"المصري للدراسات الاستراتيجية" عن صفقة القرن: نريد حلًا بعيدًا عن المناورات
محمد يحيى
أصدر المركز المصري للدراسات الاستراتيجية وتنمية قيم الوطنية بيانًا اليوم قال فيه إنه في هذه اللحظة الفارقة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، وفي ضوء إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن المبادرة الأمريكية للسلام؛ نؤكد أهمية حدوث تحرك أمريكي لإنعاش أجواء السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من حيث المبدأ، ومحاولة كسر حالة الجمود الذي سيطر على عملية السلام منذ سنوات، بما ضاعف من حالة الفوضى والعدوانية، ومنح الإرهاب بيئة خصبة لتوطين الدمار في ربوع المنطقة.
وأكد المركز- في بيانه الصادر تعليقا على المبادرة الأمريكية المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن"- ضرورة التمسك بالثوابت التاريخية والقانونية والمنطقية في حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، لو كنا نريد حلا واقعيا ينتج عنه سلام حقيقي عادل ودائم، بعيدا عن المناورات الانتخابية والمزايدات السياسية ضيقة الأفق التي لا تحل الأزمة وتعقد المشهد.
وأوضح أن الجانب العربي قدم مبادرة متكاملة لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، لاقت ترحيبا من إسرائيل والمجتمع الدولي، ويجب إعادة طرحها مرة أخرى. فالثوابت العربية لن تتغير، ولا يمكن أن يدفع الفلسطينيون ثمن الحفاظ على الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية الحالية في ضوء الضربات الأخيرة التي يتعرضان لها. ومن ثم نخشى ضياع المحاولة الأمريكية بلا نتيجة، نظرا لأنها لا تلبي الحد الأدنى من طموح الشعب الفلسطيني، وسط مخططات من أطراف لتأجيج الصراع ودعم القوى المتطرفة لإجهاضها.
وشدد المركز على ضرورة أن يكون الرد الفلسطيني عقلانيا وليس انفعاليا، فكلنا ثابتون على دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ومتمسكون بمحاور المبادرة العربية للسلام، وهناك أطراف دولية مقتنعة بها، وبالتالي يمكن أن يكون هذا داعمًا لنا، وأهم هذه الثوابت تمكين الشعب الفلسطيني من حقه الأصيل في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على أراضيه في حدود الخامس من يونيو عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، وإتاحة حق العودة أو التعويض للاجئين تنفيذا للقرار رقم ١٩٤.
كما أكد أن كل المحاولات التي تصاغ لإجبار طرف على التنازل عن حقوقه المشروعة لحساب طرف آخر، باءت بالفشل ولم تولد سوى قلاقل وفوضى ودم وإرهاب، وهذه أجواء غير مفيدة بالمرة لكل الأطراف، بما فيها الولايات المتحدة نفسها.
وحذر المركز من أن الولايات المتحدة يمكن أن تفقد مصداقيتها كوسيط للسلام في أي عملية سياسية بين طرفي الصراع في الشرق الأوسط، ولهذا ندعو واشنطن إلى العودة للحوار مع الأطراف الفلسطينية والعربية والدولية المعنية للوصول لاتفاق مُرضٍ للجميع، في إطار القرارات الأممية في هذا السياق، والعدول عن أي مبادرات أحادية تحت أي مسمى، سواء كان "صفقة القرن" أو غيره، حتى يتحقق سلام حقيقي وعادل ينعم فيه الفلسطينيون والإسرائيليون بالاستقرار والهدوء، وتتحقق من خلاله المصالح الجماعية في المنطقة، بما فيها المصالح الأمريكية.