القضاء العرفي يتصدى لمشكلة التنمر في العريش بشمال سيناء
العريش - بوابة روز اليوسف
لأول مرة يتصدى القضاء العرفي لحل مشكلة التنمر بين الشباب .. بعد تدخل كبار العائلات والعواقل لحل المشكلة.
كانت البداية، بتجمع عدد من الطلاب والتعدي على زميل لهم، بعد الخروج من أحد سناتر الدروس الخصوصية في مدينة العريش، وذلك بسبب تنمر أحدهم على زميل له ضعيف بدنيًا، وبدأ كل منهما في حشد أصدقائه للتعدي على الطرف الآخر، مما نتج عنه إصابات متنوعة، فتوجه المعتدى عليه، وحرر محضرًا في قسم الشرطة ضد المعتدين، وتطور النزاع بين الشباب الى خلاف بين العائلات.
ونظرًا لوجود عادات وتقاليد تسود المجتمع السيناوي، الذى تحكمه قوانين القضاء العرفي، أصر مشايخ وعواقل العائلات وكبار الطرفين على ضرورة اللجوء الى القضاء العرفي السائد وعدم اتاحة الفرصة لزيادة هوة الصراع والخلافات بين الطرفين، ومن هنا كانت دعوة اللواء شرطة السابق سعد العيسوي لجميع أطراف النزاع واستضافتهم في منزله في جلسة، خاصة لحل المشكلة وأي نزاع قد يترتب عليها بين الطرفين، حيث جمع كبار عائلات ومشايخ آل خطابي وآل حجاب وآل المغربي وآل النخلاوي وآل رستم وآل عامر وجميع أطراف النزاع، وقد تم الصلح بين جميع الأطراف بحضور اللواءين شرطة السابقين: عبدالناصر سلمى ويحيى حجاب، ومن القضاة العرفيين: الشيخ عبد الكريم بدوى، وسليمان شبانة كبير عرب السماعنة والشيخ صالح المنيعي والحاج حامد خطابي والحاج شكري جمال إسكندر ولفيف من جميع العائلات ورموز المجتمع.
وأكد أيمن علوى خبير التنمية البشرية وأحد الحضور في الجلسة، أنه تم والحمد لله الصلح بين جميع الأطراف من العائلات كأولياء أمور، وأنه بعد مداولات ومناقشات بين جميع الأطراف، تم تقديم عدد من الحلول والموافقة عليها من جميع الأطراف .. ومنها: اعتذار الشباب إلى الزميل الذى تعدوا عليه بالضرب والاساءة اللفظية أمام الحضور، وكذلك اعتذار الآباء حتى يكون ذلك عبرة، مع التنبيه بمنع تكرار ذلك وإلا يكون الالتزام بالحكم المادي الزامًا لجميع الأطراف في حالة تكرار هذا السلوك المرفوض، ضرورة اهتمام الآباء بمتابعة وتوجيه الأبناء لتحويل سلوك العنف لديهم الى سلوك الأخلاق الذى يحمل مسؤولية الابن تجاه نفسه وأسرته وزملائه، وأن المسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف في الحفاظ وحماية أبنائنا.
وأضاف أن هذه الجلسة العرفية لحل مشكلة التنمر التي تعبر عن (ظاهرة التنمر الجسدي بالضرب)، ولأول مرة هي نموذج جلسة عائلات ناجحة في النقاش والمحاورة واحترام التماسك الاجتماعي، مما يعبر عن رقى وعلم وحضارة، وأن هذا الدور المشرف لوجهاء مدينة العريش وفق هذا النموذج العملي يعبر عن مشاركة مجتمعية للعائلات في مواجهة خطر التنمر بين الشباب، وكذلك التعاون في حل مشكلات التنمر والعنف بين الشباب.
وأشار الى أنه يجرى حاليًا تنفيذ حملة لتوعية المواطنين والمجتمع بمخاطر وأضرار ظاهرة التنمر، ودور الأسرة ومنظمات المجتمع المدني في مواجهة هذه الظاهرة السلبية.