زوجة تخلع زوجها بسبب المحشي.. بعد زواج 6 شهور
لم تكن سعاد تبحث عن خلاف، ولا عن طريق ينتهي بمحكمة الأسرة. كل ما أرادته فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها هو بيت دافئ تشعر فيه بالقبول والاحترام، بعد زواج بدا في البداية كأمان واستقرار.

تروي المحامية نهى الجندي أن القصة بدأت بتفصيلة صغيرة، لكنها كانت موجعة في معناها. طبق محشي أعدته سعاد بحب، لم يجد إلا الانتقادات والمقارنات بطعام والدة الزوج، لتتوالى الإهانات في كل زاوية من حياتها اليومية.
لم يكن الخلاف حول الطعام، بل حول شعور دائم بأنها أقل، وأن كل محاولاتها لإرضائه لا تكفي ومع كل مقارنة، كانت ثقتها بنفسها تتآكل، حتى جاء التهديد الصريح: “هتجوز غيرك”، فانهار آخر خيط للأمان.
تحملت سعاد بصمت، ومنحت الزواج فرصة، لكنها خلال ستة أشهر أدركت أن الحياة التي تخلو من الاحترام لا يمكن أن تستمر.
لم تطلب انتقامًا، ولم تنتظر مزيدًا من الإهانة، بل اختارت الخروج بكرامة، ولجأت إلى محكمة أسرة مدينة نصر طالبة الخلع.
توضح المحامية أن القضية لم تكن عن طبق محشي، بل عن وجع نفسي متراكم، وعن زوجة شعرت أن بيتها تحول إلى ساحة مقارنة دائمة، وأن كرامتها تُنتقص يومًا بعد يوم.
لم تخرج سعاد من الزواج غاضبة، ولا منتصرة، بل هادئة، تحمل قرارًا صعبًا لحماية ما تبقّى من روحها. أدركت أن الكرامة ليست رفاهية، وأن البيت الذي يخلو من الاحترام لا يصلح أن يكون وطنًا، مهما صغرت أسبابه.
في قاعة محكمة الأسرة، لم تكن تطلب أكثر من حقها في بداية جديدة، بعيدًا عن المقارنات والضغط النفسي والكلمات الجارحة. لم تخلع زوجها بسبب طبق محشي، بل بسبب شعور متكرر بأنها غير كافية، وغير مسموعة، وغير مقدَّرة.
انتهت القصة بحكم، لكنها في الحقيقة كانت بداية جديدة لامرأة قررت ألا تعيش مكسورة، محتفظة بكرامتها، مؤمنة أن الاحترام هو أول شروط الحب، وأن السلام النفسي يستحق أحيانًا قرارًا مؤلمًا، لكنه صادق.





