رحاب الشناط تكتب :خلطة حماقي
11:56 ص - الخميس 8 أكتوبر 2015
حالة من النشاط الفني المكثف يعيشها المطرب محمد حماقي منذ إصدار ألبومه الأخير (عمره ما يغيب ) ، وهو ما لفتني أكثر من الألبوم نفسه رغم جودته ، واختلافه ..
ربما كان عدد اللقاءات والحوارات الصحفية التي أجراها حماقي هذه الفترة توازي عدد لقاءاته الفنية السابقة في مشوار العشر سنين الأولى من عمره الفني ، وهو ما روض جمهوره لتقبّله ،لأنه مقل لا يحب الظهور الإعلامي إلا وهناك جديد يطرحه ، فبعد أن غاب ٣ سنوات لظروف خاصة ثم لتجهيزاته للألبوم الجديد..
اعتقد هذا الظهور المكثف والمصاحب للألبوم مدروس ويصب في صالح حماقي لأسباب كثيرة أهمها وأبرزها :
* (منظومة حماقي ) :
ربما تستوقفك هذه المنظومة أكثر من الألبوم نفسه فأنا لست بصدد تقييمه ، هي حالة من النشاط تشعرك أنك تسمع صوت طنين نحل يعمل بجد وتركيز في خلية واحدة بقانون واحد ، لهدف واحد ، فقد وضع المطرب نفسه تحت إدارة مجموعة من المختصين كل في مجاله ، تحت إدارته العامة ، إيماناً منه أن فكرة (one man show ) لم تعد مناسبة الان .
* (نضوج حماقي ) :
صور حماقي بعض اللقاءات في مكتبه الذي خصصه لإجراء حواراته الصحفية ، فوجدت شخصاً يتحدث بلهجة أشبه بلهجة رجال الأعمال، منظم في أفكاره، شغوف بالصناعة ككل ، ترى على وجهه جدية في الحديث لم نعتدها كثيراً من المطربين الشباب ، فعادةً يظهر لك المطرب الشاب مسبسب حريص على صورة الواد الفتك اللي مجنن البنات.
* ( الخلطة السحرية) :
وهنا أيضاً صنع حماقي لنفسه (safe zone ) خلطة آمنة من مجموعة يتعامل معها كل ألبوم يضمن لهم وبهم النجاح والاكتساح ، (أمير طعيمة ، توما ، أيمن بهجت قمر ، عمرو مصطفى ، تميم ، خالد عز ،، وغيرهم ..) كما شهد عودة حماقي لمكتشفه طارق مدكور ، ليزيد اسمه علَى الألبوم ثقلاً وقيمة ، كما أعطى حالة من الإيجابية لا أدرك سببها بالضبط !
حالة إيجابية وسلام التي هي رسالة الفن الموسيقى ، حتى أن خلافاً دب بين حماقي والكاتب أيمن بهجت قمر ،لم تسمع عنه الصحافة شيء إلا بعد تصريح حماقي نفسه به بعد أن زال الخلاف ، في الوقت ذاته كان قمر سعيد بالألبوم ويروج له ولم يصرح بما يفسد هذه الحالة الإيجابية .
* (المزيكا) :
أهييء نفسي أولاً كمستمعة أنني مستعدة لتلقي درس خصوصي في المزيكا ، فأتعلم بسلاسة ما الجديد في الموسيقى في أنحاء العالم ، فتجد نفسك بعد سماع الألبوم أشبعت روحك بجرعة موسيقية جيدة ، حتى لو اختلف ذلك مع ذوقك الخاص أحياناً .. ولكن حماقي في سنينه العشر السّابقة قد رسخ هذا المبدأ لدى جمهوره واكتسب هذه الثقة.
*(التنظيم) :
تحولت حفلات كثير من كبار النجوم إلى مهازل كانت أحياناً سبباً في خسارة النجم لبعض من صفوف محبيه ، لشعورهم باستهانة نجمهم بلقاءهم وهو ما حدث بالفعل مع بعض النجوم..
في الوقت الذي أشاد الكثيرون بحسن تنظيم حماقي ، كالمؤتمر الأخير له مع شركته المنتجة نجوم ريكوردز ، وكذلك حفل بوترو مارينا الذي عادةً ما يصعب تنظيمه ،ولكن جمهور حماقي كان محظوظاً كونه استطاع العبور به في رحلة ممتعة مرت بسلام..
*(سوشيال ميديا ) :
تشهد مواقع حماقي حالة من النشاط الفني ، فعلى مدار اليوم يظهر للمتابع ما هو متعلق بالمطرب محمد حماقي وأعماله أوأغانيه ، وليس بفيس بوك (حمادة جارنا ) : صباح الخير انا رايح الجيم ، مساء النور لسه مخلص الجيم ،أنا أكلت ورق عنب النهاردة وأنتو ؟ ،، مين لسه صاحي ،،؟؟ !
المواقع تحترم عقلية المُتابع ، وإن كانت لا تخلو من بعض الصور الشخصية التي يحبها جمهوره ويتفاعل معها ولكنها بقدر مدروس وبدون إسفاف ..
*(الالتراس) :
وهو الأكثر إخلاصاً وإيماناً بموهبة نجمهم وحرصهم عليه ، وهو ما حظي به حماقي واستطاع الحفاظ عليه واستثماره بشكل مناسب ، فشاركهم معه في تفاصيل مسيرته الفنية ، ورغم صعوبة السيطرة على الالتراس،إلا أنه يتبع قانون حماقي باحتراف ، فشارك نجمه فيأغنية (أجمل يوم ) وكان أهلاً للثقة فلم تتسرب الاغنية ولم نسمع عنها إلا فور إصدار الألبوم ..
اجتمعت هذه العوامل لتصنع من محمد حماقي مطرب في مكان خاص بعيداً عن منافسة الألقاب والمراكز ، فقد صنع لنفسه حالة خاصة وسياسة منفردة وعليه منافسة نفسه في السنين القادمة ، ليكون داءماً عند حسن ظن جمهوره، تمنياتي بالتوفيق.
تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز