من الأوجاع الى الإبداع معرض للفنانة أمنية سيد
سوزى شكرى
الفن ليس للرفاهية بل له جانب آخر هو مقاومة الأوجاع، فكل ما يؤلم ويوجع ويحزن ويفجع ويحطم الإنسان عليه أن يواجه كل ذلك بالفن .
الفنانة التشكيلية "أمنية محمد سيد " معيدة بكلية الفنون الجميلة - الزمالك، الأولى على دفعة 2013 قسم تصوير، تعرضت لحادثة سيارة منذ ثلاث سنوات نتج عنها إصابتها بكسور بالظهر والقدم والكتف والأذرع وخضعت لعدد من الجراحات والعمليات وتركيب الشرائح.
اجتهدت "أمنية" بقوتها وارادتها لتستكمل حياتها، فتحسنت حالتها ببطىء، واحتفظت بابتسامتها وتفاءلها، ورغم أنها أصبحت مرافقة للكرسي إلإ أنها جعلت منه شريكا وشاهدا على قوتها وليس ضعفها .
بالفن والرسم قاومت الفنانة "أمنية " أوجاعها وواجهت التحديات وتمسكت بموهبتها، تمتلك موهبة غالية هى منحة من الله، ومنح الله لا تصاب بآذي مهما كانت إصاباتنا الجسدية، فالموهبة محمية ومحفوظة بأعماقنا وعلينا فقط البحث عنها لتكون الداعم والمحفز على المواجهة الألم ومنها يخلق الإبداع، من الأوجاع إلى الإبداع رحلة حياة تعيشها الفنانة بكل ما فيها من صعوبات لديها القدرة على التداوي وبث الأمل ورؤية الجانب المضيء للحياة، إنها نموذج خاص للفن والإنسانية يستحق منا جميعا الدعم والوقوف احتراما .
ومن المقوله الشهيرة التى أخذتها " أمنية " فلسفة تستند عليها وهى " أيها الفنون الجميلة كيف تستمر الحياة بدونك " أبدعت بأعمالها الفنية بين الرسم والتصوير، وشاركت الفنانة بالعديد من المعارض وقدمت إبداعا خاصا ممزوجا بروح تجربتها الحياتية، فمنحت أعمالها صفة الخصوصية لما فيها من تميز وتفرد التجربة، وكان آخر مشاركتها بصالون الشباب الدورة 30 – 2019 وحصلت على جائزة الصالون بعمل فيديو ارت مع الفنانة فاطمة الزهراء سامى فى مجال الميديا ( مناصفة ) .
واليوم تكمل الفنانة " أمنية " مسيرتها الفنية بمعرضها الفردي الأول بعنوان " مجالات البقاء الخمس " الذى تقدمه اهداء إلى والداها الذى رحل فى أكتوبر الماضي، تقول أمنية: " أنا بهدى المعرض لبابا كان نفسي أعوضه بحاجه ولو بسيطة من التعب اللي تعبه معايا، والأيام الصعبة اللي شفناها سوا، وإحساسه بالعجز إنه شايفني بتألم ومش عارف يعملي حاجه، مع العلم إنه مقصرش معايا في حاجه أبداً، ويشهد ربنا انه بابا كان ليه الفضل بعد ربنا انه يخلي ال ٣ سنين دول من أحلى٣ سنين عشتها ف حياتي كلها، والموت خطفه منى فجأة ميبقاش موجود، الحياه قصيرة، وعايزة أقوله بنتك قادره إنها تبقى موجودة وقادره إنها تكمل وقادرة إنها تنتج من تاني وتعبر عن نفسها وعن رؤيتها وقادرة إنها تكون نفسها وقادره إنها تحول العذاب فعلاً لوردة، لأنك أنتَ الوردة يابابا ".
المعرض مقام بقاعة "البوزار" بكلية الفنون الجميلة – الزمالك ، الإفتتاح التجريبى للقاعة وافتتح المعرض الفنان ا.د اشرف رضا وكيل كلية الفنون الجميلة وحضره عدد كبير من الفنانين والاساتذة والشباب واصداقاء رحلتها القاسية فى الحياة ، والمعرض مستمر الى 20 فبرايرالجارى .
الدكتور اشرف رضا علق قائلا "أمنية" قدمت أعمال فنية تحت شعار "بإمكاننا تحويل العذاب إلى وردة ، ترجمت كل أعمالها من تجربتها ، واختلط الألم بالأمل ، لوحات عن الصبر ، ولوحات فنية عن الأمل ،ولوحات عن العمود الفقرى ناتجة من تجربتها".