية تحمل اسم "مزيد من الأمن لشمال الراين ويستفاليا".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز