الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

خبراء ومثقفون يؤكدون أهمية الجمعيات الأهلية في قاطرة التنمية

خبراء ومثقفون يؤكدون
خبراء ومثقفون يؤكدون أهمية الجمعيات الأهلية في قاطرة التنمية
كتب - محمد خضير

أُقيمت بقاعة المجلس الأعلى للثقافة الجلسة العلمية الحوارية، التي تحمل عنوان "المجتمع المدني والتنمية الثقافية المستدامة"، وذلك استكمالًا لفعاليات "المؤتمر الدولي للتنمية الثقافية المستدامة وبناء الإنسان"، الذي أطلق فعالياته المجلس الأعلى للثقافة صباح الأحد، بأمانة الدكتور سعيد المصري، تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وقد أدار النقاش الدكتور نبيل صموئيل، وتحدث خلالها نخبة من المتخصصين في العمل المدني.

بدأت الجلسة بكلمة الباحث طلال سعد الرميضي رئيس رابطة الأدباء الكويتيين لدعم الشباب مستعرضًا تجربته في العمل الميداني خلال نصف قرن وما قدمته الرابطة للشباب وغرسها للثقافة العربية في نفوسهم وعقولهم، وذلك من خلال مناقشة القضايا الفكرية بأساليب تنويرية هادفة وكشفها عن مواهب إبداعية كالشعر والرواية والنقد والمسرح والتاريخ.

كذلك تحدث "الرميضي"، عن تأسيس منتدى المبدعين الجدد عام ٢٠٠١ خلال الاحتفال بالكويت عاصمة للثقافة العربية وأشار إلى أن المنتدي يعتني بالشباب ذوي المواهب الأدبية من سن الثالثة عشرة إلى سن الثلاثين، كما يحرص على استضافة الكتاب الشباب والتعرف على إنتاجهم المطبوع، وتنظيم قراءات نقدية حولها، كذلك الإسهام في نشر نصوصهم الأدبية عبر مطبوعات الرابطة من خلال مطبوعات الرابطة، أو طباعتها كسلسلة تضم بعض نصوص المبدعين منهم في كتاب يحمل عنوان "إشراقات"، مشيرًا إلى أن هذا الاهتمام لم يقتصر على مبدعي الكويت فقط، بل كان يشمل إبداعات شباب الوافدين العرب أيضًا.

وعن "تاريخ الجمعيات الأهلية في مصر ودورها في التنمية"، كانت محتوي الورقة البحثية المقدمة من المهندس ماجد الراهب والذي قال، إن بدايتها يعود إلى القرن التاسع عشر، حيث نشأة أول جمعية أهلية في مصر عام ١٨٢١ باسم "الجمعية اليونانية"، بالإسكندرية وما زالت تمارس نشاطها إلى الآن.

وأضاف الراهب، أن الجمعيات الأهلية توالي تأسيسها بعد ذلك بأشكلها المختلفة، فمنها جمعيات ذات طابع ثقافي مثل جمعية " مصر" للبحث في تاريخ الحضارة المصرية في عام ١٨٥٩، وجمعية المعارف ١٨٦٨، والجمعية الجغرافية عام ١٨٧٥، أما الجمعيات ذات الطابع الديني فكانت الجمعية الخيرية الإسلامية عام ١٨٧٨، وجمعية "المساعي الخيرية"، وهي كما قال الراهب أول جمعية مسيحية تأسست في مصر وكان ذلك عام ١٨٨١م.

وتابع الراهب بأن الجمعيات الأهلية بدأت في الانتشار بشكل سريع حتى وصل عددها لأكثر من ٤٥ ألف جمعية تمارس كل الأنشطة كالتعليم والثقافة والأعمال الخيرية ورعاية المسنين وأطفال الشوارع. 

وعن الرواد في هذا المجال قال الراهب: إن "بطرس غالي"، وكان رئيسا لوزراء مصر عام ١٩٠٨ - ١٩١٠، يعد رائدا من رواد العمل الأهلي فهو كما قال من أسس جمعية '"المساعي الخيرية القبطية " والتي كان يهدف تأسيسها مشاركة المجتمع في قضايا الوطن وكذلك مشاركة الكنيسة، وكان ذلك في عهد البابا كيرلس الخامس.

وعن أهمية تلك الكيانات قال الراهب، إن الجمعيات الأهلية شريك هام لا يمكن إغفاله في قاطرة التنمية والتقدم، لذا أفسحت الدولة مجالا كبيرا لظهورها، كما قدمت لها كل سبل الدعم المادي والحماية القانونية لكي تمارس عملها بكل حرية، كذلك تلعب تلك الجمعيات دورا وسيطا بين الفرد والدولة، فهي كفيلة بالارتقاء بشخصية الفرد من خلال نشر المعرفة والوعي والثقافة، وتعميق مفهوم التضامن الاجتماعي.

ثم تحدث الباحث مصطفي عباس عن الرؤي والجهود والاتفاقيات الدولية التي لعبت دورا هاما في بلورة أهمية الثقافة في تحقيق التنمية المستدامة، مشيرا إلى اتفاقية اليونسكو عام ٢٠٠٥ والتي تنص بنودها على إدماج الثقافة في سياسات التنمية على المستويات كافة، لكي تصبح هدفا يجب متابعته من أجل خلق شروط التنمية المستدامة بحيث لا تختصر على تطور العامل الاقتصادي بقدر ما ترمي، لتحقيق تطور متوازن يأخذ في الاعتبار العوامل الاجتماعية والثقافية.

وعن دور المجتمع المدني في التنمية تحدث الدكتور حسن سلامة واصفا المجتمع المدني والجمعيات الأهلية " برافعة التنمية " بحكم الانتشار الجغرافي الواسع النطاق لهما من ناحية واقترابهما من الواقع المحلي من ناحية أخري.

وأضاف سلامة بأن الرؤية المتمثلة في استراتيجية مصر ٢٠٣٠ خاصة في بعدها الثقافي وما تستهدفه تلك الرؤية تأمل  أن يشهد حلول هذا العام منظومة قيم ثقافية إيجابية في المجتمع المصري تحترم التنوع والاختلاف وتمكن المواطن المصري من الوصول إلى وسائل اكتساب المعرفة، وفتح الأفاق أمامه للتفاعل مع معطيات عالمه المعاصر وإدراك تاريخه وتراثه الحضاري المصري.

 

تم نسخ الرابط