مناقشة دور المعاصر والتجريبي في النهوض بالحركة المسرحية
متابعة - محمد خضير
- د. سامية حبيب: المهرجان التجريبي كان في صدارة المسرح
-المخرج طارق سعيد: توقف المهرجان عام 90 أدى إلى ظهور مهرجان المسرح الحر
في ثاني الندوات الفكرية السابقة لانطلاق دورة اليوبيل الفضي من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر الدورة الـ 25، والتي تتناول عدة محاور فكرية ومنها مفاهيم التجريب والمعاصرة وانفتاح الأفق المسرحي ودور المهرجان في النهوض بالحركة المسرحية في مصر، ودور المهرجان في انفتاح الأفق المسرحي على المستوى الدولي ودور الترجمات ومطبوعات المهرجان في المجال المسرحي.
وذلك بحضور الدكتورة الناقدة سامية حبيب، والدكتور المخرج جمال ياقوت، والمخرج طارق سعيد، والكاتبة المسرحية رشا عبد المنعم، وأدار النقاش الناقد محمد مسعد.
وتناول المحور مجموعة من الشهادات الشخصية للمحاضرين حول المسرح التجريبي والمعاصر وكيف كان للمهرجان التجريبي منذ نشأته في عام 1988 تأثير كبير في الحركة المسرحية المصرية، وفي الحركة النقدية أيضا ودخول بعض المصطلحات الجديدة على الساحة المسرحية المصرية.
فيما قالت الدكتور سامية حبيب: إن تجربة ومسيرة مهرجان القاهر للمسرح التجريبي هي تجربة عمر بالنسبة لها، وأن معظم المسرحيين المتواجدين على الساحة اليوم بدأت مسيرتهم الفنية مع بداية المهرجان التجريبي.
وتابعت حبيب قائلة: "إنه على مسيرة الثلاثين عامًا من عمر المهرجان والذي كان في صدارة المشهد المسرح المصري، لما يتيحه من مشاهدة عروض لم نكن نراها من قبل، وأنه لم يكن هناك أي عروض أو مهرجانات في مصر أو في الوطن العربي سوى مهرجان قرطاج بتونس والذي كان يتم دعوة فيه الأساتذة الكبار فقط.
كما أنه عندما توقف المهرجان في عام 90 بسبب حرب العراق على الكويت، فجاءت فكرة تأسيس مهرجان المسرح الحر للفرق المستقلة والذي استمر لمدة أربعة دورات والذي تم تدشينه رفضًا لإلغاء المهرجان التجريبي، وحقق مهرجان المسرح الحر مكاسب كبيرة ونجح في استقطاب أسماء أصبحت كبيرة الآن مثل خالد الصاوي وطارق سعيد وخالد جلال وغيرهم، وما زالنا نتمتع بتلك المكتسبات حتى الآن.
ومن جانبه قال الدكتور جمال ياقوت خلال كلمته: "يسعدني وجودي وسط هذه الكوكبة الموجودة في المسرح المصري، وأتمنى عندما نتحدث عن التجريب أن نلقى نظرنا نحو حال المسرح المصري قبل المهرجان، ومدى تأثر هذه التجارب بعد المهرجان التجريبي".
وتابع ياقوت: "أنه يجب أن يعاد النظر في الفرق التي تأتي إلى المهرجان لاسيما بعد اتفاقيات التبادل الثقافي والتي تشترط قدره الفرق المسرحية على دفع تذاكر الطيران أو شروط الإقامة وغيرها، وأن يتم اختيار العروض بعناية فائقة بغض النظر عن قدرة هذه الفرق لتنفيذ متطلبات شروط التبادل الثقافي بين الدول".
وأثره من حيث الجودة قبل التجريبي، كانت العروض في مستوى عالٍ جدًا وحدث تراجع في جودة العروض المقدمة خلاله، بما حمل من ذكريات في اواخر عهدنا به لا جدال على أهمية المهرجان التجريبي، وآلية اختيار الفرق، وأن أول مهرجان احضر افضل الفرق، بين التبادل الثقافي وعملية سفر المسرحيين، وإحضار فرق معينة بغض النظر عن هذه الاتفاقية التي تحد، أو تعمل على قدرة أو عدم قدرة الفرق المشاركة.
وفي سياق متصل تحدث المخرج طارق سعيد عن تجاربه مع المهرجان التجريبي وتجربة المسرح الحر، حيث قال : "إن هناك علاقة غريبة تربط بيننا وبين المهرجان المسرح التجريبي وأن ظهوره بدأ منذ إنشاء فرقه الضوء المسرحية، وشاركت بمسرحية العرض الأخير، وفي الدور الثانية شاركت بنص لنجيب محفوظ، كما شاركنا في كل المعارك التي تتعلق بمراحل إلغاء المهرجان في عام 1990، وقمنا بعمل تيار المسرح الحر".
وتابع سعيد أن من مميزات المهرجان التجريبي هي مشاهدة فرق مسرحية مختلفة من دول العالم، والتواصل الجيد مع هذه التجارب التي كانت تقدم من خلال العروض، كما حدث تأثير غير مباشر على بعض التجارب المسرحية المصرية التي قدمت بعد ذلك، موجهًا الشكر لبعض الأسماء ومنهم الدكتورة نهاد صليحة والتي كانت تحرص بشكل دائم على حثنا على مشاهدة العروض المتميزة خلال دورات المهرجان والفانة عزة الحسيني ومايسة زكي وغيرهم الكثير من الفنانين الذين أسهم المهرجان التجريبي بشكل كبير في تجربتهم الفنية والمسرحية ".
فيما أفادت الكاتبة رشا عبدالمنعم أن المهرجان التجريبي ارتبط معها بفكرة الدهشة، فكانت بدايات علاقتها بفن المسرح مع بداية المهرجان التجريبي وذلك منذ عام 99 حيث قالت: " أن إحساسي بالمهرجان التجريبي كإحساس "أليس في بلاد العجائب" والذي يفتح لها باب بلاد العجاب والمليء بزخم من العروض المسرحية، وذلك قبل أن يفقد المهرجان الكثير من عناصره".
وتابعت عبدالمنعم أنه كان هناك عروض كثيرة ومثيرة وثرية ساهمت بشكل كبير في إثراء المسرح المصري بل أحد أهم روافده، لاسيما الكتب التي كانت تصدر خلال المهرجان، ومن الأشياء الهامة في المهرجان التجريبي هي علاقة المهرجان بالحركة النقدية ما أدي إلى وجود لغة نقدية مواكبة للمهرجان بالإضافة إلى ظهور ألوان مسرحية لم نكن على دراية بها، وظهور أقلام نقدية مغايرة لما كان هو تقليدي مثل الناقد هشام إبراهيم وغيره من النقاد الشباب الذين بزرت كتاباتهم بالتزامن مع المسرح التجريبي، بالإضافة إلى ظهور حركات وأشكال مسرحية مثل فرقة الحركة وأتيليه المسرح، ومن الأشكال المسرحية الكباريه السياسي والجريدة الحية والمسرح السردي أو مسرح الحكي والتوثيقي، والذي يعتمد على السرد كتقنية.