صاحب علامة النصر الشهيرة: لم أقصد بتلك العلامة معناها المنتشر.. حكايات من دفتر الانتصار (6_6)

كتب - عمر علم الدين

 تخرج وعمل مدرسا، وتزوج، إلا أنه شعر بأن عليه واجب يسعى لأدائه لوطنه فتطوع في الجيش، رغم حصوله قبلها على إعفاء، أنه بطل أكتوبر المقاتل محمد طه يعقوب.. الذي اشتهر برفع علامة النصر في حرب أكتوبر والمفارقة، أنه كان يقصد بها شيئا آخر، ولكنها علمت الأجيال أن هذه العلامة تعني النصر.. ورغم أن هناك من رفعها قبله إلا أنها لم تكن منتشرة قبل ذلك في مصر.

ويحكي البطل قائلا "أثناء الحرب التقى بي مصور صحفي، وأراد أخذ صورة في أرض المعركة، وطلب مني أن أقوم بأي حركة أثناء الصورة فرفعت أصابعي بعلامة أصبحت بعد ذلك تدل على علامة النصر، وكنت أقصد بها أن أقول يا عالم إحنا خذنا سيناء مرة أخرى، وأقصد بالعلامة الخريطة.. فسيناء خليج العقبة وخليج السويس بينهم ترابط مثل أصابع السبابة والوسطى، وطبعا انتشرت وأي شخص ينتصر يقوم بهذه العلامة وعرفت بها.. وأشعر بالسعادة، عندما أرى شخصا يرفعها حتى في الكورة.

يصمت البطل عندما يتذكر أصعب الأيام في الحرب قبل النصر، وهي أيام الحصار ثم يقول "ظللت أنا وزملائي في حصار 134 يوما في حرب أكتوبر وصبرنا.. كنا نقوم بعملية ومعركة من أجل الحصول على الماء، فقد كان موقعنا بالقرب من عيون موسى بمسافة كيلو تقريبا.. أما إسرائيل فقد كانت الآبار تبعد عنهم 100 متر، وكنا نختار مجموعة وعربية دنمك الخفيفة، ويتم وضع جراكن عليها ونسميها عملية انتحارية، ممكن يرجعوا أو يرجعوا ناقصين أو ميرجعوش، ثم نختار يوم لا يوجد به أقمار ونطفى أنوار السيارة، ونتحرك هذا الكيلو، ومرة تحركنا ولكن انقلبت ورجعنا بها حتى إن ذراعي انكسر وإلى الآن مازال أثره باقيا، فقد قام شاب زميلي اسمه كيرلس بخلع الفانلة الداخلية وبخشبتين لف ذراعي، وظللت بها فترة.. وخلال الفترة هذه كانت فرصة أن نجد ثعبانا أو فأرا جبليا أو أي شيء أخضر للأكل.

وبصوت يمتزج بالقوة يقول بطل أكتوبر.. لكننا انتصرنا.. ويستكمل، رغم الحرب وما فيها من صعوبات، لكني الآن نعيش حرب أخرى، فالمصري لم يعد صبورا كما كان، ففي وقت الأزمات بعد 67 كنا نقف صفوفا لأخذ كيلو سكر أو فرخة، ونتحمل هذا ونعطى للمجهود الحربي، حتى الفنانين كان لهم دور لا نرى مثله اليوم.

 ويضيف: "لا يمكن أن ننسى أم كلثوم، وكيف كانت تجوب العالم من أجل مصر.. لازم نصبر".

ويستطرد يعقوب، مطلوب أن يعرف شبابنا بطولات أكتوبر، حتى يتعلموا ونحن جاهزون، أن نذهب للمعهد والكليات والمدارس، ويجب أيضا أن تقوم الأسرة بدورها والأصل في الأسرة الأم فقد توفي أبي.. وأمي تحملت وربت ثلاثة أبناء وخرجت للمجتمع ضابطا ومدرسا ودكتورا.

اقرأ المزيد

حكايات من دفتر الانتصار.. الحكاية الأولى يكشفها اللواء ناجي شهود(1-6)

http://www.rosaelyoussef.com/news/details/491759

حكايات من دفتر الانتصار: الحكاية الثانية يرويها اللواء كحيلة (2-6)

http://www.rosaelyoussef.com/news/details/491800

حكايات من دفتر الانتصار.. الحكاية الثالثة يرويها اللواء الألفي (3 - 6)

http://www.rosaelyoussef.com/news/details/491813

حكايات من دفتر الانتصار.. الحكاية الرابعة يحكيها اللواء وصفي بشارة (4 - 6)

http://www.rosaelyoussef.com/news/details/491832

اللواء اللقاني: كنا أول كتيبة مشاة تعبر قناة السويس وترفع علم مصر.. حكايات من دفتر الانتصار (5_6)

http://www.rosaelyoussef.com/news/details/491835