فإنه بعدما خرج من البيت الأبيض غير مأسوف عليه بعد سكنه عدة سنوات بعد انتخابات لا يعلم ما تم فيها إلا الله، وبعد حملة دعاية انتخابية ومناظرات بينه وبين مرشحين غيره على منصب رئيس الولايات المتحدة، مناظرات جعلته أضحوكة العالم.
إلا أن أسياده راضون عنه فسعوا جاهدين لرميه تحت أقدامهم ينفذ مخططاتهم الشيطانية فيما أطلقوا عليه تارة صفقة القرن، وتارة أخرى حلم العمر الصهيوني شرق أوسط جديد لبسط الهيمنة على كل دويلات وممالك الشرق هيمنة على كل الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية والاجتماعية وحتى العسكرية.
وإن كانت القواعد العسكرية تملأ وطننا العربي والإسلامي، فليس عيبهم وإنما عيب من ينفق المليارات على أم هذه القواعد بحجة الحماية من الأعداء، عدوك لا يكون من بني جلدتك وإنما عدوك هو الذي يعادي عروبتك.
وقبل أن يخرج أتحفنا بإحدى سخافاته وهرتلاته، حيث وقع وكأنه امتلك العالم، وقع على وثيقة غباء، القدس عاصمة إسرائيل.
وكأن القدس هذه ملك ورثه عن السادة المراحيم والديه.
وتلقى الصفعة على وجهه وإن كانت الصفعات ليست جديدة على وجهه وقفاه فطالما تلقاها إبان احترافه المصارعة وحتى المصارعة فشل فيها فاتجه إلى السمسرة من وراء اللاعبين.
تلقى الصفعة فلم يجد ما يؤيده في العالم إلا المنبطحين ممن هم على شاكلته.
وبعد ولاية التعيس بايدن هذا المجرم الذي شارك بكل قوته العسكرية في وأد أطفال غزة عن طريق قنابله المحرمة دوليا أمام أعين المتخاذلين شرقا وغربا، شمالا وجنوبا.
خرج أيضا يجر أذيال الخيبة والندامة بعدما فتك المقاومون بجنوده وخسر المليارات في تجهيز الحملات الصهيوصليبية.
وعادت ريما إلى عادتها القديمة، وتولى ترامب حكم الولايات المتحدة الأمريكية ولاية خراب ثانية تزامنت مع أعاصير وفيضانات وكأنه نذير شؤم وغراب بين أتى ليخربها.
أتى بحزمة خزعبلات وخبل عقلي بدءا من رعايته لمفاوضات الهدنة بين حماس والصهاينة وخرق هذه الهدنة من جانب الصهاينة، ثم التلويح لدول الجوار باستقبال أهل غزة في سيناء والأردن وكأن سيناء إرثه الذي ورثه من والديه، ولما كشرت مصر عن أنيابها ودعت إلى قمة عربية في مارس الماضي، وجميع الحضور توافق على المقترح المصري، لا للتهجير، نعم للإعمار.
عاد عن خبله بعدما شاهد وقوف معظم دول العالم في صف مصر، سواء فرنسا أو الصين أو كوريا الشمالية، وبعض دول الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. فما عساه أن يفعل.! يعود ملوحا من جديد إلى التهجير مع اختلاف فى التعبير، فبدلا من التهجير، استبدلها بالاستضافة والاستقبال.
وتعود مصر لترد عليه بمظاهرات حاشدة صبيحة عيد الفطر المبارك، ليس هذا وحسب، بل من خلال حشود هادرة دوت أصواتها في رفح المصرية هزت تل أبيب فراحوا يصرخون لا يمكن أن نوجه بنادقنا ناحية مصر.
فما عساه فاعل، يطلع علينا بتصريحات في منتهى الغرابة إن دلت على شيء فإنما تدل على أننا نتعامل مع شخص عديم الاتزان العقلي، فيقول ينبغي أن تمر سفننا من قناة بنما وقناة السويس مجانا، أي خبل هذا وأي عته.
وما حجتك يا فاقد الوعي؟!، حجته أن لهم الفضل في إنشاء القناة كفكرة، لكن حتى وإن كان ديليسيبس فكر واقترح فمن الذي نفذ وأنفق، بالتأكيد مصر، فهل هذا مبرر، أم أنه التسول والشحاذة، أم أنها البلطجة، إذا كان ذلك كذلك، فنحن لا يبتزنا أحد ولا يبلطج علينا أحد ولا يتسول علينا أحد، وإذا أعطينا أو مننا فبإرادتنا.
أي منطق يقبل هذا، فهل مثلا نطالب السعودية بأرباحنا في موسم الحج وعمرة رمضان لأن مهندسا مصريا هو الذي قام بتوسعة الحرم المكي وإدخال تعديلات عليه وتطويره.
أقول لأخرق واشنطن ومن يحرضه ويدفعه إلى قول هذا الكلام الأخرق قفوا عند منتهاكم، واعقلوها جيدا فقد تكون نهاية أمريكا على أيديكم، أليس منكم رجل عاقل أو حتى سيدة عاقلة توقفه عند حده وتلزمه قول الصواب، أو حتى اعرضوه على الأطباء فلربما يكون أصيب بالعته أو الخرف.
أستاذ الفلسفة الإسلامية بآداب حلوان



